أرنولد يرفض التجريبيات ويكتفي بالتدريبات الجماعيَّة
كنوز ميديا _ بغداد
أخيراً، حط المدرب الأسترالي غراهام أرنولد الرحال في العاصمة بغداد لتوقيع عقده الرسمي مع اتحاد كرة القدم، تمهيداً لقيادة كتيبة أسود الرافدين في المباراتين الحاسمتين ضمن الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم، أمام كوريا الجنوبية في البصرة، والأردن في عمّان، يومي الخامس والعاشر من الشهر المقبل، وعلى الجانب الآخر، لم يكن المشهد التنظيمي للمؤتمر الصحفي الذي عُقد لتقديم المدير الفني بمستوى التوقعات، لا من حيث الإعداد ولا من حيث تطبيق البروتوكولات المعروفة، لاسيما أنَّ الأخير بدأ بمراقبة الأجواء وتدوين انطباعاته منذ اللحظة الأولى.
واقعية أرني
ما يميز حضور أرنولد، الذي يفضل أن يُنادى بـ”أرني”، هو واقعيته في التعامل مع ضيق الوقت، إذ لم يطلب إقامة مباريات تجريبية في الوقت الحالي، وفضّل الاكتفاء بمباراة تدريبية داخلية وتكرار تقسيمة (11 لاعباً ضد 11) للتصحيح والتركيز على الجوانب الخططية، بهدف تقييم مستوى اللاعبين واختيار التشكيلة المثالية، وربما تنبع هذه المقاربة من خبرته الطويلة في مواجهة منتخبات قوية مثل كوريا الجنوبية، ما يجعله يدرك حجم التحدي وأهمية التفاصيل الفنية في مثل هذه المرحلة الحساسة.
فوضى تنظيمية
بدأت الفوضى منذ لحظة دخول المدرب إلى قاعة المؤتمر، إذ غابت آلية تنظيم دخول الإعلاميين ووقوف المصورين، مما أدى إلى ارتباك واضح وتفاقمت المشكلة مع النوعية الرديئة للمايك المستخدم، إذ اضطر الصحفيون إلى تمريره يدوياً، وغالباً ما كانت الأسئلة غير مسموعة، مما اضطرهم لتكرارها أكثر من مرة وكان الأجدر بالمنظمين استخدام ميكروفون المندوب (Delegate Microphone)، الذي يُوضع أمام كل صحفي ويدار وفق نظام إلكتروني يسمح بطرح الأسئلة بالتناوب، وهو المعتمد في المؤتمرات الصحفية الرسمية للمدربين في الأندية والاتحادات العالمية.
إشكالات الترجمة
برزت مشكلة أخرى لا تقل أهمية، وهي ضعف الترجمة، فعلى الرغم من جودة وإمكانية المترجم المرافق لأرنولد الذي تم اختياره من قبل السفارة الأسترالية في بغداد، إلا أنه لم يوفّق في إيصال المعنى الدقيق لكثير من الفقرات، لا سيما تلك التي تعكس رؤية المدرب الجديد وانطباعاته الأولى عن المنتخب والكرة العراقية، على سبيل المثال، فإنَّ الفرق كبير بين أن يقول المدرب إنَّ “لديكم منتخباً قوياً”، وأن يصف المنتخب بـأنَّ ”لديه مواهب عدّة”، فالأولى تبعث برسائل فورية إلى الجمهور من الثقة والتحدي، بينما الثانية تحمل طابعاً مستقبلياً قد يُفسّر بوجود خامات قابلة للتطوير.
هذا المشهد تطلب وجود كابينة معزولة للمترجم ونظام صوتي دقيق يضمن نقله للكلام دون تشويش، وسط الضجيج، والمقاطعات المتكررة، والاعتراضات غير المنضبطة كما ساد المؤتمر جو من القهقهات والأحاديث الجانبية خلال طرح الأسئلة، ما عكس صورة غير مهنية، لا تليق بحجم الحدث ولا بالمدرب الضيف.
خاتمة واجبة
بناءً على ما سبق، بات من الضروري أن يُراجع اتحاد اللعبة آليات تنظيم مثل هذه المناسبات، خاصة تلك التي تحمل طابعاً دولياً، وأن يتم نقل مراسيم تقديم المدربين إلى قاعات مخصصة في فنادق العاصمة المرموقة، التي تمتلك الخبرة والتجهيزات الكاملة لتنظيم مؤتمرات ذات طابع بروتوكولي احترافي، يُعبّر عن صورة الكرة العراقية كما ينبغي، لا كما ظهرت عليه في أول لقاء مع المدرب الجديد.