حرب التجويع في غزة تبلغ الذروة…
الصهاينة تطربهم الادانات ولا تردعهم الا القوة
كنوز ميديا _ متابعة
حرب التجويع الصهيونية على غزة بلغت ذروتها، واصبحت وسيلة للتهجير القسري، الكيان مصر على استخدام التجويع ضد الاهالي مع ان جميع الاديان والقوانين الدولية تحرمه، واقسى ما في هذه الحرب ان المساعدات تصل ولا يسمح الصهاينة بتوزيعها، كل ذلك يجري والعالم يتفرج والمتفرج شريك في الجريمة وان القى معاذيره.
اصبحت غزة عمليا خالية من الطعام والماء ويتضور اهلها جوعا، وقد سجلت حالات وفاة جوعا وعطشا بين الاطفال وكبار السن وهذا يعني ان المجاعة بدأت بالفعل، ويفرض الصهاينة حصارا اعلاميا على جريمة إبادة مئات الالاف جوعا في القطاع، وللامعان في الجريمة اكثر يقصف الصهاينة بالمسيرات والمدفعية حشود الفلسطينيين الذين يتجمعون احيانا امام مراكز توزيع الغذاء، ليوقعوا اكبر عدد ممكن من الشهداء من النساء والاطفال.
بدا واضحا ان عملية التجويع الجماعي اصبحت وسيلة بيد العدو من اجل اقتلاع الفلسطينيين من ارضهم وتهجيرهم قسرا، فالفلسطيني المصر على البقاء في غزة اما ان يُقتل او يموت جوعا او يختار الهجرة الى جنوب القطاع حيث يجري جمع القادمين هناك في مراكز تسفير تمهيدا لنقلهم الى اي مكان خارج القطاع، ويعد مخطط القتل جوعا واحدا من ابتكارات حكومة نتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف، وتقف حكومته بوجه اي محاولة لإغاثة اهالي غزة، حتى ان المساعدات التي تدخل الى القطاع يمنعون توزيعها، او يجري توزيع شيء قليل منها في مراكز متباعدة، والاقسى وطأة من الجوع ان ترى الاطفال يحملون صحونهم الخالية ويبكون بمرارة ويأس واقفين امام القدور الخالية!
لم يعد هناك اي قيمة للشرائع والقوانين التي تجرم استخدام التجويع سلاحا في الحرب، فالكيان الصهيوني لا يحترم قانونا ولا موقفا دوليا لا يحترم الا منطق القوة، وكل الذي يفعله الآن في اطار حرب التجويع يجري بمباركة وحماية امريكية واوربية، واذا اعلنت بعض الدول الداعمة للكيان أدانتها لهذه الجريمة فذلك من اجل ذرّ الرماد في العيون وإسقاط الواجب، ولكن اللافت في مسار الادانات الاخيرة صدور بيان مشترك لبريطانيا وفرنسا وكندا بشأن الوضع في غزة والضفة الغربية، وقد جاء في البيان : نحن لن نقف متفرجين بينما تمضي حكومة نتنياهو في هذه الأفعال السافرة.
وإن لم توقف (إسرائيل)عملياتها العسكرية الجديدة وترفع القيود عن إدخال المساعدات الإنسانية، فسوف نتخذ إجراءات أخرى ملموسة ردا على ذلك.
وفي البيان مؤشر على تطور ملحوظ في لغة الموقف الدولي تجاه هذه الجريمة.
لكنه ان لم يثمر آثارا ملموسة على ارض غزة فسوف يضاف الى بيانات الادانة والضغوط الإعلامية والدبلوماسية الشكلية، تلك الضغوط التي يريدها الكيان ويريد ان تتوسع اكثر بل يفضل خروج التظاهرات المنددة به، فهذه الاساليب بنظر نتنياهو هي الطريقة الافضل في امتصاص النقمة والاستنكار العالمي والمحلي، وهي لا تعيق تنفيذ الخطة الاساس في قتل او تهجير اهالي غزة، وعندما تنجح الخطة سيجرب الكيان اجرائها في الضفة الغربية للتخلص من سكانها، فتكون الخاتمة تحويل الشعب الفلسطيني الى شتات وإنهاء وجوده، وبازاء هذا المشروع الخطير تثبت الوقائع ان الكيان لن يقف عند حد الا اذا قوبل بالقوة، وان خيار المقاو&مة هو الخيار الاوحد لمواجهة المشروع الصهيوني في كل مراحله السابقة والراهنة واللاحقة.
مركز بدر للدراسات الاستراتيجية
٢٠٢٥/٥/٢٧