زيارة ترامب للخليج نهب للثروات العربية والمستفيد الشركات الأمريكية

بقلم _  محمد علي الحريشي

من هو المستفيد من نهب الثروات العربية الخليجية؟ التي أخذها الرئيس الأمريكي «ترامب»، أثناء زيارته لكل من السعوديه وقطر والإمارات!!!،
لم تكن زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة الخليجية إلا مرحلة أولى، لنهب المزيد والمزيد من ثروات الشعوب العربية.
الأموال الهائلة التي حصل عليها «ترامب» و تجاوزت ثلاثة ترليونات دولار، لم تكن إستثمارات مشتركة يستفيد منها الجانب الأمريكي مع الأطراف الخليجية، بل هي أموال تستفيد منها الشركات الرأس مالية الأمريكية، ويستفيد منها الإقتصاد الأمريكي بشكل عام، الذي يمر ببدايات مرحلة الركود، بسبب صعود الإقتصاد الصيني. فعلى سبيل المثال، عندما وقعت الحكومة القطرية على شراء أكثر من مائة وخمسون (150)طائرة «بوينج» المدنية للركاب، فهل قطر وهي مشيخة صغيرة الحجم، بحاجة إلى ذلك الكم الكبير من الطائرات المدنية؟، من هنا يتضح أن شراء ذلك الكم الكبير من الطائرات المدنية لحكومة قطر، ليس الهدف منه تلبية الإحتياجات الفعلية للشعب القطري من الطائرات، بل الهدف منه هو تشغيل اليد العاملة الأمريكية وتحريك عجلة الإنتاج لشركة «بوينج» الأمريكية اليهوديةالعملاقة، وهكذا بقية الصفقات والعقود بل الأموال، التي إنتزعها الرئيس الأمريكي عنوة من حكام السعودية وقطر والإمارات خلال زيارته،فالهدف منها تحريك عجلة الإنتاج الصناعي داخل أمريكا، وإنعاش إقتصادها الذي يواجه منافسة حادة من قبل الإقتصاد الصيني، الأموال التي أخذها الرئيس الأمريكي من الخليج، تستخدم وتسخر لصالح الشركات الرأس مالية الأمريكية، التي يتربع على عرشها اليهود والصهاينة، أمراء ومشائخ السعودية وقطر والإمارات مجبرون على دفع تلك الأموال، ولن يستفدوا منها بشيء، فهم سوف يحصلون على منتجات أمريكية بأثمان باهضة من غير الأموال التي دفعوها« لترمب»، سوف يحصلون على منتجات أمريكية أضعاف مضاعفة فوق الإحتياجات الفعلية لتلك المشيخات، فالهدف هو توفير فرص عمل لملايين الأمريكيين داخل الشركات الرأس مالية الأمريكية، وتحريك آلة الإنتاج وبالتالي ضخ المنتجات إلى السعودية وقطر والإمارات وغيرهم من البلدان، ومن هنا تتجاوز الإدارة الأمريكية الركود الصناعي ، الذي أصاب الشركات الأمريكية، بسبب منافسة المنتج الصناعي الصيني، وفارق الأسعار لصالح الصناعة الصينة، تستفيد الخزينة الأمريكية من الضرائب التي تجنيها من الشركات الأمريكية التي حركت عجلة إنتاجها الأموال الخليجية، وتستفيد الخزينة الأمريكية في نفس الوقت من رسوم الخدمات لنقل المنتجات إلى بلدان الإستهلاك في الخليج. الرئيس الأمريكي يفرض الشروط على المشيخات الخليجية، التي زارها، بعدم عقد صفقات تجارية لشراء منتجات صناعية من الصين أو غيرها من البلدان.
تلك الثروات الهائلة التي سلبها الرئيس الأمريكي من ثلاث مشيخات خليجية، لو سخر جزىء صغير منها فقط، لصالح إحداث نهضة إقتصادية عربية شاملة، في الجوانب الزراعية والصناعية وإستخراج الثروات وبناء معاهد التدريب، في بلدان عربية مثل مصر والسودان والعراق واليمن، فكيف سوف تكون النتائج؟
أليس حرام نهب تلك الثروات الهائلة من ثروات الشعوب العربية، وفي نفس الوقت يتضور عشرات الملايين العرب من الجوع والفاقة، وهم مابين مشرد ونازح ومحاصر، بسبب الحروب والصراعات والقتل، الذي يموله مشايخ وأمراء الممالك الخليجية، لصالح المشاريع الأمريكية والصهيونية، هل يعرف أمراء ومشائخ الأنظمة الخليجية، إن جزئاً كبيراً من تلك الأموال تذهب إلى حكومة وكيان العدو الصهيوني، ليقتل بها الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، فعندما تحقق شركة «بوينج» الأمريكية اليهودية العملاقة، تلك الصفقات المالية الهائلة من الأموال الخليجية، مقابل إنتاج مائة وخمسون طائرة مدنية لقطر، اليس جزئاً كبيراً من أرباحها تذهب إلى حكومة وكيان العدو الصهيوني؟.
عندما ذهب الرئيس الأمريكي إلى دويلات الخليج، هل كان يحمل هم رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني المظلوم؟، أو هل كان يحمل في جعبته مشاريع إحلال السلام في المنطقة؟
هل تجرأ أمراء الخليج بطلب موجه للرئيس «ترامب»، لبذل الجهود والضغط على حكومة العدو الصهيوني لوقف المجازر والدمار والقتل في أبناء الشعب الفلسطيني؟.
من المفارقات العجيبة، إن الرئيس الأمريكي« ترامب»، درس جيداً العقلية الخليجية البدوية، الممتلئة بروح الغرور والأنا، والمغلفة بعظمة وهالة المال والنفط والترف والبذخ الزائد، لذلك خطط الرئيس الأمريكي، لممارسة اللعب على أوتار النغمات النفسية البدوية الخليجية، فبدأ بزيارة السعودية، وهو يعرف أن زيارته الثانية لقطر سوف يجني منها أموالاً أكثر مما يجنيه من السعودية، ومن هنا ظهر الكرم البدوي القطري على مصراعية، بإهداء الرئيس الأمريكي طائرة رئاسية قطرية فخمة، قيمتها 400 مليون دولار، وبلغ دفعه المالي لترامب ترليون و200 مليار دولار، أي أكثر مما دفعته السعودية، رغم أن مساحة قطر لاتساوي%2 من مساحة السعوديه، وسكانها لايتجاوزن %5 من سكان السعوديه، فلماذا ذلك العطاء الضخم من قطر؟ النفسية الخليجية البدوية القطرية، وجهت برسالتها من ذلك العطاء الضخم، الى السعودية بالدرجة الأولى، وإلى خصمه اللدود محمد بن سلمان، كأن أمير قطر يقول في نفسه، هل أنا أقل شئناً من محمد بن سلمان؟ عندما أدفع للرئيس الأمريكي مبلغ مساوي أو أقل من الذي دفعه محمد بن سلمان، وكأن نفسه المريضة تقول: بكرمي للرئيس «ترامب»، سوف أحضى بمكانة عنده، أقوى من المكانة التي تحتلها محمد بن سلمان في قلب الرئيس «ترامب»، نعم هم يفكرون بنفس العقلية، لانستغرب أنهم ورثوا تلك العقليات البدوية السمجة، من أيام ماثارت حرب إستمرت أربعون عاماً، بين قبيلتين بدويتين نجديتين، في عصر الجاهلية العربيه، بسبب سباق خيل حيث سبقت أحدهما الأخرى، فقامت بسبب ذلك حرب داحس والغبراء ، هي هي نفس العقليات البدوية السمجة، التي يحملها أحفاد أولئك الأعراب الجلاف، وزادها جنوناً وإستعارا وجود النفط والدولار، من هذه النقطة وعقدة العقلية الخليجية البدوية المتغطرسة، دخل الرئيس الأمريكي على ولي العهد السعودي، وعلى أمير قطر،وعلى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدودة، ليشفط ثروات شعوبهم المغلوبة على أمرها،
من هنا أنزوى الداء والمرض والكوارث والحروب والمصائب، التي حلت بالعرب منذ مايزيد عن سبعون عاماً، أي من تاريخ نكبة فلسطين، إنزوى وتجمع في مشيخات الشر والبطر والبذخ الثلاث، وهي السعودية وقطر والإمارات، هم شر كل بلية، ولولاهم ماحل بالعرب ماحل بهم من نكبات وحروب وقتل وتدمير وفرقة وشتات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى