ماذا يعني ذبح البقرة من منظور ديني صهيو امريكي؟!

بقلم _ محمد علي اللوزي

حينما صرح ترامب بأنه سيحلب البقرة، حتى إذا جف ضرعها ذبحها.

لم يكن ينطلق في هذا المعلن عنه، من حسابات اقتصادية وسياسية، ولا من تهكم وازدراء لعرب البترو دولار.

إنما انطلق في طرحه من مسألة دينية ورد في( التورات والانجيل) معا، وهي بماترمز إليه نوع من التطهر والتقرب الى الله، كماهي إزالة للنجاسة.

هذا هو المفهوم الديني لدى (ترامب)، كماهو عند (نتن ياهو) أيضا، الذي يزدري العربي، ويرى أنه مجرد حيوان مسخر لليهود، لركوبه وجعله أجيرا وضيعا، وخادما مطيعالهم.

نحن إذا أمام لغة عنصرية قذرة، تستهدف القيم الانسانية، وترى في الاخر مجرد بهيمة، هكذا يعلنها (نتن ياهو وترامب) صراحة، ليؤكدا بع ئذ ان مايمتلكه عرب الخليج من أموال، غير جديرين بها، وان الاصل في ثرواتهم أنها ملك للصهيو امريكي وإنما وجدت على أرض خطاء.

وان المستحق لها هم الغرب كجنس ارقى وفقا لكتبهم المقدسة، التي تحمل بين دفيتها من العنصرية وقهر الآخر واستعباد البشري، مايدعو للتقزز.

بهذا المعنى يجاهر( ترامب) بأن ثروات الخليج هي ملك للصهيو أمريكي وأن حلبها ياتي في سياق التقرب الى الله وطلب غفرانه، وتطهر من النجاسة.

هكذا هي نظرة المتشددين دينيا قائمة على استغلال الآخر بل وذبحه واستلابه كل حقوقه.

(ترامب) في طرحه بجرأة غير مسبوقة، انه لابد من ذبح البقرة بعد أن يجف ضرعها، إنما يستهدف بمعناه الصميمي بيت الله الحرام، والمسجد النبوي، كأرض اسلامية مقدسة القضاء عليها او طمسها كمعلم اسلامي هو قضاء على قوة روحية عميقة، تخشاها الصهيونية،

البقرة من هذا المنطلق هي ارض (الحرمين)، هي الروح الإسلامية، هي مهوى إفئدة المؤمنين بالله، هي قهر الاسلام والبحث عن هزيمته بمايشكله من خطر كبير على الصهيو أمريكي إذا ما نهض، ولاشك ان البقعة المقدسة بماتمثله من حضور روحي وجداني لدى المسلمين، ينبغي ذبحها والقضاء عليها اقتصاديا ثم دينيا، وما يستتبع ذلك من تداعيات تحقق للشيطان حضوره، ولعبدته من القوى الصهيو امريكية والماسونية ما يمنحهم الطمأنينة والسلام.

لعلنا تابعنا مسألة الديانة (الابراهيمية) والمعبد (الابراهيمي)، الذي بنته الامارات كرمز للوحدة الدينية بين اليهودية والنصرانية والاسلام، والمغزى هو القضاء على الاسلام كدين قويم.

من هنا نفهم معنى ذبح البقرة إنها المقدمة الاولى للانتقال الى الدعوة الى( الابراهيمية) والتعبد بها، وإذابة الاسلامي فيها بركعتين وهز الرأس وتلاوة الصلاة المسيحية.

والمؤلم والاشد مرارة ان تتبنى تنفيذ هذا المخطط التآمري دول البترو دولار بتواطوء معلن، يتوافق مع ذبح البقرة المتمثل في الاماكن المقدسة (مكة والمدينة والمسجد الاقصى) كما تشير الى ذلك كتب التوراة والا نجيل، ويسعى في تمثلها المتشددين دينيا ومن ينظرون الى الآخر بعنصرية وازدراء، وبأنهم أحق بالعيش الرفاه من عرب البترو دولار.

(ترامب) في لقائه بالشرع او الجولاني كان يحثه على الانظمام وبسرعة الى الاتفاقية (الابراهيمية).

كل همه هو ان يسقط الاسلام من قداسة الامكنة الطاهرة اولا، ثم في استبدال الشعائر الدينية بطقوس ابراهيمية في معابد تنشاء لذات الغرض ثاني.

ليست صدفة او محض سياحة ان يزور( ترامب) المسجد الكبير في الامارات، إنما المسألة هو إبداء تسامح زائف وانتقال الى روحانية (ابراهيمية) تقررها دوائر الاستخبارات الصهيو أمريكية والمحفل الماسوني.

زعماء الخليج مشاركون فعليون في ذبح هذه (البقرة) وماتؤدي اليه من انحلال اخلاقي، نراه في هذا التفتح الأهوج لدى دول البترودولار، التي طغى عليها الانحلال الخلقي والتجرد من القيم ، وبما يشكله استقبال (ترامب) بالفتيات العذارى في الامارات وتقديمهن له بنوع من الطقوس التي بدأت تنتشر وتمجد وتعبر عن ولاء مطلق، في المال والعرض والدين للصهيو امريكي.

والحديث يطول ويحتاج الى دراسة شاملة لمتغيرات معاصرة تستهدف الاسلام والانسان في دينه وأخلاقه، ووفق مخطط تآمري يفصح عنه تصريحات الزعامات الاورو أمريكية وتنفيذ مشيخات ومملكات الخليج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى