دفاعا عن المسبحة !
بقلم _ احمد خالد الكعبي
بلا مسبحة ستذهب البندقية الى الجحيم .
المسبحة والبندقية وجهان لجوهر واحد : القوة .
المسبحة هي رمز للقوة المعنوية الباطنية الروحية ، والبندقية هي رمز القوة المادية .
المسبحة بلا بندقية وهن وضعف ، والبندقية بلا مسبحة ضياع للدنيا والاخرة .
قبل عشرات السنين وعندما كان العالم الاسلامي يغط في سبات عميق ويغرق في شعور من
الانكسار والذل على وقع الغزوات الغربية والاحتلال لاراضيه واوطانه في تلك الظروف خرج جمال الدين الافغاني بمقولته الشهيرة : أرم ِ مسبحتك واشتري بندقية ، فكما ان المسبحة تجعلك صامتا كذلك البندقية تسكت بها اصوات اعداء الاسلام .
وهذا امر فيه نقاش ، لان البندقية بلا مسبحة لا تعدو ان تكون مجرد عنف سيأخذ صاحبه الى المهلكة .
ثم ان المسبحة لا تجعلك صامتا بل تذكر الله بها وبهذا سيبقى ضميرك حيا ولا تستخدم البندقية وفق هوى النفس بل وفق الاطر الفقهية الصارمة في هذا المجال .
يعني المسبحة تتمتع بدور جوهري هنا ولا يمكن تسطيح هذا الدور او التقليل من أهميته .
نحن في العراق اليوم بحاجة ماسة لاعادة التقاط المسبحة … والا ستضيع البندقية .
في دولة الولي الفقيه ولبنان واليمن هي ما زالت في ايدي اغلب نخبهم المتصدية .
ان لم نفعل ذلك سريعا اخشى اننا سنقف مذهولين في مرحلة قريبة امام حقيقة مفزعة وغريبة ، بل وستبدو هجينة وعجيبة مفادها : ان التدين كمفهوم راسخ بات مبدأً مستقلا عن البندقية المقاومة ، في حين ان الاصل والاصول هنا تقول ان البندقية ما هي الا اداة لتحقيق النصر للتدين فهي مجرد احد اسلحته ، وليس لتشكيل كيان مشوه مستقل في اعماقه عنه ؟!