اخلاقيات البيئة الالكترونية في العمل الاعلامي

 بقلم _ قاسم الغراوي
رئيس مركز انكيدو للدراسات

للاسف ان البيئة الإلكترونية فرضت معايير وسلوكيات جديدة على العمل الإعلامي المهني ، وأثرت بشكل كبير على مصداقية المصادر.
واما أبرز التاثيرات التي خلفتها هذه البيئة فهي :
1. التسرع في نشر الأخبار:
البيئة الإلكترونية جعلت السباق على نشر الأخبار في أسرع وقت ممكن أولوية، مما أدى إلى تراجع التدقيق في صحة المعلومات. فوسائل الإعلام تعتمد أحيانًا على مصادر غير موثوقة أو مجهولة فقط لتكون الأولى في النشر ، اذا هناك سباق في النشر مهما كان المحتوى والمضمون .

2. التحيز وخوارزميات التفاعل:
المنصات الإلكترونية تعتمد على خوارزميات تعمل على تعزيز المحتوى الذي يجذب الانتباه، بغض النظر عن دقته. هذا يؤدي إلى زيادة نشر الأخبار المثيرة للجدل أو المبالغ فيها، ما قد يضر بالمصداقية.

3. ظهور الإعلام البديل وصعوبة التحقق:
وسائل الإعلام غير التقليدية (مثل المدونات وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي) أصبحت مصادر رئيسية للأخبار، لكنها غالبًا ما تفتقر إلى الالتزام بمعايير أخلاقية وصحافية واضحة، مما يزيد من انتشار الأخبار الكاذبة.

4. انتحال الهوية وانعدام الشفافية:
في البيئة الإلكترونية، قد يصعب تحديد المصدر الأصلي للمعلومة. حيث تنتشر الحسابات المزيفة والانتحال، مما يجعل من السهل التلاعب بالمعلومات.

5. ضغط الجمهور الإلكتروني:
التفاعل مع الجمهور الإلكتروني (التعليقات، الإعجابات، المشاركات) قد يدفع المؤسسات الإعلامية إلى التركيز على ما يلقى رواجًا بدلاً من تقديم معلومات دقيقة.

6. انخفاض المسؤولية التحريرية:
بعض وسائل الإعلام الإلكترونية تعتمد على النشر المباشر دون تحرير أو مراجعة، مما يعرض المحتوى لمزيد من الأخطاء والانحياز.

الحلول المقترحة التي تعزيز من مصداقية البيئة الالكترونيه فهي
المصداقية:
ا-التدقيق: تعزيز التحقق من صحة الأخبار قبل نشرها، حتى على حساب السرعة.
ب-الشفافية: ذكر مصادر الأخبار بوضوح.
ج-التدريب المهني: تدريب الصحفيين على التعامل مع أدوات التحقق الرقمية.
د-الرقابة الذاتية: التزام المؤسسات الإعلامية بالمعايير الأخلاقية بغض النظر عن ضغط السوق أو الجمهور.

من التاثيرات الاخرى اختراق الخصوصية والخلط بين الاعلام والاعلان وسهولة التعامل مع المادة الاعلامية بفعل استخدام الرقمنة وكان لهذا ايضا دورا في الاعتداء على الملكية الفكرية واصبح بمقدور اي فرد ان يدعي قدرته على القيام بالعمل وهو مااثر في مصداقية الكيان الاعلامي .

البيئة الإلكترونية أتاحت فرصًا هائلة لنقل الأخبار، لكنها جاءت بتحديات أخلاقية أثرت على مصداقية المصدر. التوازن بين السرعة والدقة هو المفتاح للحفاظ على الثقة في العمل الإعلامي والمطلوب اتباع القيم الاعلامية والخبرية والمصداقية والشفافية والموضوعية في النقل والنشر حتى لاتتحول البيئة الالكترونية خصبة لنشر الافكار والاخبار والاحداث بطريقة مشوهة بعيدا عن القيم المهنية والاخلاقية.

. https://t.me/+dshAlnqux-llYjUy

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى