مسرح الشارع صرخة وطن 

بقلم _ حيدر المرشدي 

 

في وقتٍ غلب فيه الصمت وركنت فيه الكلمات إلى جدران القاعات المغلقة اخترتُ أن أنزل إلى الشارع لا مسرح لا منصة لا إضاءة مصطنعة… بل كانت السماء هي السقف والرصيف هو الخشبة والجمهور من عامة الناس هو الحكم والمرآة من هنا بدأتُ من الصفر من قلب الشارع حيث تصرخ الحقيقة بلا خوف وتتكلم الوجوه قبل الأصوات.

 

كانت البداية…

لم أبحث عن شهرة ولا سعيت لمنصب كل ما أردته أن أُخرج الفن من زنازينه وأطلقه بين الناس رأيتُ في الشارع نافذة للبوح فضاءً لا يعترف بالرقيب ولا يتحكم به المال أو السياسة فبدأت أولى محاولاتي في الأزقة في الأسواق في الأماكن التي اعتادها الناس لا الفنّانون هناك أدركت أن الكلمة الصادقة لا تحتاج ميكروفونًا وأن الجسد وحده قادر على إيصال آلاف المعاني

 

لماذا مسرح الشارع؟

لأن الحقيقة هناك لأن معاناة الإنسان البسيط لا تُحكى من فوق بل من قلب التراب اخترت مسرح الشارع لأنني أردت أن يسمعني الفقير، والعامل والطالب والمُهمّش… أردت أن أقول ما لا يُقال وأُجسّد ما يُخفى وأُوقظ ما يُراد له أن ينام

 

قضايا حملتها على كتفي

لم يكن العمل مجرد تمثيل بل كان مقاومة تناولتُ قضايا البطالة الفساد القمع الصمت الممنهج تزييف الوعي وسرقة الحلم كل مشهد كان طلقة كل حركة كانت سؤالاً وكل صمت كان احتجاجًا

 

واليوم…

لا أبحث عن تصفيق بل عن صحوة لا أرجو تكريمًا بل استجابة يبقى الشارع مكاني الأول والأخير لأنه الحقيقة العارية ولأنني لا أريد لمسرح الشارع أن يُختزل في لحظة أو يُنسى في زاوية هذه ليست هواية بل رسالة،

كلمة أخيرة

مسرح الشارع ليس مجرد نوع من الفنون إنه جبهة ومن يقف فيه لا يمثل فحسب بل يُقاوم يُواجه ويصرخ بما يخاف غيره أن يقوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى