بمناسبة ذكرى مــــ٢٢ــــايو للعيد الوطني الـ35 للوحدة اليمنية
مقدمة من : د. محمد حسن الرقيمي
أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أبناء الشعب اليمني الأصيل بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية المباركة، التي تم إعلانها في الثاني والعشرين من مايو 1990، هذا اليوم الذي سطره التاريخ بحروف من نور، وخلّده الوعي الوطني في ذاكرة كل يمني حر.
لقد كانت الوحدة اليمنية منجزًا تاريخيًا عظيمًا، جسدت تطلعات شعبنا في التحرر والتكامل وبناء وطن موحد يسوده النظام والقانون، حيث توحّدت مؤسسات الدولة، وتحققت خطوات مهمة في التنمية والبنية التحتية، وانفتحت آفاق المستقبل أمام الأجيال بروح واحدة وعلم واحد وهوية وطنية جامعة.
الوحدة ليست فقط حدثًا سياسيًا، بل هي ركيزة وجود اليمن ومصدر قوته واستقراره، وهي الحلم الذي ناضل من أجله الآباء والرموز الوطنية، والهدف الذي ضحى من أجله الأحرار عبر مراحل الكفاح الطويل. الثاني والعشرون من مايو سيظل يومًا مجيدًا في تاريخ اليمن الحديث، يوم الانتصار على الانقسام، ويوم التقاء الجنوب بالشمال في دولة واحدة وراية واحدة.
لكن للأسف، ما نراه اليوم من معاناة وانقسام وصراعات داخلية، هو نتيجة التفريط بروح الوحدة والتخلي عن القيم الوطنية الجامعة. فاليمن يعيش أوضاعًا مأساوية بسبب الانقسامات والصراعات، ويدفع الشعب الثمن من أمنه ومعيشته وكرامته. وقد أثبتت السنوات أن لا بديل عن الوحدة إلا الفوضى والدمار.
إن هذه الذكرى العظيمة يجب أن تكون فرصة للتأمل والتراجع عن مسار التشظي، والدعوة للعودة إلى جادة الوحدة الوطنية، باعتبارها الخيار الوحيد لإنقاذ اليمن وبناء مستقبل مشرق لكل أبنائه.
فلنستعيد روح مايو، ولنجعل من الوحدة عهدًا متجددًا لاستقرار وطننا وكرامة شعبنا.
حفظ الله اليمن أرضًا وإنسانًا.