اليمن وفلسطين: 22 مايو يوم الوحدة اليمنية الفلسطينية

بقلم _د.محمد حسن الرقيمي

في 22 مايو، يوم الوحدة اليمنية، يحيي اليمن ذكرى مرور 35 عامًا على تحقيق الوحدة بين شطريه الشمالي والجنوبي. هذا اليوم المبارك حمل معه عملية عسكرية نوعية أطلقتها القوات المسلحة اليمنية عبر القوات الصاروخية اليمنية، لتصل إلى عمق كيان العدو الإسرائيلي، وتوجه رسالة قوية للعالم أن هذا اليوم لا يقتصر على اليمن وحده، بل هو يوم الوحدة العربية كلها. لقد أثبتت هذه العملية أن فلسطين واليمن هما دم واحد، وقضية واحدة، وعدو واحد.

في بيان اليوم، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عمليتين عسكريتين بارزتين، استهدفت إحداهما مطار اللد “بن غوريون” الصهيوني بصاروخ باليستي من نوع “ذو الفقار”، بينما استهدفت العملية الأخرى هدفين حيويين في منطقتي يافا وحيفا المحتلتين باستخدام طائرتين مسيرتين من نوع “يافا”. هذه العمليات العسكرية ليست مجرد رد على العدوان الإسرائيلي، بل هي رسالة سياسية وعسكرية أن اليمن، رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها، لا يزال يحمل قضية فلسطين في قلبه ويواصل دعمها بكل قوة.
رغم ما يعانيه اليمن من حصار وحروب وعدوان خارجي، فإن أنصار الله في اليمن يثبتون أنهم ليسوا فقط مدافعين عن سيادة وطنهم، بل عن قضية الأمة العربية والإسلامية الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. في وقت تشهد فيه الأمة العربية صمتًا وتخاذلًا من بعض حكوماتها، يبرز اليمن، في هذا اليوم التاريخي، ليرسل رسالة نضال ودعم لا يقتصر على خطاب السياسة بل يعبر عن فعل مقاوم.

الصواريخ اليمنية والمسيرات التي أُطلقت باتجاه إسرائيل لم تكن مجرد رد عسكري، بل كانت تجسيدًا لرسالة سياسية ذات مغزى عميق. رغم ما يواجهه اليمن من تحديات وصعوبات، ورغم الحصار المستمر على أراضيه، فإن أنصار الله يصرون على أن القضية الفلسطينية لا تزال في قلب أولوياتهم، ويستمرون في دعمها بكل الوسائل الممكنة. ما بين صواريخ اليمن ومسيراتها، تجسد صورة الوحدة العربية الحقيقية ضد العدو المشترك، وتؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي ومسلم، مهما كانت الظروف.

ورغم أن هذه الهجمات لم تحقق تغيرًا استراتيجيًا كبيرًا في ميزان القوى العسكري، فإنها أظهرت القدرة على التعبير عن موقف سياسي وعسكري قوي. هذه الهجمات تمثل تحديًا إضافيًا لإسرائيل وتوسع دائرة المواجهات الإقليمية، مما يعكس التنسيق الممكن بين دول محور المقاومة. لكن الأهم من ذلك، أن الرسالة التي تنقلها هذه الهجمات هي رسالة وحدة عربية، تسعى إلى توحيد الجهود في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في وقت يزداد فيه الدعم الدولي لفلسطين وتتصاعد الانتقادات لإسرائيل.
الهجمات اليمنية على إسرائيل، في يوم الوحدة اليمنية، ليست مجرد رد فعل عسكري، بل هي تأكيد على أن اليمن، رغم كل التحديات، لم ينسَ فلسطين. إنها رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية بأن فلسطين واليمن يشتركان في معركة واحدة ضد عدو واحد، وأن الوحدة بينهما هي السبيل لتحقيق النصر وإعادة الحقوق المغتصبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى