سلسلة مقالات غرب اسيا (اليمن)

حلقة ٥٢

كنوز ميديا _ متابعة 

 

اليمن.. هدنة مفاجئة.. خلفيتها ومضامينها.. تحييد أمريكي ومواجهة مفتوحة مع (إسرائيل)
❖ هدنة مفاجئة.. خلفيتها ومضامينها
في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف الهجمات العسكرية في اليمن، استجابة لما وصفه بـ”رغبة الجماعة في السلام”، ما أثار تساؤلات سياسية واسعة.
رد قائد حركة أنصار الله مؤكدًا أن التوافق لم يكن نتيجة للضعف أو الاستسلام، بل تم بوساطة عمانية.
الهدنة تزامنت مع تعهد القوات المسلحة اليمنية بوقف استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
هذا الإعلان، الذي جاء قبيل زيارة ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات، أعاد خلط الأوراق في الملف اليمني.
من جانبها، اعتبرت حكومة صنعاء القرار “انتصارًا للصمود اليمني”، مؤكدة أن وقف العمليات ضد أمريكا لا يعني التراجع عن استهداف الكيان الصهيوني.
❖ صدمة في تل أبيب..إعلام (إسرائيلي) في حيرة
شهدت الشاشات (الإسرائيلية) نقاشًا مكثفًا حول الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة وحكومة صنعاء ، الذي اعتبره محللون تهديدًا لتل أبيب، التي باتت مطالبة بمواجهة هجمات القوات المسلحة اليمنية بمفردها.
وقد شكل هذا الإعلان مفاجأة للمسؤولين (الإسرائيليين)، حيث أكد محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن ديفيد أن هذا الاتفاق لم يكن متوقعًا، ولم يتطرق أحد إلى التواصل بين الولايات المتحدة وصنعاء أو تداعياته على (إسرائيل).
بدوره، شدد مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12 نير دفوري على أن الإعلان كان صادمًا لـــ (إسرائيل)، التي لا تزال تحاول فهم مغزى خطوة ترامب.
❖ رسالة صنعاء.. الهدنة لا تشمل (إسرائيل)
أكدت قيادة أنصار الله أن الاتفاق مع الولايات المتحدة لا يعد استسلامًا، وأعلنت أن “العمليات ضد الكيان الصهيوني ستستمر بلا توقف”.
وأشارت إلى أن المواجهة مع (إسرائيل) ستكون مستمرة دون تراجع ،وفي أول رد عملي، نفذت القوات المسلحة اليمنية هجومًا ضد (إسرائيل) بعد أقل من 24 ساعة من الإعلان الأمريكي رداً على الضربات الجوية على اليمن،التي استهدفت مطار صنعاء، محطات الكهرباء، ومرافق مدنية أخرى.
بدورها، استجابت القوات المسلحة اليمنية باستهداف أهداف حساسة داخل (إسرائيل)، مؤكدة أن المواجهة لن تتوقف.
❖ التحوّل الاستراتيجي …تحييد واشنطن وتركيز على (إسرائيل)
• وقف الهجمات الأمريكية على اليمن يمثل تحولًا استراتيجيًا، حيث تمكّنت القوات المسلحة اليمنية من تحييد واشنطن مؤقتًا والتركيز على تصعيد العمليات ضد (إسرائيل).
كما يعزز التفاهم مع واشنطن عبر الوساطة العمانية من مكانة صنعاءكطرف فاعل في المعادلة الإقليمية
• الهدنة بين واشنطن وصنعاء جاءت عبر رسائل سياسية وتنسيق عماني محدود، ما يجعلها هشّة وقابلة للانهيار.
ورغم دور الوساطة العمانية في خفض التصعيد مؤقتًا، إلا أنها لم تفضِ إلى اتفاق دائم أو حل واضح.
• تسري معلومات عن دور سعودي غير معلن في تحفيز هذا التفاهم، حيث تشير تقارير إلى طلب مباشر من الرياض للرئيس ترامب بتهدئة الجبهة اليمنية خلال زيارته المرتقبة للمنطقة، لتفادي أي تصعيد يربك المشهد الإقليمي.
• الاتفاق لا يشمل وقف العمليات ضد (إسرائيل)، وهو ما يسمح للقوات المسلحة اليمنية بالحفاظ على الزخم الثوري والتزام اليمن بقضايا المنطقة، وخصوصًا دعم المقاومة الفلسطينية، ما يمنح صنعاء مرونة استراتيجية عالية.
• الضربات الصاروخية التي استهدفت على مطار بن غوريون أثرت نفسيًا على المجتمع” الإسرائيلي” وأربكت الطيران، ولا تزال تداعياتها مستمرة.
وفي الوقت نفسه، استغلت القوات اليمنية الهدنة لضرب حاملة الطائرات الأمريكية، مؤكدة قدرتها على كسر الهيمنة الأمريكية وإعادة صياغة معادلة الردع.
• صنعاء اليوم لم تعد مجرد عاصمة في جغرافيا الصراع، بل تحوّلت إلى لاعب إقليمي بقواعد اشتباك مستقلة، ما يجعل الرهان على تحجيمها عبر الرسائل الدبلوماسية رهانًا خاسرًا في بيئة سياسية متغيرة.
➢ في الختام، يطرح قرار وقف الضربات الأمريكية على اليمن تساؤلات استراتيجية هامة حول التنسيق بين واشنطن وحلفائها الإقليميين، خاصة (إسرائيل).
هل ستكون (إسرائيل) قادرة على مواجهة التهديدات القادمة بمفردها، أم أن واشنطن ستعيد صياغة قواعد الاشتباك في المنطقة وتترك حليفتها لمواجهة التحديات المتعددة دون تدخل فعلي؟ يبقى المستقبل غامضًا، وتستمر التطورات في رسم ملامح المشهد الإقليمي.

مركز بدر للدراسات الاستراتيجية
٢٠٢٥/٥/١٧

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى