بين ترامب ومليارات الأعراب..!
بقلم _ كوثر العزاوي
أطفال غزة وأمهاتهم يتصدرون قائمة الموت في أعنف مشهدٍ مأساويّ تشهدهٌ المرحلة!. مشاهد تندى لها جباه الأحرار! وبين ترامب وتريليونات الأعراب، أشلاءٌ تُقطَّع، رقائقَ البراءة تُمزَّق! أجساد تتطاير، ورود تذبُل وتتلاشىٰ، أغصانٌ غَضّة تُجتَثُّ لتُوارىٰ التراب عنوة، إمّا بنار القصف أو نار الجوع!. فقد خلَت حدائق أمّة فلسطين من ألْوانِ البراءة وبهاء الأمهات. فقد قُتلَ “ستون ألف” طفل بريء وأمٍّ وشيخ كبير، جوعًا وعطشًا ونقصٍ في الدواء، فضلًا عن نيران القصف التي تلتهمُ الأجساد بِنَهَم الوحوش الضارية! بينما تُعمَّر قصور العاهرات وتُهَيّأ، لتؤدي التحيّة للشيطان الأكبر بطريقة الجواري! وليت شعري..أيّ شرف غادركم حينما خُتمَ بالسكوت على قلوبكم، في الوقت الذي شُرِّعت أبواب عُهركم بوجهِ صاحبكم المبتَزّ الأحمق “ترامب” ربيب الشيطان، ليحلِبَكُم كما الأبقار في زريبة العَفَن، فأصاب منكم “أربعة تريليونَ دولار” ساخرًا من عقولكم النّتنة!. وما إن اكتملت عملية الحَلْبِ والجباية، أدبرَ مولّيًا منتَشيًا! منتهزًا تبلّدَ الإحساس فيكم. وبذلك قطعتم رَحِمَ مروءتكم، وأنتم تشاهدون آلة الحرب الصهيونية النازية، تصبّ حِمَمها مجدّدًا على رؤوس الأبرياء، مطمئنة إلى أنّ الذخيرة مدفوعة الثمن بفضلكم، إلى حين انتهاء ولاية ترامب وربما أبعد منها! فأيّ عارٍ هذا الذي يجلّلكم ياأمّة الأعراب، ولاعروبة لكم؟! بأيّ وجهٍ حالِكٍ تلاقون الله العظيم؟ ماذا سيكتب التاريخ عنكم، وعارُ الصمت والتواطؤ نُسِخَ في صحائفكم، والله والتأريخ شاهد عليكم؟! أنا أعلم بأنّ ثمة من سيقرأ سطوري فيحزن، ويشعر بمرارة القهر فيأسف، لكنني وجدت نفسي تواقة للبوح والصراخ، فلم أجد وسيلة أفضل من قلمي ليهدّئ اليسير من روعي، ولكن هيهات أن يخفّف غيضًا وحقدًا متراكمًا في صدري، على أشباهِ بشرٍ أوغَلوا بدماء الأبرياء، وأُتخِموا بالحقد ولم يشبعوا! إذ لم يسلَم منهم حتى طيور الفضاء وفراشاته، فكأنما خُتم على قلوبهم فأصبحت حَجَرا. فلا فضاعة أخسّ عندما يكشّر الكيان الغاصب عن أنيابهِ، ليبدو وحشًا كاسرًا أضعاف مابدا عليه منذ سبعين عاما! عالمَه سراب وحِراب، وفضاؤه نار ودماء، ومن هناك تنعى غزة إلى العالَم أشلاء أطفالها ونسائها، زهور وزهرات، وعيون أمهاتٍ تحجّرت ونضبت فيها الدمعات، مثلما تصحّرت قلوب المتفرجين، وأجدبت ضمائر المطبّعين. ولم يَعد مكانًا للأنسانية فى هذا العالم الغادر، المتاجِر بالشرف، والمطبّع في السر والعَلن!. لذا لا عجب فيما يفعلُ حكام الخليج من استعراض الأعراض وهدر المليارات من الدولار! فهل يحقّ لهؤلاء بعد اليوم أن يحسَبوا أنفسهم على بني آدم؟!، فقد أراهن أن يثبتوا أنّ فيهم من الإنسان مقدارَ ذرة من إنسانية!. فلا إنسانية لكم مع السكوت والدعم للكيان الغاصب وحليفهُ الماكر البغيض. فقد يُخطئ من يظن أنّ غزة اليوم تنزف دمًا وألَمًا، لا..إنما فلسطين قد تبرّعت بدَمها لأمة أصيبت بفقرِ الدم، وغياب الشرف، وذهاب المروءة. وستَحيىٰ أمّة الحقّ قريبا، حرّة أبيّة، بفضل دماء الأبرياء الزاكيات، فالدماء أبلغ رسالة حبّ للعالم. وستذهب أشلاء غزة أطيارًا الى الجنان، وستذهبون ياحكام العرب وعبيد الغرب، ببقايا ضمائر الى الجحيم.
١٩-ذوالقعدة-١٤٤٦هجري
١٧-أيار-٢٠٢٥ميلادي