سلسلة مقالات غرب اسيا (اليمن)حلقة ٥٥

اليمن... استراتيجية استنزاف تُربك دفاعات (إسرائيل)

كنوز ميديا _ متابعة 

❖ تكتيك جديد يكشف هشاشة المنظومة الدفاعية الصهيونية
في تصعيد جديد ومفاجئ، نفذت القوات اليمنية صباح يوم الخميس هجومًا صاروخ&يًا استهد@ف عمق الكيان الصهيوني، مستخدمة صوار&يخ “ذو الفقار” باتجاه تل أبيب، في عملية أربكت المنظومة الدفاعية (الإسرائيلية)وكشفت عن ثغرات كبيرة في قدرة الردع الصهيونية.
صافرات الإنذار انطلقت في عدة مناطق، فيما تعطلت الملاحة الجوية قبل أن تعود تدريجيًا إلى طبيعتها، في مشهد يكرّس واقعًا أمنيًا جديدًا يجعل من الهج&مات اليمنية مصدر قلق دائم لدى صُنّاع القرار في تل أبيب.
❖ صاروخ ذو الفقار واستنزاف منظومات الدفاع
الصارو&خ الباليستي “ذو الفقار” الذي أطلقته صنعاء تجاه تل أبيب، واجهته منظومة “مقلاع داوود” بثلاثة صوار&يخ اعتراضية، لكن حسب ما تم الإعلان عنه، فإن أحدها فقط تمكن من إصابته، فيما فشلت الثلاثة الأخرى وانفجرت ذاتيًا في السماء.
اللافت أن الشظايا التي سقطت في عدد من النقاط داخل (إسرائيل) أظهرت تشابهًا كبيرًا مع مكونات منظومة “ديفيد سلينغ”، مما يعكس فشلًا ذريعًا في دقة التصدي.
ووفق تقارير بريطانية، فإن كلفة كل صارو&خ اعتراضي تتجاوز مليون دولار، ما يعني أن اعتراض هذا الهجوم الواحد كلف (إسرائيل)ما لا يقل عن 4 ملايين دولار.
❖ تصعيد نوعي باستهداف مطار بن غوريون
لم يتوقف الهجوم اليمني عند هذا الحد، بل تلاه إطلاق صارو&خ ثانٍ قيل إنه من نوع “فرط صوتي” استهدف مطار بن غوريون، مسببًا حالة هلع في الكيان الصهيوني حيث دوّت صافرات الإنذار بشكل متزامن.
الدفاعات الجوية (الإسرائيلية)حاولت التصدي باستخدام صوار&يخ متطورة، إلا أن الصور أظهرت صارو&خين فقط تمكّنا من محاولة الاعتراض، مما يشير إلى أن كلفة الرد قد تكون بلغت قرابة 2 مليون دولار أخرى، لتصل الخسائر الإجمالية خلال هذا اليوم إلى أكثر من 6 ملايين دولار في استنزاف صارو&خي لا يتطلب من اليمن سوى تكاليف محدودة.
❖ القوات المسلحة اليمنية ترسّخ معادلة “المشاغلة والاستنزاف”
الرسالة اليمنية كانت واضحة: صنعاء قادرة على إرباك منظومات الدفاع (الإسرائيلية)من خلال تكتيك “المشاغلة متعددة المسارات”.
الهجوم المتعدد، حتى لو بصوار&يخ محدودة العدد، يضع الدفاعات الصهيونية في حالة إنذار دائم واستنزاف مالي مستمر، ويُضعف قدرتها على تنفيذ خططها الهجومية أو حتى التدريبات العسكرية.
إنه نمط حربي جديد يعتمد على كسر العدو نفسيًا واقتصاديًا قبل كسره عسكريًا، ويؤكد أن اليمن بات يملك أدوات معركة تفوق قدرتها التدميرية حجمها المادي بكثير.
❖ انعكاسات سياسية محرجة في “إسرائيل”
في ظل استمرار هذا النمط من الاستهداف، يصبح رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما الرد المباشر على صنعاء، ما قد يفتح جبهة جديدة مرهقة، أو الصمت، وهو ما يضعه أمام مأزق داخلي كبير.
لقد أثبتت صنعاء اليوم أنها لم تعد مجرد طرف هامشي، بل فاعل إقليمي متماسك قادر على التأثير في موازين الأمن والسياسة داخل تل أبيب، بل وداخل المنظومة الغربية كلها.
➢ قراءة استراتيجية في عمق الحدث
تُظهر العمليات اليمنية الأخيرة تحولًا في طبيعة المعركة: من مواجهة مباشرة إلى استنزاف متعدد الأبعاد.
ومع كل صارو&خ يُطلق، لا تعاني (إسرائيل)من خسائر مادية فقط، بل من تآكل في صورتها كقوة لا تُهزم.
اليمن، رغم الحصار والمعاناة، يُثبت مجددًا أنه بات رقمًا صعبًا في معادلات الصراع الإقليمي، وقوة تصيغ معايير جديدة في الاشتباك مع العدو. حيث أن :
• اليمن يستخدم استراتيجية استنزاف ذكية تربك (إسرائيل) بأقل التكاليف.

• الهج$مات كشفت ثغرات خطيرة في المنظومة الدفاعية (الإسرائيلية).
• صنعاء تفرض معادلة ردع جديدة تُضعف قدرة العدو على المبادرة.
• (إسرائيل)تواجه مأزقًا استراتيجيًا بين رد مكلف أو صمت محرج.
• اليمن يتحول إلى فاعل إقليمي مؤثر يُعيد رسم قواعد الاشتباك.

مركز بدر للدراسات الاستراتيجية
٢٠٢٥/٥/٢٣

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى