“كرامتي على الجدران… ومن لم تعجبه صور الشهداء فليبحث عن بابٍ آخر

بقلم _ ضياء ابو معارج الدراجي

بكل حزن ومرارة، أقولها:

في بيتي… حيث تنمو ذكرياتي، وتتنفس جدرانه أسماء آبائي وأجدادي، وشهداء عائلتي الذين سقوا تراب الوطن بدمهم، من الطبيعي أن أعلّق صورهم، أعلّق المجد والكرامة، أعلّق الوفاء والانتماء، أعلّق ذلك التاريخ الذي لا أتنكر له، بل أتشرف به.

لكن ليس من الطبيعي، ولا من المعقول، ولا من الأخلاق، أن يأتي ضيف — أيًّا كان — ويطلب مني إنزال تلك الصور وهذا التاريخ ليرتاح.

ليس من الشرف أن يُسكت صوت الدماء لأن زائرًا لا تروقه الحقيقة، أو لأن أخي يريد أن يُرضي أصدقاءه على حساب كرامتنا.

هذا ليس احترامًا للضيف، بل إذلالٌ لصاحب الدار، وطمسٌ للذاكرة، وخيانة لتضحيات من ماتوا كي نبقى.

بيتي صورة مصغرة لمشهد العراق الكبير.

حين تُزال صور الشهداء من الشوارع بحجة ضيوف القمة،

كأن العراق صار فندقًا مؤقتًا، يغير وجهه كي يرضى الغرباء،

كأن شهداءنا عارٌ يجب ستره، لا وسامًا نعلقه على صدر الأمة.

هل تدركون أنكم تزيلون آخر ما تبقى من ملامحنا؟

هل سألتم أنفسكم يومًا: لمن تنتمون إن أنكرتم من ماتوا لأجلكم؟

نحن لا نُحرج من شهدائنا، بل نُحرج من الذين خذلوهم.

فليسمع الجميع:

وطني بيتي سيبقى مزارًا لذاكرتي،

وصور آبائي وشهدائي وتاريخي ستبقى معلقة ما دمت حيًا،

ومن لم تعجبه… فليغير طريقه،

فأنا لا أبيع وجهي لأرضي أحدًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى