جَبَّارُونَ الماضي… أَقْوِيَاءُ الحاضر… هَزَمُوا الاسْتِكْبَارَ العَالَمِيَّ.
بقلم _ عدنان عبدالله الجنيد أبو الحمزة
ملحمةُ “طوفانِ الأقصى” من وعدِ السماء إلى صراطِ النصر.
{قَالُوا۟ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ فِيهَا قَوْمًۭا جَبَّارِينَ ۖ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا۟ مِنْهَا ۖ فَإِن يَخْرُجُوا۟ مِنْهَا فَإِنَّا دَٰخِلُونَ}
[سورة المائدة: ٢٤]
الجَبَّارُونَ… حين يصبحُ القرآن واقعًا لا حكاية.
الجَبَّارُونَ… بين نَصِّ القرآن وصوتِ الطوفان.
حين اختبأ بنو إسرائيل خلف آيةِ الجبن، قائلين: “إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ”، كانوا يكتبون لأنفسهم شهادةَ الخوف الأبدي.
واليوم، يعود التاريخ يعيد نفسه، لكن على يد أحفاد الجبابرة الحقيقيين، أولئك الذين لم يرهبهم عِتْيُ المحتلين، بل اقتحموهم بقلوبٍ لا تعرف الوَهَن.
الجبابرة الحقيقيون ليسوا جرافات المحتل،وعدده وعداته بل فصائل المقاومة على رأسها كتائب القسام، سرايا القدس، رجال الضفة، وصواريخ صنعاء، وهتاف الضاحية الجنوبية!
السنوار… عقلُ الجبهة وروحُ الوحدة.
يحيى السنوار، هذا القائد الحديدي، لم يكن مجرّد “قائد لحماس”، بل أصبح “قائدًا لمحور غزة” بأكمله.
وحّد الفصائل، أعاد تشكيل غرفة العمليات المشتركة، صاغ استراتيجية التلاحم مع محور المقاومة، وفتح نافذةً من غزة إلى طهران وبيروت وصنعاء.
بعقله السياسي الصلب، استطاع أن يجعل القرار الفلسطيني المقاوم خارج وصاية التسوية والتطبيع، وأن يُثبت أن المقاومة خيار لا رجعة فيه.
محمد الضيف… هندسةُ الطوفان ومهندسُ الرعب.
القائد الشبح، الصوت الهادئ والنار المشتعلة، المهندس الصامت والنصر الناطق.
هو من أطلق شرارة “طوفان الأقصى”، ووزّع التوقيتات، وضبط الأنفاس، وجعل العدو يتيه في جغرافيا لا يعرفها.
كل طلقةٍ أُطلقت، وكل نفقٍ فُجّر، وكل خطّةٍ أُتقنت… كانت تمر من بين يديه.
هو ليس قائداً فقط، بل مدرسةٌ في الصبر والتخطيط والقتال.
الشيخُ أحمد ياسين… عُكّازُه كان بندقيَّةً في ضميرِ الأمَّة
لم يكن مقعدًا عن الجهاد، بل كان قائمًا على مشروع الأمة، يقاتل وهو يُجرّ على كرسيٍّ مكسور، ويرفع بيقينه رايةً لم تُنكّس، حتى حين احتُسِب في جسده ألف عذر.
هو من أسّس الفكرة، وغرس العقيدة، وعلّم من بعده أن الكرسي المتحرّك قد يَسحب كيانًا صهيونيًّا نحو الجحيم.
في كلّ عملية استشهاديةٍ، وفي كل صاروخ، كانت بصمتهُ تدقُّ جدران الخوف الصهيوني.
سرايا القدس… قبضةُ الثأر وجناحُ البركان
سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، لم تكن يومًا تابعًا، بل كانت شريكًا دمويًّا في كل ساحة.
هي من فجّرت الردود الأولى في “بأس جنين”، وهي من شاغلت العدو في لحظات الفراغ الناري، وسدّت الثغرات القتالية بدهاءٍ يُرعب تل أبيب.
قادةٌ مثل بهاء أبو العطا، وتيسير الجعبري، وصلاح خلف… هم من أعادوا تعريف الاشتباك، وجعلوا المقاومة فكرة تتناسل من دماء القادة.
كتائبُ شهداءِ الأقصى، رُسُلُ الطوفان وبُناةُ المجد، خاضوا معركةَ طوفان الأقصى بصمودٍ لا يلين، ودماءٍ لا تُزهر إلا حريةً وكرامة. كانوا السدّ المنيع في وجه الاستكبار، يُعانقون المجد بدمائهم، ويُثبتون أن الجهادَ في سبيل الأقصى نبضُ الشعب الفلسطيني ومُستقبلُه المشرف.
كتائب المقاومة… قادة النصر من كل الخنادق
في الضفة الغربية، حيث الطوق والرصاص، تَشكّلت كتيبة جنين، ونابلس، وطوباس، وطولكرم، لتقول للعالم: نحن أبناء طوفان الأقصى في بُعده المقدسي.
في الجبهة الشعبية، كانت كتائب أبو علي مصطفى تردُّ الصاع صواريخ، وتثبت أن اليسار الثوري حين يمتزج بالإيمان، يفتح دربًا نحو القدس.
ألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب المجاهدين، والمرابطين، والأنصار، هم فرسان من أطياف مختلفة، توحّدوا على البندقية الواحدة والراية الواحدة.
السيد حسن نصر الله… صوتُ الرعب الصادق من جنوب السماء
من جنوب لبنان، لا يزال السيّدُ حسن نصر الله هو الظلُّ الذي يُلاحق قادة العدو أينما فرّوا.
كلماته صواريخ، وإطلالاته طوفان.
أدار معركة التنسيق الكامل مع غزة، وسهّل خطوط الإمداد، وحوّل جبهة الشمال إلى كابوسٍ استراتيجيٍ للصهاينة.
لم يكن متضامنًا… بل شريكًا في صناعة النصر.
السيد عبد الملك الحوثي… من جبال اليمن إلى ساحات فلسطين ،أثبتوا خير جهاد جمع بين الجبارين وأولى الباس الشديد واقترب وعد الاخرة
وفي صنعاء، حيث يُرفع شعار الصرخة، كان السيد عبد الملك الحوثي يُدير الحرف والبندقية لصالح القدس.
أرسل الطائرات والصواريخ، وجعل البحر الأحمر ضيّقًا على السفن الصهيونية، فاختنق الاحتلال على مدار شهور.
كلماته الثابتة كانت مدافع دعمٍ معنويٍّ وماديٍّ لغزّة، وقدَّم الشهداء، وأشعل الجبهات، ليقول: اليمن ليست خارج المعادلة… بل قلبها.
البيئة الحاضنة… صبرٌ من نار وأمومةٌ تصنع الجبابرة
لا تُولد المقاومةُ في الملاجئ، بل في بيوت الطين وأرحام الصابرات.
في غزة، هناك أمٌّ تفطر على صاروخ وتنام على شهيد وتستيقظ على وعد.
البيئة الحاضنة للمقاومة هي المدرسة التي ربّت الضيف، والسنوار، والجعبري، والتهتموني، وأبو العطا، وكل من سكن الأنفاق.
هذه البيئة لم تخُن، لم تضعف، لم تتخاذل… بل صمدت، وأبكت العدو من صبرها أكثر من صواريخها.
الهدنة… حين يُخيف الصمتُ أكثر من صوت المعركة
في هدنة “طوفان الأقصى الاولى” خرجت المقاومة بعروضٍ عسكريةٍ أربكت تل أبيب، كشفت عن ألوية وظلال وأجنحة لم تكن في الحسبان.
وأما اليوم، في هدنة “طوفان الأقصى”، فالجميع يعلم أن غزة لا تستريح… بل تُعدّ، وتُجهّز، وتصقل الرعب في مخازنها.
العروض القادمة لن تكون للعرض… بل للإنذار.
فكلّ طلقةٍ لم تُطلق، هي وعدٌ مؤجّل… وكل مقاتلٍ في صمتهِ مشروع زلزال.
الخاتمة… على أكتاف الشهداء نُكمل الطريق
مضى القادة الكبار في “طوفان الأقصى”…
أحمد الجعبري، رائد العطار، بهاء أبو العطا، تيسير الجعبري، أبو أنس الغرّاوي، صالح العامودي، وأبو عبيدة ورفاقه الذين مضوا قبل الإعلام.
هم من رسموا الجغرافيا بدمائهم، وهم الذين جعلوا من غزة أصغر مساحةٍ، لكنها أوسع ساحة شرفٍ على وجه الأرض.
ولن تَسكن أرواحهم حتى تُرفع الرايات في باحات الأقصى، ويُقال للعالم من جديد:”إن فيها قومًا جبارين… ونحن الداخلون.”