اليمن قيامة أمة في زمن الانهيار قيادة شجاعة ورؤية ملهمة نحو السيادة والكرامة

بقلم/فتحي الذاري

في زمن تتهاوى فيه الدول وتتحول فيه الأنظمة إلى موالاة قضايا خارجية، برزت في اليمن قيادة تمتلك من الرؤية والشجاعة ما يجعلها نموذجًا يحتذى به. السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه، يمثل الشخصية القيادية التي استطاعت أن تقود شعبًا عظيمًا ويقف رغم الحصار والعدوان. وفي هذه الفترة الحساسة من التاريخ، تكوّن مشهدٌ فريد من نوعه يثبت قوة الإرادة والتصميم على الكرامة والسيادة.
إن العلاقة بين القيادة والشعب في اليمن تمثل ثنائية ذهبية، تتجاوز المفاهيم التقليدية للسلطة والحكم. في وقتٍ يعاني فيه الكثير من الشعوب من خيانات أنظمتها، استطاع الشعب اليمني أن يعيد كتابة الرواية ذاتها من خلال الارتباط الوثيق بقادته. فبينما يزداد انحطاط الأنظمة الأخرى، يتجلى في اليمن نموذج نادر يجمع بين القيادة الواعية والشعب الثائر.
قاوم الشعب اليمني العديد من التحديات أبرزها الحصار والعدوان الذي تعرّض له، لكنه بالرغم من كل ذلك، انتفض ليصبح قوّة تتحكم في مصير المنطقة. من يتذكر بدايات الأزمة التي كان يُعتقد فيها أن اليمن في حالة من الشتات، ليظهر اليوم كشريك فاعل يدافع عن قضاياه، ويقصف تل أبيب، ويؤسس معادلات جديدة في البحر الأحمر.
تغوص المسيرة القرآنية التي يقودها السيد القائد في تعزيز الوعي الجماهيري، حيث قامت على تعليم الناس الفكر القرآني وتطبيق مبادئ القرآن في السلوك اليومي. لم يقتصر الأمر على الفعل السياسي أو العسكري، بل شمل أيضًا بناء روح المجتمعات والارتقاء بمستوى الوعي، مما جعل الجماهير ليس فقط حاضنة للخطابات، بل داعمة لمشاريع حضارية وإنسانية عميقة.
تمثل النهضة التي قادها السيد القائد نهضة حضارية بأبعادها الأخلاقية والسياسية والعسكرية. في ظل الظروف القاهرة، لم يطلب الشعب اليمني الشفقة، بل اختار أن يكون نصيرًا للقضايا العادلة، وبالأخص القضية الفلسطينية، مشكلًا كيانًا قويًا وقادرًا على التأثير.
أثبتت تجربة اليمن أن الشعوب التي تختار الاستقلال والتحرر يمكن أن تصنع المعجزات، وأن الوعي والهدوء الثوري لهما القدرة على هزيمة أقوى القوى. وتقدم هذه التجربة دروسًا في أهمية الوعي الجماهيري والتضامن بين القيادة والشعب، حيث يكون كل فرد في المجتمع جزءًا من المشروع الوطني.
في ضوء الأحداث والتحديات المستمرة في المنطقة، يظل الشعب اليمني هو الرمز للصمود والكرامة. إن وجود قائد ملهم مثل السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ليس مجرد حظ عابر، بل هو قيامة لإحياء امة تبحث عن هويتها وثوابتها. وطوبى لشعبٍ يقاوم، وطوبى لقائدٍ يقود نحو الفخر والكرامة والانتصار. إن اليمن، في زمن الانهيار العربي، يكتب تاريخه الجديد بجرأة ووضوح، ويدعو الجميع للاقتداء بمسيرته نحو السيادة والحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى