مفاعيل التحذير اليماني
بقلم _ غيداء شمسان غوبر
في لجة الصراع الدائر، وحين يبلغ الغرور بالعدو منتهاه، وحين يظنّ أنه يمكنه أن يُبيد شعباً بأكمله في غزة بينما تنعم شرايين حياته بالهدوء والأمن، يأتي صوتٌ من عمق الإيمان واليقين، من أرضٍ أبت أن تركع إلا لخالقها، ليُعلنها صريحةً مدويةً في وجه الطغيان إنه ليس مجرد صوتٍ يُلقى في الهواء، بل هو تحذيرٌ يحمل في طياته ثقل الفعل، وصدق القول، ويقين الوعد إنه التحذير اليمنيّ الذي بدأ يُلقي بظلاله الثقيلة على كيانٍ ظنّ أنه بمنأى عن العقاب.
تتوالى إعلانات شركات الملاحة الجوية، ليست مجرد قراراتٍ تجاريةٍ عابرة، بل هي استجابةٌ قسريةٌ لمفاعيل هذا التحذير وقفٌ للرحلات إلى مطارات الكيان، وتمديدٌ لوقف رحلات الشركات التي كانت قد أعلنت التوقف سابقاً كل ذلك يأتي من مدى الثقة بجدية التحذير اليمنيّ، ومن اليقين المطلق بصدق سيد القول والفعل، الذي لا يُطلق كلمةً إلا ويُتبعها بفعلٍ يُزلزل الأرض تحت أقدام الأعداء لقد باتت مطارات الكيان، التي كانت تُعدّ نوافذه على العالم وشرايين حياته الجوية، أهدافاً مشروعةً، وباتت السماء فوقها غير آمنة.
إن المؤشرات واضحة، ومعدل الاستجابة من شركات الطيران الدولية تحت ضغط العمليات المتصاعدة ضد مطار اللد “بن غوريون” وغيره من المطارات، تؤكد أن صنعاء تتجه بخطىً ثابتةٍ وقويةٍ نحو عزل إسرائيل عن العالم. ليس عزلاً مادياً فحسب، بل عزلاً معنوياً ونفسياً، يُشعر الكيان بضيق الخناق، ويُفقده شعوره الزائف بالأمن الذي بناه على أنقاض دماء الآخرين هذا الحظر الجويّ الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية (صنعاء) ليس مجرد تكتيكٍ عسكري، بل هو أحد أهم وسائل الضغط التي ستجبر الاحتلال، بإذن الله تعالى، على وقف حربه الهمجية على غزة ورفع حصاره الظالم عنها.
إنها معركةٌ تُخاض في السماء، لكن نتائجها تُرى على الأرض كل طائرةٍ تُحوّل مسارها، وكل رحلةٍ تُلغى، هي مسمارٌ يُدقّ في نعش أمن الكيان المزعوم، وضغطٌ يتزايد على جبهته الداخلية، ورسالةٌ واضحةٌ بأن ثمن العدوان على غزة باهظٌ جداً، ولن يُسمح له بالاستمرار فيه دون عقابٍ رادع.
وفي هذا المشهد الذي تتكشف فيه حقيقة قوة الإيمان وصدق الفعل، تتجلى حقيقةٌ إيمانيةٌ راسخةٌ تُعيد للأمة ثقتها بربها وبنفسها: والله غالب على أمره إنها ليست مجرد عبارةٍ تُقال، بل هي يقينٌ يُحرّك الجبال، ويُزلزل عروش الطغاة إنها إدراكٌ بأن القوة الحقيقية ليست في عدد الطائرات أو حجم الترسانات، بل في صدق التوكل على الله، وفي الإرادة التي لا تلين، وفي الفعل الذي يُترجم الإيمان إلى واقع.
فليُدرك العدو ومن يقف خلفه، أن السماء التي ظنّوها طريقاً آمناً لهم، باتت اليوم سيفاً مُسلطاً على رقابهم، وأن العزل الذي يُمارسونه على غزة، سيعود عليهم حصاراً من نوعٍ آخر، يُضيّق عليهم الخناق، ويُجبرهم على الرضوخ للحق إنها مفاعيل التحذير اليمنيّ، التي تُثبت يوماً بعد يوم أن الفعل الصادق، المدعوم باليقين، هو اللغة الوحيدة التي تُغير المعادلات، وتُعيد للأمة كرامتها، وتُبشر بنصرٍ قريبٍ لغزة الصامدة، بإذن الله تعالى.
#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن