كلمة العلامة اليمني المستبصر السيد عصام العماد ، أستاذ العلوم الدينية في حوزة قم المقدسة،

كلمة العلامة اليمني المستبصر السيد عصام العماد ، أستاذ العلوم الدينية في حوزة قم المقدسة، القاها في اليوم الثالث من وفاة المحامي عن المستبصرين العلامة الشيخ حسين علي نقده دوزان بعد صلاة المغرب والعشاء من يوم الخميس 15 مايو سنة 2025م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بسم الله الرحمن الرحيم.
تحياتي أيها الإخوة الكرام.. أولاً أود أن أتقدم بأحر التعازي في وفاة أخي المحامي عن المستبصرين العلامة الجليل زميلي وصديقي العزيز الشيخ حسين علي نقده دوزان، وبالذات أتقدم بالتعازيّ بشكلٍ خاصٍ إلى المستبصرين الذين في هذا المجلس.
شكرًا لكم جميعًا على حضوركم في هذا المجلس.
أخواني وأخواتي تعلمون بأنني من المستبصرين، بمعنى أنني كنت وهابياً ثم تركت الوهابية وصرت من اتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، ثم هاجرت من مدينة الرياض إلى مدينة قم المقدسة.
نعم أخواني لقد هاجرت إلى مدينة قم المقدسة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، ولحسن الحظ، كان لي في كل هذه الأعوام صديق مقرب، وصديق عزيز حقًا، عرفه الجميع بلقب المحامي عن المستبصرين .. وكنت وما زلت من زملاء العلامة الراحلة الشيخ نقده دوزان.
وفي أحد الأيام قال لي زميلي الملقب بالمحامي عن المستبصرين: أخي عصام، هناك بعض الناس قد تأثروا بالفكر الوهابي والفكر الداعشي، وقد تم اعتقالهم وهم الآن في السجن وأريد منك أن تذهب إليهم في السجن وأن تعيدهم إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام.
فأخبرته أنني على استعداد للتحدث معهم، ولكن ليس في السجن، بل خارجه.
وبالفعل .. التقيت ببعضهم في مدينة الأهواز ولكن في خارج السجن .. والحمد لله أنهم تركوا المعتقدات الوهابية والداعشية وعادوا إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام.
وقلت له رضوان الله عليه يا أخي نقده دوزان لو تحدثت معهم عن مذهب أهل البيت عليهم السلام في السجن ربما يظن هؤلاء الإخوة الوهابيون أنني أقوم بالتحقيق معهم والاستجواب لهم، وليس بمناقشتهم وشرح حقيقة مذهب أهل البيت عليهم السلام، لكن الله أراد مني أن أفهم أن الحق مع المحامي عن المستبصرين العلامة الراحل نقده دوزان رضوان الله على روحه الطاهرة، لأنني علمت فيما بعد من جهة موثوقة لها إرتباط بالعديد من السجون في إيران، بأن صديقي العلامة نقده دوزان اعتكف في بعض السجون أربعاً وعشرين ساعة وتحاور مع الكثير من أصحاب الفكرة الوهابي والفكر الداعشي، واهتدوا على يده وأصبحوا من أتباع أهل البيت .. وتعلمت بأنه قد طلب منه المسؤول عن تلك السجون أن يأخذ أجرة مقابله عمله في تبليغ مذهب أهل البيت عليهم .. أحياناً لمدة أعشرين ساعة، وطلب منه مسؤول السجن أن يأخذ هذا المبلغ منه لأنه قضى كل وقته في تبيين مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، وقضى كل وقته في السجن .. من أجل هداية الوهابيين، لكنه رفض أن يقبل حتى ريالاً واحداً.
وأريد أن أذكر قضية من حياة هذا الرجل العظيم .. في الحقيقة لقد كان مثلنا نحن الذين نسمى بالمستبصرين .. فقد كنت عندما تدخل إلى بيته تجده بيتاً متواضعاً جداً وكأنه أحد بيوت الغرباء المستبصرين المهاجرين من بلادهم إلي مدينة قم المقدسة.. بالفعل لقد كان منزله بسيطاً حقًا، كما يعرف ذلك كل المستبصرين، عندما ترى منزله تتعجب وتسأل نفسك كيف يعيش العلامة نقده دوزان في بلده وفي وطنه في هذا المنزل الصغير البسيط المتواضع.
بل أنا رأيت بعض المستبصرين المهاجرين من بلدانهم إلى قم المقدسة لديهم بيوت أفضل من بيته رضوان الله عليه.
وفي الحقيقة إني كنت إذا دخلت بيت هذا الرجل العظيم استحي من الله ورسوله .. من بيته الصغير ومن تواضعه مع أنه لو أراد الدنيا فهو يستطيع أن يكون صاحب عشرات البيوت الواسعة.
وفي الحقيقة بأنني كرجل مستبصر وكرجل كان أحد أصدقاء محامي المستبصرين، أعتقد أنه رضوان الله عليه كان على معرفة عميقة بالوهابيين، وبأهل السنة المتطرفين، وعلى معرفة كاملة بالمستبصرين لأنه عاش مع المستبصرين أكثر من اثنين وثلاثين عاماً، حتى زوجته رضوان الله عليه هي مستبصرة من دولة الجزائر وكانت سابقاً من أهل السنة.
من هنا عاش طوال حياته مع المستبصرين وجالسهم وعاشرهم، وهذا الأمر هو سبب تأكيدي على ضرورة أن نبذل كل جهدنا في تدوين تجربته رضوان الله عليه، لا سيما أننا كنا نحن المستبصرون على اتصالٍ دائمٍ به.
ومن هنا يجب تسجيل تجربته مع المستبصرين وتوثيقها بمساعدة كل المستبصرين الذين عرفوه، كما يجب علينا جميعاً كمستبصرين أن نكوّن قائمة نذكر فيها اسماء كل المستبصرين الذين كان لهم علاقة به.
ولابد أن نجمع قصصنا معه .. فهو رفيق الكثير من المستبصرين الذين هاجروا من كل أنحاء العالم وسكنوا في هذه المدينة المقدسة .. مدينة قم .. مدينة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) عش آل محمد عليهم السلام.
وأنا في هذا المجلس أدعو المستبصرين جميعاً من أكثر من أربعين دولة بالسعي إلى إقامة مؤتمر دولي، نبين في هذا المؤتمر تجربة ذلك الرجل العظيم المحامي عن المستبصرين ويتم تدوين كل تجربته الفريدة مع المستبصرين حتى يكون قدوة لكل من يريد أن يكون محامياً عن المستبصرين في المستقبل.
لقد كان رضوان الله عليه يرى بأن المحاماة عن المستبصرين تعد نوعاً من أنواع المحاماة عن مذهب أهل البيت عليهم السلام.
وأريد الآن أن ابين، بأن هذا المحامي العظيم عن المستبصرين كان لديه معرفة كاملة بالمستبصرين، لأجل ذلك نجد أنه في يوم من الأيام، بعد أن شرح حالة الاستبصار والمستبصرين في العالم في العصور القديمة وفي هذا العصر .. قال: إن مبدأ الاستبصار وظاهرة المستبصرين هي ظاهرة موجودة في مختلف العصور وفي كل الأزمنة، ثم يرد على من يرى بأن ظاهرة المستبصرين هي ظاهرة جديدة لم تظهر إلا في هذا العصر فقط.
وقال أيضاً في هذا الصدد: إذا رجعنا إلى تاريخ ظاهرة المستبصرين رأينا شخصيات عظيمة مثل العلامة الشيخ العياشي صاحب كتاب تفسير القرآن المعروف بتفسير العياشي .. ثم يقول: رضوان الله عليه: لقد كان العلامة الشيخ العياشي، أحد المستبصرين المعروفين.
إلى أن يقول المحامي عن المستبصرين: لقد كان الكثير من علماء مذهب أهل البيت عليهم السلام من المستبصرين الذين كانوا من علماء أهل السنة ثم استبصروا وصاروا من علماء مذهب أهل البيت عليهم السلام، فلأمر لا يقتصر على العلامة الشيخ العياشي وحده.
وفي سياق ذكر كلامه عن الاستبصار وتاريخ المستبصرين قال رضوان الله عليه: إن سبب انتقالهم من مذهب أهل السنة إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام هو فطرتهم السليمة وحبهم للبحث عن الحقيقة كلّ ذلك هو الذي أوصلهم إلى الإيمان بأن الحق مع مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، مع أنهم كانوا في الواقع سابقاً من كبار علماء أهل السنة.. ومع مرور السنوات أصبحوا من علماء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
وفي يوم من الأيام قال المحامي عن المستبصرين : المستبصرون هائمون وغارقون في محبة وعشق مذهب أهل البيت عليهم السلام، حتى أصبحوا من الذائبين الولهين في مذهب أهل البيت عليهم السلام لدرجة أننا نرى في تاريخ المستبصرين أن منازل وبيوت المستبصرين أصبحت أماكن لشد الرحل لكل المتعطشين للبحث عن الحقيقة.
وذات يوم من الأيام قال المحامي عن المستبصرين : إن أولئك الذين أصبحوا من المستبصرين عادة ما يكون لديهم ثقافة تعتمد على معرفة نذهب أهل السنة، لكنهم انصرفوا عن ثقافة نذهب أهل السنة واعتنقوا مذهب أهل البيت (عليهم السلام).
ثم يواصل المحامي عن المستبصرين حديثه ويقول: لم يترك المستبصرون مذهب أهل السنة ويهتدوا إلى مذهب أهل البيت (ع) بسببٍ عاطفي وغير علمي، بل اعتمدوا على أدلة عالية وعلى نصوص القرآن ونصوص وردت عن رسول الله(ص) موجودة في الكتب السنة المعروف عند أهل السنة.
ولن انسى أنه قال رضوان الله على روحه الطاهرة ذات يوم عن المستبصرين : لقد كان للمنهج العلمي والاخلاقي الموجود في كتب المستبصرين حول مذهل أهل البيت عليهم السلام التأثير الكبير على المثقفين في الدول الأوروبية الذين عرفوا مذهب أهل البيت عليهم السلام من خلال كتب المستبصرين.
الأخوة والأخوات في هذا المجلس أنه ليحزنني ويؤلمني لأنني لم ادوّن واسجّل كل كلام هذا الرجل العظيم عن المستبصرين، وكنت أتمنى أنني قمت بتسجيل جميع ذكرياته ومذكراته وتجاربه حول المستبصرين، لأنه فارقنا فجأة بجلدة قلبية في حرم الإمام الحسين عليه السلام وبجور حرم العباس عليه السلام.
نحن جميعاً نتذكر هذا المحامي العظيم عن المستبصرين، عندما سمع أن بعض خصوم المستبصرين نشروا شائعات مفادها أن المستبصرين في إيران طلبوا اللجوء في إيران ولم يعد أحد من المستبصرين يرغب في العودة إلى بلاده.
ولكن لما بلغ المحامي عن المستبصرين شائعات خصوم المستبصرين ضد المستبصرين غضب وانزعج كثيرا وقال مقولته المشهورة وهو يرد على شايعات خصوم المستبصرين..
وقال: لم أرَ مثل هذا من المستبصرين، ولم أسمع بأن أحد الغرباء المستبصرين المقيمين في إيران طلب اللجوء والبقاء في إيران وترك بلده نهائياً، بل أرى بأن غرضه وهدف المستبصرين من الهجرة إلى إيران هو الدراسة في إيران والتعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ودراسته في مدينة قم المقدسة، وأنا على يقين بأن المستبصرين لديهم رغبة للعودة والرجوع إلى بلدانهم.
نعم أخواني وأخواتي تعلمون بأن ذلك الرجل العظيم كان حقاً محامياً عن المستبصرين في جميع أنحاء العالم، سواء الذين هاجروا إلى إيران أو حتى غيرهم من المستبصرين الذين لم يهاجروا إلى إيران.
وأنا وكل المستبصرين في العالم في إيران أو خارج إيران، ندرك ونفهم ماذا قدم هذا الرجل العظيم للمستبصرين .. لقد كان حقًا ملجأ ومحامياً لكل المستبصرين في العالم، ولقد فقدنا نحن المستبصرون رجلا فريدا.
ولو أردت أن أتحدث عن المستبصرين الذين سافروا لنشر مذهب أهل البيت عليهم السلام في كل أرجاء العالم بدعم وترغيب وتشفيق من هذا المحامي عن المستبصرين العلامة نقده دوزان لطالت هذه الجلسة.
أخواني وأخواتي لقد سافر الكثير من المستبصرين إلى الكثير من بقاع الأرض بمساعدته رضوان الله عليه، وإذا أردت أن أتحدث عن هذا الموضوع، يجب أن أتحدث لمدة ساعتين على الأقل.. نعم والله بأنه كان محامٍ حقيقي عن المستبصرين، وكان بحق أعظم المدافعين عنالمستبصرين في هذا العصر.
أخواني وأخواتي أريد أن أذكر حقيقة مرّة ومؤلمة ومحزنه ذقنا نحن المستبصرون مرارتها وهذه الحقيقة المؤلمة يمكن لي رسما بهذه الصورة: أنتم تعلمون بأن العمل الأساسي لجميع المستبصرين في مدينة قم المقدسة هو الرد على الشبهات الموجهة ضد مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وقصدي ردهم على الشبه المتطرفة لبعض أهل السنة والوهابية التي غرضها وهدفها تشويه صورة مذهب أهل البيت عليهم السلام.
ومن هنا نحن جميع المستبصرين في مدينة قم المقدسة كانت لدينا مشكلة، وكانت هذه المشكلة أن بعض الإخوة الشيعة المخاصمين للمستبصرين قالوا: “نحن غير راضين عن عمل وعن كتب المستبصرين .. ثم قال خصوم المستبصرين في مدينة قم المقدسة: إن المستبصرين بعملهم هذا وبردهم على شبهات بعض أهل السنة المتطرفين وعلى شبهات الوهابيين ضد مذهب أهل البيت سيجعلنا ندخل في خصومة مع الوهابيين ومع المتطرفين من أهل السنة .. وهذا الأمر جعل بعص الشيعة في مدينة قم المقدسة بمنعون المستبصرين بالكتابة ضد أعداء أهل البيت (ع) من غلاة أهل السنة أو من غلاة الوهابيين، وقال خصوم المستبصرين: إن كتب المستبصرين ضد أعداء أهل البيت (ع) تسبب الضرر الكبير لنا.
من هنا قام خصوم المستبصرين في مدينة قم المقدسة الحقيقة بمهاجمة كتب المستبصرين واحتقار الكثير من المستبصرين، وقد حدث ذلك مع كتبي ومع دروسي .. وأنا تطرقت إلى هذا الأمر في أكثر من جليه، أي أن خصوم المستبصرين لا يسمحون بطباعة ونشر كتب المستبصرين لا داخل إيران ولا في خارج إيران.
من هنا كانت هنالك معركة كبرى شاهدتها بعيني من أكثر من ثلاثين عاماً بين المحامي عن المستبصرين وبين خصوم المستبصرين في مدينة قم المقدسة، وكان المحامي عن المستبصرين المرحوم العلامة نقدوزان رضوان الله على روحه الطاهرة منزعجا وحزينا كثيرا من أعمال خصوم المستبصرين، وهو خبير، بأعمال خصوم المستبصرين ودخل في صراع مع كل خصوم المستبصرين في إيران وفي خارج إيران .. ولم يسمح لخصوم المستبصرين في مدينة قم المقدسة أن يمنعوا من طباعة كتب المستبصرين وأن يحرموا تدوالها ونشرها.
نعم أيها الاخوة والأخوا أن المحامي عن المستبصرين رضوان الله على روحه الطاهرة لعب دوراً كبيراً في المحاماة والدفاع عن المستبصرين في هذه المدينة المقدسة التي وصفها أهل البيت عليهم السلام بأنها عشر آل محمد عليهم السلام .. وكان رضي الله عنه يعتقد بوجوب الدفاع المستبصرين ومحاربة خصومهم في مدينة عش آل محمد عليهم السلام .. لأنه كان يرى بأن المستبصرين طردوا من بلدانهم بسبب تركهم للوهابية ولمذهب أهل السنة، فكان يدافع عن كتب المستبصرين التي كتبوها لأجل الدفاع عن مذهب أهل البيت (عليهم السلام) أو كتبوها ضد أعداء أهل البيت (عليهم السلام) .. وكان رضي الله عنه يقول المستبصرين الغرباء المهاجرين الساكنين في مدينة عش آل محمد عليهم السلام عليكم أن تنصروا أهل البيت (عليهم السلام) وتكتبوا الكتب ضد أعداء أهل البيت (عليهم السلام) وأنا علي أن انصركم واحامي عنكم بنفسي ومالي وبكل ما لدي من قدرة، وطالما أنا حي، فلن أسمح لأحد بإيذاء أي شخص مستبصر مهاجر إلى مدينة عش آل محمد عليهم السلام.
والآن أيها الأخوة والأخوات بفضل المحامي عن المستبصرين و وبفضل هذا الرجل العظيم رضوان الله على روحه الطاهرة تمت طباعة ونشر كتب المستبصرين .. وكل ذلك ببركته وبمساعدته ودعمه وعطفه وتشجيعه.
نعم أخواني وأخواتي لقدكان رضي الله عنه يطلب منا نحن المستبصرون الذين اقمنا وهاجرنا إلى مدينة عش آل محمد أن نكتب الكتب في الدفاع عن مذهب أهل البيت عليهم السلام ونكتب الكتب ضد خصوم آل محمد عليهم السلام .. ثم يقول لا تخشوا من خصومكم في مدينة قم المقدسة فأنا بنفسي سوف أقوم بطباعة ونشر كتبكم.
ومن الجدير بذكره في هذه الجلية أنه رضوان الله عليه على الرغم من سعة علمه، حيث كان بإمكانه أن يكتب مائة كتاب حول مذهب أهل البيت عليهم السلام، لكنه بذل كل وقته في طباعة ونشر كتب المستبصرين، ولم يطلع لنفسه كتاب واحد إلى أن لقي الله.
أخواني وأخواتي في يوم من الأيام قلت له: يا زميلي لماذا لاتبذل جهداً في كتابة كتاباً تنشر فيه علمك وأفكارك العظيمة حول مذهب أهل البيت عليهم السلام .. فقال لي: زميلي عصام أنني لا أملك الوقت لنشر أفكاري وعلمي حول مذهب أهل البيت عليهم السلام.
نعم أخواني وأخواني لقد أمضى وقته كله ولذا حياته كلها في خدمة وطباعة ونشر كتب المستبصرين، ونسي نفسه رضي الله عنه.
ومن خلال معاشرتي وزمالتي له لأكثر من ثلاثين عاماً وجدت بأن من أهم صفات هذا الشيخ العظيم والمحامي الكبير عن المستبصرين المرحوم الشيخ نقدة دوزان هي هذه الصفة الفريدة: كان يعرف نقاط القوة لدى المستبصرين، لأنه عاش مع المستبصرين لأكثر من اثنين وثلاثين عامًا، ولهذا السبب فهو يعرف نقاط القوة لدى المستبصرين، وكيف يستفاد من نقاط قوتهم .. وكان رضي الله عنه يرى بأن المستبصرين أقوياء في معتقداتهم وفي عقيدتهم حول مذهب أهل البيت عليهم السلام .. وفي المقابل كان رضوان الله على روحه الطاهرة يرى بأنه لدى بعض المستبصرين نقاط ضعف في مجال العقيدة وأصول الدين .. لأنهم دخلوا جديداً في مذهب أهل البيت عليهم السلام .. ولهذا السبب حاول رضي الله عنه أن يجعل للمستبصرين دروسا خاصة حول معرفة مذهب أهل البيت عليهم السلام، من أجل معالجة بعص الشبهات والسكر الذي مازال عالقاً في بعض عقول المستبصرين الذين دخلوا مذهب أهل البيت عليهم السلام جديدًا حتى يمكن الرد على شكوك وشبهات المستبصرين الجدد بأفضل طريقة ممكنة تتناسب مع عقول المستبصرين الجدد.
نعم أيها الاخوة والأخوات إن المحامي عن المستبصرين حقاً .. كان رضي الله عنه شخصية عالمية .. وعندما تجلس معه تدرك مدى المعرفة الكاملة والشاملة التي يمتلكها عن حالة المستبصرين بشكل عام .. وكان رضي الله عنه يعتقد اعتقادا راسخا أنه ينبغي لنا أن نكون على تواصل تام وكامل وشامل مع المستبصرين، وأن نحمل لهم المودة والمحبة سواء كان معنا في إيران أو غيرهم من المستبصرين في جميع أنحاء العالم.
وأريد أن أذكر لكم مشاعر أحد المستبصرين لمّا علم أنه رضي الله عنه قد لقي الله .. فأنا بالأمس، بعد مرور ثلاثة أيام أو نحو ذلك على رحيله، سألت أحد المستبصرين النيجيريين المهاجرين في مدينة قم المقدسة: هل يعلم والدك أن المحامي عن المستبصرين العظيم العلامة الشيخ نقدة دوزان رضي الله عنه قد لقي الله. قال: لم أجد الجرأة على إخبار والدي بوفاته، لأنني كنت خائفًا من ردة فعله .. فوالدي مريضاً، إذا أخبرته بوفاته، سوف ينزعج ويحزن كثيرًا، ويشتد مرضه.
حقاً أخواني وأخواتي .. لقد كان المحامي العظيم عن المستبصرين .. العلامة المجاهد نقده دوزان، قوياً في إيمانه بضرورة الوقوف في صف المستبصرين، وكان رضي الله عنه يصر على أن المستبصرين، سواء كانوا من الوهابيين أو من أهل السنة ثم اهتدوا إلى مذهب أهل البيت (ع)، يجب أن يعرفوا حقيقة مذهب أهل البيت عليهم السلام من القرآن ونصوص وردت عن رسول الله (ص) ونصوص وردت عن طريق اهل بيت رسول الله (ص) .. وكان يرى بأنه يجب بذل كل جهودنا حتى نضمن أن يكون لدى هؤلاء المستبصرين المعرفة الكاملة والفهم الكامل بمذهب أهل البيت عليهم السلام، وأن يتحرروا بصورة كاملة منرثقافة أعداء أهل البيت عليهم السلام .. وكان رضوان الله على روحه الطاهرة يرى بأنه على هؤلاء المستبصرين أيضاً أن يلتزموا التزاماً راسخاً بمعتقدات مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وأن يتحرروا من مذه أهل السنة ومن المذهب الوهابي .. وكان يقول لي دائمًا أنه يجب عليك أن تتخلى عن جميع أفكارك الوهابية السابقة بشكلً كاملً .. وذات يوم علم المحامي عن المستبصرين رضي الله عنه بأن أحد المستبصرين قد انحرف عن اعتقاده، فحزن كثيراً .. وقال لي : أخي عصام، سمعت أن فلانًا من دولة مصر بدأ ينحرف شيئًا فشيئًا وخطوة خطوة عن مذهب أهل البيت عليهم السلام، وأرى أن تجلس معه لعله يستمع إليك .. وبالفعل جلست معه .. ويجب أن أقول لكم بأن الشيخ العلامة نقده دوزان رضوان الله على روحه الطاهرة هو علامة فاضل ومتمكن تماماً في معرفة الأدب العربي، ومعرفة وفهم القرآن الكريم، وأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقوال أهل البيت (عليهم السلام) .. وكان رضي الله عنه عالماً وباحثاً في علم أصول الفقه وفروعه .. كما هو علامة في علم أصول الدين، وهو أيضاً علامة وباحث في كتب أهل السنة وكتب الوهابية .. وفي الوقت نفسه كان رجلا حكيما.
أيها الأخوة والأخوات يجب معرفة لماذا كان رضي الله عنه يساعد المستبصرين اقتصادياً لأنه كان يعتقد أن المستبصرين يجب أن يشاركوا في نشر مذهب أهل البيت .. ذات يوم من الأيام لماّ علم أن أحد المستبصرين من تونس، وقد كان هذا المستبصر عالماً ومثقفاً، ودرس عشرين سنة في الحوزة العلمية المقدسة في قم .. فبلغ شيخ المستبصرين بأنه قد فتح محلا للبيع في تونس .. فانزعج وتألم المحامي عن المستبصرين رضوان الله على روحه الطاهرة كثيراً وقال له: ينبغي لك أن تنشغل بنشر مذهب أهل البيت عليهم السلام، وبذل كل جهده في حل مشاكل ذلك المستبصر العالم التونسي، وبالفعل عاد هذا المستبصر لنشر مذهب أهل البيت عليهم السلام في تونس واستبصر على يده الكثر من التونسيين .. وكل ذلك ببركة المحامي عن المستبصرين رضوان الله عليه.
ويجب أيها الأخوة والأخوات أن أقول لكم أيضاً إن من أبرز وأهم صفات المحامي عن المستبصرين رضي الله عنه وكلامي عنه هو كلام من عاشره لأكثر من ثلاثين عامًا .. وهذه الصفة .. هي صفة ثقة المحامي عن المستبصرين بالله مع إيمانه بالتوسل برسول الله (ص) وبأهل البيت عليهم السلام .. وكان يعتقد بأنه إذا لم يتوكل على الله ثم بعد التوكل على الله يتوسل بأهل البيت (ع) فلن يتمكن من الوصول إلى المقام المقدس في المحاماة عن المستبصرين، لأنه كما يعلم الكثير من المستبصرين ليس لدينا في إيران مؤسسة أو منظمة رسمية أو حكومية تسمى مؤسسة الحماية والدفاع عن المستبصرين، لأن بعض خصوم المستبصرين رفي مدينة قم المقدسة يعارضون وجود مؤسسة بهذا العنوان .. بل أن بعض خصوم المستبصرين في مدينة قم المقدسة يكرهون حتى مجرد ذكر اسم المستبصرين.
من هنا فإن عمل المحامي عن المستبصرين رضي الله عنه هو عمل عبادي يبتغي بذلك رضوان الله .. وكان رضوان الله يتقرّب إلى الله في الدفاع عن المستبصرين، أي أن عمله رضي الله عنه هو عمل خاص به، وبالتالي فهو لم يكن مسؤولاً وموظفاً في مجال المحاماة عن المستبصرين بشكلٍ رسمي وبقرارٍ حكومي، ولكن حبّ المحامي عن المستبصرين لله ولرسوله (ص) ولأهل البيت (عليهم السلام) جعله يفرّغ وقته طوال حياته في الدفاع عن المستبصرين، لأنه أدرك بأنه ليس لهم مؤسسة رسمية أو حكومية تحامي عنهم .. وكان يدافع عن كل من كان يقف مع المستبصرين .. ويستفيد من وجاهته لأجل حلّ مشكلات المستبصرين حتى يتمكنوا من نشر مذهب أهل البيت (ع) في بلدانهم.
أيها الاخوة والأخوات باعتباري زميلاً وصديقاً لهذا الرجل العظيم رضوان الله على روحه الطاهرة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، فقد اطلعت على قضيايا كثيرة حول دفاعه عن المستبصرين ولن أذكر إلا نموذجاً واحداً، لأن الوقت لا يتسع إلا أذكر هذا النموذج .. نعم أخواني وأخواتي فقد علم المحامي عن المستبصرين رضي الله عنه بمشكلة وقعت لأحد المستبصرين الذي كان من علماء المستبصرين .. ولم يكن لدى هذا المستبصر أي مال، ولا منزل يعيش فيه، ولم يتمكن حتى من شراء الطعام والدواء .. وكان المحامي عن المستبصرين رضوان الله عليه قلقًا ومتؤلماً بسسبب أزمة هذا المستبصر .. فشمّر المحامي عن المستبصرين واشتغل ليلاً ونهاراً من أجل أن يجد حلاً لمشكلة ذلك المستبصر .. واشتد ألم وحزن المحامي عن المستبصرين رضي الله عنه، لأن ذلك المستبصر لم يعد قادرًا على كتابة كتاباً في الدفاع عن مذهب أهل البيت عليهم السلام، لكن المحامي عن المستبصرين اضطر فيما بعد إلى إعطاء هذا المستبصر غرفة في منزله الصغير ، ولعدة أشهر كان هذا المستبصر ساكناً في بيت المحامي عن المستبصرين .. مع أن المحامي عن المستبصرين نفسه مستأجر ويعيش في بيت صغير وقديم.
أيها الأخوة والأخوات كان المحامي عن المستبصرين رضوان الله على روحه الطاهرة يعلم بأن كل مستبصر من المستبصرين في مدينة قم المقدسة له قصة، وبسبب هذه القصة، حرم هؤلاء المستبصرين من العيش بجوار ابائهم، والعيش مع أمهاتهم، وحرموا من القرب من أخواتهمى وأخوانهم، وسكنوا بعيداً من بيوتهم ومن بلدانهم،وتخلوا عن أموالهم، وعرّضوا سمعتهم وحياتهم للخطر، وتركوا مكان وظيفتهم وعملهم، ورواتبهم، وسياراتهم ومحلاتهم، وكل شيء في هذه الدنيا.. وهاجروا إلى مدينة وصفها أهل البيت عليهم السلام بأنها عشر آل محمد عليهم السلام .. نعم لقد وجد هذا الشيخ العظيم رضي الله عنه بأن لكلّ مستبصر أمنية واحدة فقط في هذه الحياة الدنيا، وهذه الأمنية هي كما قلت سابقاً: إن المستبصر يتمنى أن يسمع كل من في هذا العالم قصة هدايته واستبصاره بمذهب أهل البيت عليهم السلام، لأن كل مستبصر ضحى بكل شيء من أجل هذه القصة. وهذه القصة هي التي جعلته يترك الوهابية أو يترك مذهب أهل السنة ويتبع مذهب أهل البيت عليهم السلام .. ويسعى هذا المستبصر من خلال ذكر قصته أن يهدي أهل السنة والوهابيين إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) .. من هنا بأن كل مستبصر يهتم بنشر كتابً يشرح فيه ويشرح قصة اهتدائه إلى مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ويبين في كتابه لماذا ترك التنين ولماذا ترك الوهابية.
أيها الأخوة والأخوات لو أريد الحديث عن كل كتب المستبصرين التي طبعها نشرها المحامي عن المستبصرين رضي الله عنه، سوف أحتاج إلى التحدُث عن ذلك لمدة أربع ساعات، ولكنني سأذكر فقط بعض الأمثلة ..قام رضوان الله عليه بطباعة أو نشر كتب بعض المستبصرين .. على سبيل المثال طباعة ونشر بعض كتب صالح الورداني المستبصر المصري، وكذلك قام بطباعة ونشر كتبي أنا بأعتباري أحد المستبصرين اليمنيين ، وكذلك طبع بعض كتب عبد الباقي المستبصر الجزائري .. وقام بطباعة ونشر بعض كتب محمد الصغير المستبصر التونسي، وكذلك قام بدعم كتب المستبصر الأردني مروان خليفة، وقام كذلك بدعم بعض كتب الياس المستبصر التاجيكي، ودعم المستبصر عبد الله دوسو من
ساحل العاج، والمستبصر محمد باويه.. رئيس اتحاد الطلبة الأفارقة في مدينة قم المقدسة، وقام بعم المستبصر محمد أنور الكبير من بنغلاديش .. وهكذا هنالك المئات من المستبصرين في أكثر من أربعين دولة في العالم.
نعم أيها الأخوة والأخوات نحن بحاجة ماسة إلى مؤتمر دولي لنرى أن عمل المحامي العظيم عن المستبصرين وما قدمه للمستبصرين يساوي عمل أكثر من مائة شخص .. لقد قام رضوان الله على روحه الطاهرة بذلك المجهول الكبير وحده، وكان عمله بحجم وزارة كبيرة تضم أكثر من مائة موظفىى.. وكان وحيداً حقاً .. وكلامي معكم ليس فيه مبالغة أو مجاملة لأحد فلكل يعلم بأنني لا اجامل أحد من الناس ولا أخشى أبداً إلا الله .. نعم أخواني وأخواتي لقد كان المحامي عن المستبصرين رضوان الله على روحه الطاهرة وحيدًا وغريباً حقًا كغربة المستبصرين، لأنني أخبرتكم أنه ليس هنااك مؤسسة رسمية تابعة للدولة وظيفتها المحاماة والدفاع عن المستبصرين .. نعم أقول لقد كان هذا هو الرجل الوحيد الذي يحامي ويدافع عن المستبصرين يعمل عملاً كما تعمل مؤسسة كبيرة ووزارة ضخمة.
بل أصبح الأمر مسلّماً بين المستبصرين، بأنه حينما يصل المستبصر إلى طريق مسدود وتتغلّق أمامه كلّ السبل ثم يقوم بعرض مشكلته على الكثير من الناس في مدينة قم المقدسة، سوف يجد الكثير منهم يقولون له إذا اردت أن تحل مشكلتك، فاتصل بالمحامي عن المستبصرين، فهو سيحل مشكلتك بالتأكيد.
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء .. الآن أريد أن أخبركم عن قصة سيارة المحامي عن المستبصرين .. تلك السيارة القديمة جدًا من طراز Priat، وهي في الحقيقة .. سيارة المستبصرين في مدينة قم المقدسة .. فقد كان رضي الله عنه هو المحامي عن المستبصرين كما كان كذلك هو في الواقع سوّاق المستبصرين .. نعم كان بالفعل سائق المستبصرين، يوصل الكثير من المستبصرين إلى مقاصدهم بسيارته القديمة الصغيرة كصغر بيته .. لقد أوصلني إلى المنزل بهذه السيارة الصغيرة والقديمة ربما أربعين مرة أو أكثر، وفي كثير من الأحيان تعطّلت سيارته في وسط الطريق .. فقلت أخي نقده دوزان، ماذا يجب أن نفعل الآن؟!. قال: دعنا نغلق هذه السيارة القديمة هنا ونذهب، وبإذن الله سوف نجد لها حلاً غدًا .. وحينئذ نركب سيّارة أجرة.
أيها الإخوة والأخوات الكرام، لا أستطيع أن أصف لكم ماذا صنع وقدّم رضي الله عنه للمستبصرين في هذا الكلمة المختصرة عنه رضي الله عنه، وخاصة بأن هناك من يريد الحديث عنه بعد إتمام كلمتي.
وأخيراً أيها الأخوة والأخوات أقول لكم بأنّ كلّ مستبصر من المستبصرين في مدينة قم المقدسة أو في غيرها من المدن والقرى الأخرى لدى كلّ واحدٍ منهم شيء واحد مشترك، وهذا الأمر المشترك بينهم هو في الحقيقة المشاعر المشتركة بين كلّ المستبصرين حول هذا الشيخ العظيم المحامي عنهم، وكلّهم يخاطبونه رضي الله عنه ويقولون له: أيها الصديق العزيز لجميع المستبصرين الذي فقدناه مؤخرًا سماحة العلامة المجاهد المحامي عن المستبصرين الشيخ حسين علي نقد دوزان الأصفهاني، بعد أن سافرنا معًا لخدمة مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في جميع مدن إيران، وكنا نبات معًا في منزلً واحد في كل مدينة نسافر إليها للحديث عن أهل البيت عليهم السلام، لكنك سافرت للقاء مع الله، وتركتني بل تركت المستبصرين بعد أكثر من ثلاثين عامًا من المودّة بينك وبينهم.
نعم أخواني وأخواتي كانت آخر مرة رأيته فيها، حينما دعاني إلى بيته الصغير المحفور تحت الأرض .. لقد دعاني في منزله قبل وفاته ببضعة أيام .. ولم أكن أعلم أنه عمّا قليل سيشد رحله لأجل اللقاء مع الله، ولم أكن أعلم أن الوقت قد حان لنفترق في هذه الدنيا الدنيّة، ولكنني تشرفت حقاً بالسفر معه في رحلاته لنشر مذهب أهل البيت عليهم السلام، من أجل خدمة مذهل أهل البيت عليهم السلام في كثير من المدن والقرى في كلّ انحاء إيران.
إنه يستحق هذا اللقب حقًا هذا اللقب المقدس المحامي عن المستبصرين، لأنه كان يعتقد أن المحاماة عن المستبصرين علامة محب أهل البيت (ع).
لقد اعتدت دائمًا على زيارته على مدار أكثر من ثلاثين عامًا، والتحدث إليه، و حول بعض القضايا العلمية والشخصية، وكان قريبا مني ومن كل المستبصرين جدًا ، وكنت أشعر قربه من المستبصرين من خلال نبرة صوته.
لقد كان واحدا من المستبصرين، ولم يتركهم طوال حياته ابداً، لقد آمنت دائمًا بأنه واحد منا.
أيها الاخوة والأخوات.. أعتقد أن مفتاح شخصيته رضي الله عنه هو عدائه الشديد وبغضه لكل من يعادي المستبصرين في مدينة قم المقدسة أو في غيرها من المدن الأخرى.
ولن أنسى أبدًا هذا المحامي العظيم عن المستبصرين حتى القى الله، فقد كان أخاً وصديقاً وزميلاً ورفيقاً لي ولكل المستبصرين في ديار للهجرة والغربة .. من الذين يعيشون في مدينة قم المقدسة أو في غيرها من المدن الأخرى، وكان رضي الله عنه المحامي عن كل المستبصرين، وكان يعتقد أن المستبصرين اجبروا إجباراً على العيش في مدينة قم المقدسة بسبب تركهم للوهابية ولمذهب أهل السنة ودخولهم في مذهب أهل البيت عليهم السلام.
ولهذا السبب نذر نفسه وباعتها لله ولرسوله ولأهل البيت من خلال الدفاع الحماية عن المستبصرين، وكان دائماً يهتم بمعرفة جميع الأمور التفصيلية التي تتعلق بالمستبصرين.
لقد كان لديه أيضًا معرفة وفهم لا مثيل له في كتب المستبصرين، وإذا نظرت إلى مكتبته ستجد أنه تضم جميع كتب المستبصرين.
لقد كنت أتمنى دائمًا أن ننشر له كتابًا يشرح مدى عمق تجربته مع المستبصرين، لأنه هو المحامي عن المستبصرين في جميع أنحاء العالم.
أيها الأخوة والأخوات في هذا المجلس أنتم على علمٍ بأنني على اتصال بمعظم المستبصرين في العالم، وأنا على يقين بأن الكثير من المستبصرين يشهدون، وأنا أشهد معهم، على زهده… ويشهدون بأنه لم يكن يهتم بالمال أو بأي أمرٍ من أمور الدنيا، ولم يكن يهتم بالشهرة أو الثروة أو أي زخرفٍ من زخارف اادنيا.
ونحن، أي جميع المستبصرين، نعتقد أنه مع رحلة ذلك الرجل العظيم رضوان الله عليه، وهو المحامي الفريد عن المستبصرين، قد خسرنا خسارة لا تنجبر ولاتسد.
أخواني وأخواتي بالنسبة لي سخصياً كأحد أفراد المستبصرين الساكنين في ديار الغربة في هذه المدينة المقدسة .. اصارحكم موجهاً خطابي إلى روحه الطائرة وأنا على يقين بأنه يسمعني ويراني .. فأقول له والله يارفيقي وأخي في ديار الغربة رضوان الله على روحك الطاهرة، بأن حياتي بل حياتنا جميعاً نحن المستبصرون ستكون صعبة بدونك، لأنك كنت رفيق كلّ المستبصرين لأكثر من ثلاثين عاماً.
وأريد أن أقول أيضاً أنه في الصورة الأخيرة التي التقطتها معه، قلت له: أخي نقده دوزان، أخشى أن تكون هذه هي الصورة الأخيرة التي نلتقطها أنا وأنت معًا .. وكنت اعتقدت أنني
أنا سارحل عن الدنيا قبل أن يرحل ولكن هو سبقني في اللقاء مع الله .. بالطبع، أنا الآن في صف المنتظرين للقاء الله، وسوف يأتي دوري قريبًا. ربما سأكون الثاني بعده رضي الله عنه، لأننا معه في نفس العمر ورفيقه وزميله لأكثر من ثلاثين عاماً، عشنا جميعاً في مدينة قم المقدسة.
أسأل الله أن فقني على أن اتحدت عن تجربتي مع هذا الشيخ العظيم بطريقة أكثر اتفصيلاً وشمولاً وكمالا! من حديثي عنه في هذه الليلة الثالثة من وفاته رضي الله عنه، لأن هذا أقل ما أستطيع تقديمه لهذا الزميل والأخ العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى