حقيقة الصراع ومآلات التطبيع

بقلم _ إلـهام الأبيض

إن محاولة البعض تصوير الصراع مع الكيان الصهيوني على أنه مجرد خلاف ثنائي أو إشكالية تخص طرفاً إقليمياً واحداً كإيران، هو تزييف للواقع وتضليل للرأي العام، بل هو خيانة صريحة للقضية الفلسطينية التي هي قضية الأمة المركزية، من يروج لهذا المنطق يخدم أجندة العدو ويسعى لتفتيت جبهة المواجهة.

في المقابل، تثبت المقاومة الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس، يوماً بعد يوم، أنها رأس الحربة في الدفاع عن الأمة ومقدساتها، لقد نفذت هذه الفصائل عمليات نوعية، من الكمائن المعقدة التي أوقعت خسائر فادحة في صفوف العدو شرق رفح ومناطق أخرى، إلى الرشقات الصاروخية التي استهدفت المستوطنات المحيطة بالقطاع. هذه العمليات ليست مجرد رد فعل، بل هي رسالة واضحة للعدو عن فشله الذريع في تحقيق أهدافه رغم كل عدوانه، وتأكيد على صمود المقاومة وقدرتها على إيلامه. تحية إجلال وإكبار لهؤلاء المجاهدين الأبطال في غزة، ونسأل الله لهم الثبات والنصر المؤزر.

ولا يقتصر عدوان الكيان الصهيوني على فلسطين، بل يمتد ليشمل اعتداءات متكررة على سوريا، متوغلاً في أراضيها ومنتهكاً سيادتها الجوية بشكل سافر. من الخطأ الفادح استخدام عبارات ملطفة مثل “تدخلات إسرائيلية” لوصف ما يقوم به العدو؛ إنها اعتداءات وجرائم حرب واضحة. تلطيف المصطلحات لن يغير شيئاً من حقيقة العدوان ولن يردع العدو.

أما عن السياسة الأمريكية تجاه الأنظمة العربية، فهي قائمة على الابتزاز والاستغلال. تمارس واشنطن ضغوطاً مالية وسياسية هائلة، وتلجأ إلى الترهيب والتخويف لإبقاء هذه الأنظمة تحت سيطرتها وضمان تبعيتها. تصور لهم أنها الحامي الوحيد لهم، وأن زوالها يعني نهايتهم، بينما هي في الحقيقة تستنزف ثرواتهم وتوظفهم لخدمة مصالحها ومصالح حليفها الاستراتيجي، الكيان الصهيوني.

إن الكيان الصهيوني شريك أساسي في كل المكاسب التي تجنيها أمريكا من الأنظمة العربية، سواء كانت مالية أو سياسية. أمريكا تأخذ الأموال من الدول العربية، ثم تقدم السلاح والدعم المالي السخي للكيان الصهيوني. وتسعى جاهدة لدفع الأنظمة العربية نحو خيانة التطبيع الكامل والولاء للعدو، لترسيخ نفوذها وهيمنتها في المنطقة، مستغلة حرص بعض هذه الأنظمة على إرضائها والذوبان في فلكها.

هكذا، تكسب أمريكا مرتين: مرة بما تأخذه من هذه الأنظمة، ومرة أخرى بتوظيفها كأدوات في سياستها العدوانية. ونقول لكل من يسلك هذا المسار: مهما قدمتم للأمريكي والصهيوني، فلن يجديكم ذلك نفعاً. ما تقدمونه يتم توظيفه مباشرة في إطار سياساتهم العدوانية التي لم تتغير تجاه أمتنا. سياسة الاسترضاء هذه فاشلة وخاسرة بكل المقاييس. التوجه العدواني للأمريكي والصهيوني ثابت، وما يقدم لهم لا يغير من هذا التوجه شيئاً، بل يستغلونه لزيادة قوتهم على حساب الأمة.

#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى