ألم الجراح ينزف وفاء
بقلم _ غيداء شمسان غوبر
في قلب المعاناة القاسية، تحت سماء مثقلة برماد العدوان والحصار، حيث الجراح تنزف بصمت ويئن الألم في كل بيت، وحيث الهموم تتراكم كالجبال الشماء على أكتاف شعب أبى الضيم… من هنا، من أرض اليمن الأبي، يرتفع صوت لا يشبه أصوات المتخاذلين، وفعل لا يماثل أفعال المتقاعسين إنه صوت الوفاء الذي يشق عباب الصمت العربي المخزي، وفعل التحدي الذي يزلزل عروش الطغاة.
في كل جمعة، لا تشغله همومه التي تكسر الظهور، ولا تعيقه أوجاعه التي تدمي القلوب، ولا يلهيه حصاره الخانق عن قضية هي بوصلة الأحرار. يخرج الشعب اليمني، من تحت رماد بيوته المدمرة، ومن بين أنين جرحاه، كأنه جيش لا يعرف الراحة، لا يهدأ له بال، ولا يسكن له نبض، إلا وفلسطين في قلبه، وغزة في عينه إنه مشهد يعيد للأمة شيئا من كرامتها المفقودة، ويثبت أن الإيمان أقوى من الجراح، وأن العهد أقدس من المصالح.
أسبوع تلو أسبوع، تلو آخر، تنسج خيوط ملحمة وفاء نادرة في زمن الخذلان المريع يبث في الأرض وعد لا يموت، يردده الصدى في كل واد وجبل، في كل مدينة وقرية: أن قضية الأحرار لا تسقط بالتقادم، ولا تمحى بالمؤامرات، ولا تباع في أسواق النخاسة السياسية. إنها قضية حية، تنبض في عروق الأحرار، وتروى بدم الشهداء، وتصان بعهد الصادقين.
إن ما يربط اليمن بفلسطين ليس مجرد مشاعر عابرة، ولا هو مجرد موقف سياسي ظرفي. إنه عهد غليظ، كتب بمداد الدم، ورسم على خارطة الإيمان، وتجذر في أعماق التاريخ. إن الدم الفلسطيني الطاهر، الذي يسفك ظلما على أرض غزة، له في صنعاء، وفي كل شبر من أرض اليمن، مليون شاهد وشاهد. ليسوا مجرد أرقام صامتة، بل أرواح تنبض بالوفاء، وقلوب تشتعل غضبا، وحناجر تهتف بالحق الذي لا يموت، وأياد تمسك بالسلاح للفداء.
يهتفون ويقسمون، في كل جمعة، في كل لحظة، في كل عملية تطلق نحو العدو: لن نخذلكم يا أهل غزة، نحن معكم، قلبا وقالبا، روحا وجسدا، حتى النصر المبين هذا ليس مجرد شعار يرفع في المنابر، بل هو عهد يترجمه الفعل على الأرض، ليثبت أن الإيمان أقوى من الجراح، وأن العهد أقدس من المصالح، وأن اليمن، رغم كل آلامه، سيظل سندا لفلسطين، وشاهدا على أن الحق لا يموت ما دام له رجال يصدقون ما عاهدوا الله عليه، ويدركون أن النصر صبر ساعة، وأن الفجر آت لا محالة، وأن دماء الشهداء لن تذهب هدرا.
هذه هي ملحمة الوفاء التي يسطرها اليمن من تحت رماده ليست مجرد مواقف سياسية، بل هي تجسيد لإيمان لا يتزعزع، ويقين بأن النصر قادم لا محالة فليصمد أهل غزة، وليثبتوا، فاليمن معهم، وعهد الدم قائم، ووعد الله حق، والله غالب على أمره.
#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن