خزائن تفتح و أبواب تغلق
بقلم _ أم هاشم الجنيد
في مشهدٍ يعكس التناقضات الصارخة في السياسات الإقليمية، تتدفق المليارات من خزائن الخليج إلى الولايات المتحدة، بينما تتساقط القذائف على غزة، مغلقة أبواب الأمل أمام أهلها.
زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة إلى دول الخليج، والتي شملت السعودية وقطر والإمارات، أسفرت عن توقيع صفقات تسليح ضخمة واستثمارات هائلة، فقد أعلنت الإمارات عن استثمارات بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة، فيما التزمت السعودية بمبلغ 1 تريليون دولار.
في المقابل، شهدت غزة تصعيدًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث شنت إسرائيل غارات جوية وبرية مكثفة، مستهدفة المدنيين والبنية التحتية، مما أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى. هذا التصعيد جاء في وقتٍ كان فيه ترامب يُشيد بثروات الخليج ويُعزز علاقاته مع قادته، بينما كانت غزة تُعاني من حصار خانق ونقص حاد في المواد الأساسية، وسط صمت دولي مريب وتواطؤ واضح من بعض الأنظمة العربية.
إن الكرم الخليجي لترامب لم يكن سوى وقود يُغذي آلة الحرب الإسرائيلية، ويُساهم في إطالة أمد الصراع، على حساب دماء الأبرياء ومعاناة الشعب الفلسطيني. هذا الدعم السخي لم يُثمر سوى مزيد من الدمار والخراب، ويُثير تساؤلات جدية حول أولويات هذه الأنظمة ومواقفها الحقيقية من القضية الفلسطينية.
في ظل هذا الواقع المؤلم، يُصبح من الضروري أن يُعيد العالم العربي والإسلامي النظر في مواقفه وتحالفاته، وأن يُدرك أن الكرامة والسيادة لا تُشترى بثروات زائلة، بل تُبنى على مواقف صلبة ودعم حقيقي للمظلومين. إن التاريخ لن يرحم من تخلى عن قضيته، والشعوب لن تنسى من باع دماء أبنائها في سوق المصالح الضيقة.
نقولها بمرارة: الكرم الخليجي لترامب لم يُثمر سوى توسيع عمليات العدو في قاطع غزة، وزيادة معاناة شعب يُكافح من أجل حريته وكرامته. فهل من صحوة تُعيد البوصلة إلى مسارها الصحيح
#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن