مقتل ديبلوماسي صهيوني وزوجته في واشنطن يخدم الكيان الصهيوني

بقلم _  محمد علي الحريشي

ربما عملية القتل التي قام بها الشاب الأمريكي« إلياس رود ريجيز» صباح اليوم الخميس، في المتحف اليهودي بالعاصمة الأمريكية واشنطن،التي نتج عنها مقتل ديبلوماسي يهودي إسرائيلي وزوجته، ربما جهاز الموساد الصهيوني يقف خلف تلك العملية، ليحقق من خلالها مجموعة من الأهداف، ومنها:
1– عودة التعاطف الحكومي والشعبي الأمريكي والغربي، تجاه الحكومة الصهيونية إلى مساره الطبيعي، بعد أن شهدت المواقف الأمريكية تغيرات مقلقة تجاه الممارسات الإجرامية لحكومة الكيان الصهيوني في قطاع غزة، والتغيرات السياسية التي يتخذها الرئيس الأمريكي « ترامب»، تجاه العديد من القضايا الدولية، الشيء الذي أحست فيه حكومة العدو الصهيوني بخطر وجودي على أمنها ووجودها في فلسطين المحتلة، بسبب نأي الإدارة الأمريكية عن إسرائيل لتواجه مشاكلها بنفسها، دون المواقف الأمريكيةالتقليدية المنحازة تجاه إسرائيل، التغيرات المقلقة التي أحست بها الحكومة الصهيونية، لاشك أنها سوف تحرك الدولة الأمنية العميقة داخل الكيان الصهيوني، وهو جهاز الموساد،ليتخذ التدابير التي تكفل من عودة التعاطف الحكومي والشعبي الأمريكي والغربي تجاه الحكومة الصهيونية، إلى مسارة المعتاد وبما يحفظ الأمن والوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة.
من مصلحة الموساد الصهيوني أن يضحي بمقتل ديبلوماسي صهيوني أو أكثر، من أجل المصلحة السياسية والأمنية العليا لدولة الإحتلال الصهيوني، لاحظنا كيف وظفت الحكومة والإعلام الصهيوني والإعلام الأمريكي والغربي المتصهين، من الحادثة التي وقعت اليوم في واشنطن، لخلق حالة تعاطف كبير وواسع مع كيان العدو الصهيوني داخل الأوساط والمجتمعات الأمريكية والغربية، ربما الإحتمال وارد، ولايستبعد أن ينفذ جهاز الموساد الصهيوني مثل تلك الأعمال، التي تخدم المصلحة العليا لدولة إسرائيل.
نلاحظ:
1–كيف إستطاع منفذ العملية الوصول إلى المتحف اليهودي في واشنطن، وهو يحمل معه سلاح، رغم وجود الإجراءات الأمنية المشددة، ذلك لم يكن صدفة، كما زعمت بعض المصادر الإعلامية الأمريكية،بل هي عمل مخطط لها بعناية، لتحقيق أهداف سياسية صهيونية.
2– نلاحظ كيف تعاملت الشرطة الأمريكية مع الجاني «إلياس رود ريجيز»، بعد تنفيذه لعملية القتل، وبعد إلقاء القبض عليه،وكيف تمت معاملته بإحترام لافت من قبل رجال الشرطة، ولم تعامله بإهانة وتطرحه على الأرض أثناء تقييده، ولم تضع الكيس البلاستيكي الأسود على وجهه، ولم يكن هناك وجود أمني مكثف أثناء إلقاء القبض عليه، ومما شد الإنتباه هو السماح بتسريب عبارات عبر وسائل الاعلام عبارة نطق بها «الياس رودريجنز» وهي« فلسطين حرة، فلسطين حرة» أثناء إلقاء القبض عليه، تلك العبارة المسربة في وسائل الإعلام الأمريكية والغربية والعالمية ليست عبارة عفوية وعارضة تبرر عملية القتل،لكن كان لها أهداف سياسية مرسومة بعناية .. فهي تخدم من ؟ غير حكومة العدو الصهيوني، أليست تلك العبارة تخدم الكيان الصهيوني؟ لخلق تعاطف شعبي غربي وأمريكي كبير مع حكومة الكيان الصهيوني، بدعوى معادات السامية، والتضامن مع الحكومة الصهيونية لمواجهة الأخطار المحدقة بها، من أهم أهداف عملية القتل التي حدثت في واشنطن، هي صرف أنظار الرأي العام الأمريكي والغربي عن الجرائم الصهيونية إلى تحدث في غزة، وتهدف إلى توجيه الضغط الشعبي والإعلاميي في أمريكا وألغرب على الحكومات الأمريكية والغربية، لمراجعة مواقفهم الضاغطة على الحكومة الصهيونية، لوقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
3–نلاحظ كيف أهتمت وسائل الإعلام الأمريكية والغربية بالحادثة، وسلطت عليها الأضواء، طيلة اليوم« الخميس»، ألم تكن التغطية الإعلامية الواسعة، تستهدف الحد من الإندفاعة الأمريكية والغربية المتعاطفة المنددة بالمجاز التي تحدث في غزة؟، وتستهدف منع الانجراف في الإنتقاد الأمريكي والغربي الحاد تجاه الممارسات الإجرامية للحكومة الصهيوني للشعب الفلسطيني في غزة، التي سببت لها عزلة أمريكية غربية متنامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى