اليمن يخنق الكيان الصهيوني
بقلم _ أم هاشم الجنيد
لم يكن القرار اليمني بإغلاق البحر والجو أمام الكيان الصهيوني مجرد موقف عابر أو تصريح إعلامي للاستهلاك اللحظي، بل كان تحوّلًا استراتيجيًا في مسار المعركة الممتدة ضد الاحتلال، ورسالة واضحة بأن اليمن اليوم لم يعد على هامش الأحداث، بل في قلب التأثير وصناعة القرار.
بدأت الحكاية عندما أعلنت صنعاء عن حظر الملاحة إلى ميناء أم الرشراش، لتبدأ معالم العزلة البحرية تظهر تدريجًيا على خارطة الكيان المحتل. تِبِع ذلك خطوة نوعية فرضت عبرها القوات المسلحة اليمنية حظرًا جويًا على مطار اللُد، قلب الحركة الجوية للعدو، ما أصابه بشلل اضطراري جزئي، وأربك حسابات الرحلات والمجال الجوي، ليس فقط داخل الأراضي المحتلة بل في محيط الإقليم بأكمله.
ثم جاءت الضربة الثالثة، الحاسمة، عندما فُرض الحظر على ميناء حيفا. هذا الميناء الذي كان بمثابة الرئة الأخيرة التي يتنفس منها الاقتصاد الإسرائيلي بعد توقف أم الرشراش، أصبح بدوره في مرمى الردع اليمني، فأُغلق الممر، وانقطعت السُبُل، وانقلب المشهد.
إن هذه الإجراءات لم تكن خطوات معزولة عن الواقع الإقليمي والدولي، بل تحمل أبعادًا سياسية عميقة. فمن جهة، كرّست اليمن حضورها ضمن محور المقاومة، ليس فقط كحليف داعم، بل كلاعب ميداني فاعل يمتلك القدرة على اتخاذ قرارات سيادية ذات أثر مباشر على أمن واستقرار العدو، ومن جهة أخرى، أسقطت هذه الخطوات أقنعة الغطرسة الصهيونية، التي طالما توهمت أن البحر والجو مناطق آمنة، لا تطالها أذرع الخصوم.
أما اقتصاديًا، فإن الخنق البحري والجوي يعني ببساطة زيادة كلفة النقل والتأمين، وتأخير الامدادات، وخلخلة البنية اللوجستية لكيان يعتمد بشكل شبه كلي على الواردات. إنه تهديد مباشر لعجلة الاقتصاد، وضربة تقطع الأوكسجين عن مراكز المال والقرار.
وفي قلب كل هذه التطورات، يظهر اليمن الجديد؛ يمن يمتلك قراره، يرد في الوقت المناسب، ويعرف كيف يستخدم قوته في الزمان والمكان المؤثرين، اليمن الذي كان يُراهن البعض على إضعافه، بات اليوم هو من يرسم خطوط النار، ويضع معادلات الردع، ويجعل الكيان يعيد حساباته في كل تحرك بري أو بحري أو جوي.
إنها معركة الوعي والسيادة، يخوضها شعب قرر ألَّا يعود إلى الوراء، وتُدار بقيادة تعرف أن الانتصار لا يأتي فقط من فوهات البنادق، بل من ثبات الموقف، واتساع الرؤية، والتمسك بالعزة مهما كانت التضحيات.
وها هو البحر، الذي لطالما كان مسرحًا لأطماع القوى، يتحول إلى ساحة يتصدر فيها اليمن دور الحاكم لا المحكوم، والقادر لا المنكفئ، وها هي السماء التي اعتقد العدو أنه يملكها، تغدو شاهدة على سقوط غطرسته تحت وقع القرار اليمني الصارم.
لقد ولّى زمن التهديدات من طرف واحد، واليوم من صنعاء تُكتب معادلات جديدة، وتُرسم خرائط الردع، ويُسجَّل للتاريخ أن اليمن حين قرر… أغلق البحر، وأسكت الطائرات، وأربك الحسابات
#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن