صوت الطائرات أعلى من البيانات.. تركيا تقصف والخارجية تهمس بخجل

كنوز ميديا _ وكالات

في شمال العراق، لا شيء يعلو على صوت الطائرات التركية، الغارات تتوالى، والسيادة تُنتهك في وضح النهار، بينما وزارة الخارجية تلوذ بصمت مطبق، كأن لا شيء يحدث، وكأن الأرض التي تُقصف ليست عراقية. لا بيانات، لا استدعاءات، ولا حتى قلق  يُذكر، غابت اللغة وغاب الرد وكأن السياسة الخارجية قررت الانسحاب من المشهد وترك السماء مفتوحة أمام الطائرات، وكرامة الدولة معلّقة في الفراغ.
تركيا تقصف وتتوغل وتعيد رسم الخرائط بالنار فيما بغداد تصغي للصمت أكثر من أي صوت آخر، لا حراك دبلوماسي ولا موقف ولا ضغط ولا مساءلة، جنازات السيادة تُشيّع بصمت بارد، بينما مؤسسات الدولة تكتفي بالمراقبة من خلف الستار، لقد أصبح الصمت سياسة وصار الغياب موقفًا وحين تصمت الدولة تتكلم السماء بلغاتٍ لا تُترجم إلى بيانات بل إلى خسائر ورعب وامتهان مستمر لهيبة العراق.
إذا كانت الطائرات تُحلّق بلا رادع فإن الصمت ليس قدرًا مفروضًا فما زالت هناك نافذة ولو ضيقة لاستعادة بعض من هيبة الدولة، شرط أن تتخلى مؤسساتها وعلى رأسها وزارة الخارجية عن موقع المتفرّج الصامت.
البرلمان لم يعد معفيًّا من المسؤولية فالتصريحات الإعلامية لا تكفي، المطلوب تحركٌ فعلي يبدأ بتشكيل لجان تحقيق، واستضافة المسؤولين المعنيين لمساءلتهم عن غياب الموقف الرسمي، وتقصيرهم في حماية السيادة ويجب أن يمتد هذا الحراك إلى مرحلة الاستجواب تحت قبة البرلمان، لوضع حدّ حاسم لهذه الانتهاكات المستمرة.

  • صوت الطائرات أعلى من البيانات.. تركيا تقصف والخارجية تهمس بخجل

 

وبالحديث عن هذا الملف أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية مهدي تقي الأمرلي أن التوسع العسكري التركي داخل الأراضي العراقية يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني، مطالبًا الحكومة بتحرك عاجل وحازم لإنهاء هذا التوغل غير المبرر.
ويقول الأمرلي في تصريح له، ان “الوجود التركي بات بلا مبرر بعد إعلان حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه وإلقاء السلاح، ما ينهي جميع الذرائع التي تتذرع بها أنقرة للبقاء في العراق”، داعيًا إلى “بلورة حلول واضحة وعملية تهدف إلى إخراج القوات التركية من الأراضي العراقية بشكل كامل، وحماية السيادة الوطنية”.
ويوضح ان “على وزير الخارجية أن يؤدي دوره بشكل فعّال في الدفاع عن سيادة البلاد، وألا يتعامل مع هذا الملف الحساس بالمجاملة”، مؤكداً أنه “لا يجوز أن يظل موقف الوزارة متسمًا بالصمت والجمود تجاه الانتهاكات التركية المستمرة”.
ويضيف أن “استمرار هذا الصمت الحكومي سيضطرنا إلى اللجوء لاستضافة أو استجواب وزير الخارجية داخل مجلس النواب، لمساءلته حول هذا الملف الخطير وتقصير الوزارة في التعامل معه”.
ويشدد على “ضرورة أن تتحمل الحكومة مسؤولياتها تجاه هذا التهديد، وأن يكون هناك موقف وطني موحد لوقف الانتهاكات التركية المستمرة”.
يذكر أن القوات التركية تنتشر في العشرات من المواقع داخل الحدود العراقية منذ سنوات، دون وجود مسوّغ قانوني يبرر هذا التواجد العسكري.ع666

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى