كيف تمكنت أميركا من هدم الأسرة عبر التطور التكنولوجي
بقلم _ إسماعيل النجار
التطور التكنولوجي الذي حلَّ مكان العقل وحُسن التدبير وكيف نسفوا جسور التلاقي مع الأقارب والأهل والجيران،
الموبايل دفن الواجبات والأصول بين الأخوة والأصدقاء، وتقديم المرأه حُسنها عبر الهاتف مجاناً للمجتمع رخَّصَت من قيمتها وصنعت عداء بين الرجال والزواج.
ألم يُكرِم الله فاطمة بنسبها من محمد عليهما أفضل الصلاة والسلام، لماذا حصر الله نسب محمد بإبنته فاطمه؟
ألم تنبئنا الآيه الكريمة في القرآن الكريم .. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرآ… أما رادَ ألله أن ينبئنا بأن صلة الرحم أهم من قرابة العشيرة والعمومة فأبو جهل عم النبي وأبو لهب أيضاً،
العبرة من حصر نسل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بابنته فاطمة عليها السلام هي إظهار كرامة المرأة في الإسلام ورفض المفاهيم الجاهلية التي كانت تحط من شأن المرأة وتقلل من قيمتها، حيث كان البعض يعتقد أن نسل البنات لا يُعتبر نسبًا حقيقيًا، وكانوا يئدون البنات ويعتبرونهم نقمة، بينما الإسلام كرّم المرأة وبيَّن أن نسل النبي محفوظ من خلال فاطمة فقط، وهذا دليل على مكانتها العظيمة، أما أهمية صلة الرحم فهي عظيمة في الإسلام، فهي علامة على الإيمان بالله واليوم الآخر، وهي سبب لبركة الرزق وطول العمر، كما أنها سبب لصلة الله تعالى وإكرامه، ومن وصَل رحمه وصله الله، ومن قطع رحمه قطعه الله، وهي من أسباب دخول الجنة، وتؤدي إلى بناء مجتمع متماسك وأسر قوية.
أما الأسباب التي أدت إلى حصر نسل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بابنته فاطمة عليها السلام تعود إلى وفاة جميع أولاد النبي من الذكور والبنات الآخرين في حياته أو صغر سنهم بإرادة ربانية، فلم يبق له إلا فاطمة التي أنجبت ذريته الحقيقية المستمرة والصالحة،
وأثَّرَت على تعاليم الإسلام بعدة جوانب مهمة وأبرزت كرامة المرأة، ويرد على المفاهيم الجاهلية التي كانت تقلل من شأن المرأة وتنكر نسب الأبناء من البنات، مما يعزز مبدأ المساواة والاحترام في المجتمع الإسلامي، ويعكس هذا الانحصار أهمية صلة الرحم والارتباط العائلي، حيث تبرز عاطفة النبي الأبوية تجاه ذريته، مما يعزز قيم المحبة والتراحم داخل المجتمع.
هذا السلوك الإسلامي الرحماني والعاطفي أغضب الغرب ودفعه إلى النَيل من مجتمعاتنا الإسلامية فما هي الوسائل التي استخدمها قديماً وحديثاً؟
إرتكز الغرب على الجهل والأحقاد عند العرب وتاريخهم المُلطَخ بالدماء فأدخل اليهود جماعةً منهم تنحدر أصولهم من بَني قُريضَة وقينقاع الذين هم اليوم بَني سعود وبَني زايد وبَني خليفه وغيرهم وتم إمدادهم بالمال والذهب والسلاح وأفسحوا في المجال لهم للسيطرة على الجزيرة العربية بإسم الإسلام وصنعوا لهم مذهباً من أفكار الصهيوني المتأسلم إبن تَيمية وتقاسم محمد إبن عبدالوهاب الأدوار مع سعود الأول الذي كان إسمه الحقيقي “حاييم” بن غفار” فساهموا مساهمةً كبيرة في تدمير الإسلام وتفتيته وزرع الشقاق والفتن بينهم، ثم تم زرع الكيان الصهيوني الذي احتل فلسطين ودمر المنطقة إلى حين دخول التطور التكنولوجي على الخط، حيث ساهم وبالأخص الهاتف النقال، في تفكيك الأسرة بعدة طرق رئيسية،،
أولاً زيادة فجوة الابتعاد بين أفراد الأسرة حيث أصبح كل فرد منهم مشغولًا بهاتفه النقال حتى وهم متواجدون معًا، مما يقلل التفاعل الأسري ويؤدي أحيانًا إلى عدم معرفة ما يحدث لأفراد الأسرة من أفراح أو أحزان. كما أثرَ على عدم مشاركة الأسرة في اتخاذ القرارات والاعتماد على آراء الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدلًا من التشاور العائلي وأضعف الروابط الأسرية وأثر على وحدة الأسرة. وساهمَ في زيادة الخيانات الزوجية وسهّل التواصل مع أشخاص من خارج الأسرة، مما أدى إلى تفكك العلاقات الزوجية وزيادة حالات الخيانة، وتعلم سلوكيات خاطئة وتعرض أفراد الأسرة، خاصة المراهقين، لمحتوى سلبي عبرهُ، مما أثر على سلوكياتهم وزادَ من مشاكلهم الأسرية. إن الإدمان على الهاتف والاستخدام المفرط له يشبه الإدمان على المخدرات، ويؤدي إلى هروب الأفراد من الواقع الأسري إلى عالم افتراضي، مما يضعف التفاعل الأسري ويزيد من العزلة العائليه، من خلال الهاتف أيضاً تم تشتيت الانتباه وتقليل الثقه أثناء اللقاءات العائلية فأصبح الجميع يقلل من الثقة والتركيز بين أفراد الأسرة ويؤثر على جودة التواصل بينهم.
للتقليل من هذه التأثيرات، يُنصح بتحديد أوقات لاستخدام الهاتف، تخصيص وقت للتجمعات الأسرية، مراقبة استخدام المراهقين للهاتف، والابتعاد عن الهاتف أثناء اللقاءات العائلية.
باختصار الهاتف النقال أصبح سببًا رئيسيًا في تفكيك الأسرة عبر تقليل التواصل الحقيقي، وزيادة الخيانات، وتعزيز العزلة بين أفرادها. إن السيطرة على استخدامه بوعي يمكن أن يحد من هذه الآثار السلبية، لتحسين التواصل بين الأبناء والآباء دون استخدام الهاتف النقال،
لذلك يمكن اتباع النصائح التالية،،
تخصيص وقت خاص لكل طفل أي قضاء وقت أسبوعي مع كل طفل على حدة في نشاط مشترك يعزز الشعور بالأهمية والانتماء، وإظهار الاهتمام الحقيقي من خلال الابتعاد عن المشتتات، والتواصل البصري، والإيماءات التي تعبر عن الاهتمام والتقدير وممارسة أنشطة مشتركة اللعب، الرياضة، الرسم، أو الخروج في نزهات مع الأبناء لتعزيز الروابط الأسرية بعيدًا عن الشاشات، وتعليم الأبناء التعبير عن مشاعرهم مساعدة الأطفال على تسمية مشاعرهم ومشاركتها، مما يقوي التفاهم والاحترام المتبادل.التحاور بلغة هادئة وداعمة: الاستماع دون مقاطعة أو إصدار أحكام، وإظهار أن الآباء ملاذ آمن لأبنائهم.
باتباع هذه الخطوات، يمكن بناء علاقة أسرية قوية قائمة على الثقة والتفاهم بعيدًا عن تأثير الهاتف النقال العدو الأساسي للأسرة وتفكيك المجتمع،
الهاتف النقال ساهم بالتعري للنساء والخيانة وتفشي العلاقات الجنسية وشجع على الجريمة المنظمة.
بيروت في ،،
22/5/2025