في مشهد يُعيد سوريا إلى ظلام القرون الوسطى، شهدت مدينة حماة جريمة طائفية مروعة، حيث أقدمت مجموعة مسلحة على توقيف طلاب مسيحيين من مدينة محردة، فقط لأنهم جلسوا في أحد الأماكن العامة مع زميلات لهم من المسلمات ضمن الحرم الجامعي.
الاعتداء لم يكن لفظياً فقط.. بل جسدياً ومذلاً.
تم الاعتداء بالضرب المبرح على الطلاب أمام المارّة، ثم أُجبروا على حلق شعرهم عنوةً في سابقة خطيرة، رافقتها شتائم طائفية من بينها:
“نصارى خنازير” وعبارات تحقيرية أخرى تستهدف العقيدة والانتماء.
لا سياسة.. بل فاشية دينية مغلّفة بشعارات
مصادر طلابية أكدت أن المعتدين يزعمون انتماءهم لفصائل نافذة مدعومة أمنيًا، وأن ما حدث لا علاقة له بالخلافات السياسية، بل هو تعبير صريح عن ذهنية الإلغاء والتطهير الطائفي، التي ترى في الآخر المختلف دينيًا تهديدًا يجب سحقه.
سوريا تتآكل من داخلها.. وأصدقاء الجولاني يراقبون بصمت
الرسالة التي وُجهت إلى المسيحيين اليوم في حماة، ليست محلية فقط، بل تهديد صريح ومعلن لكل من بقي يؤمن بالتعددية، ولعلّها وصلت إلى “أصدقاء الجولاني في لبنان”، كما كتب أحد الغاضبين على مواقع التواصل.
بلادٌ بلا مسيحيين؟ لا خير فيها
كتب أحد الأساتذة الجامعيين:
“إذا لم تعد البلاد تتسع لطالب مسيحي يجلس بجوار زميلته المسلمة، فهذه لم تعد سوريا، بل ساحة مفتوحة للهمجية.”
أسئلة بلا إجابة:
من يحمي التنوع الديني في سوريا؟
لماذا صمتت السلطات رغم تداول الفيديوهات والروايات؟
هل أصبح التنمّر الطائفي أداة ممنهجة لبث الرعب ورسائل الإقصاء؟
كنوز ميديا – لأن كرامة الإنسان لا تُجزّأ، والدفاع عنها لا طائفة له.