600 يوم.. غزة تحت النار والحصار واليمن مستمر في الإسناد!!

بقلم _ عبدالجبار الغراب

في أكبر الحروب العسكرية ضراوة وأشدها خسائر وأطولها مدة وأوسعها تأثير بتاريخ الصراعات العربية الإسرائيلية ومنذ نشأته المشوؤمة فقد كانت لمعركة “طوفان الأقصى” الفلسطينية تسطيرها لملحمتها النضالية الكبرى في تكبيدها للخسائر الفضيعة لكيان الإحتلال وإحداثها للتعاون والإلتحام لقوى الخير والإيمان من محور المقاومة في إسنادها للمقاومة الفلسطينية وعلى مراحل عديدة اخرجت الأحداث المتلاحقة لمعركة طوفان الأقصى نتائجها الهامة في إعادتها للقضية الفلسطينية الى واجهتها الأولى دوليًا وكشفها للجرائم الصهاينة ومشاركة الأمريكان الظاهرة ودعم الغرب الواضحة والسكوت ولخصوع والإذلال العربي الصامت والمتواطئ، لتتسع دوائر الإخفاقات العسكرية الصهيونية والأمريكية في تحقيقها للأهداف في قطاع غزة باستعادة الأسرى والقضاء على حماس وتهجير السكان، والأمريكية في ردعها لليمنيين وحمايتها لسفن الكيان، فغاص في وحل ومستنقع غزة العميق وتعرضوا للملاحقات القضائية وصدر بحق قادتهم قرارات المحاكم الجنائية الدولية بوصفهم بمرتكبي إبادة جماعية بحق سكان غزة، واصبحوا في عزلة وانعزال عالمي كبير، وقادتهم مطلوبين وملاحقين من الجنائية الدولية وممنوعين من السفر خوفاً على اعتقالهم.

تواصل وبوضوح للجميع العجز والإخفاق الإسرائيلي وبكافة ما يمتلكة من أسلحة وعتاد عسكري حديث ومتطور وبدعم وإسناد وبأكثر من 800 رحلة جوية أمريكية و140 سفينة إبحار محملة بمختلف انواع الأسلحة والقنابل وبالغطاء السياسي الغربي والأمريكي وبالتواطوء العربي، فكان للفشل عناوينة البارزة في عدم إنجاز الإحتلال للأهداف لا المعلنة ولا حتى المخفية في قطاع غزة، لتنكشف تواليًا نتائج فشلهم العسكري بهروبهم التام بوضعهم للمزيد من الخطط والمناورات وإعادة احتلال القطاع وأخذهم الفرصة والوقت من قبل الأمريكان ومن وسائل وأدوات وأساليب قذرة استخدامهم للضغط الإنساني وقتلهم للأطفال والمدنيين وتجويع السكان أمال وأحلام للوصول إلى فرض شروطهم على حركة حماس، لتزداد تصدع الجبهة الداخلية للصهاينة وصولاً لاعترافهم بصعوبة إنجاز المهام وأن ما تحقق من إعادتهم للأسرى كان عن طريق المفاوضات مع الفلسطينيين وغير ذلك فهو المستحيل.

إستمرار الحرب على غزة وعدم قبول الصهاينة بأي صفقة لتبادل الأسرى وإرتكابهم المزيد من المجازر والحصار إلا لأغراضها السياسية وشخصية لنتنياهو وذلك لمخاوفه لسقوط إتلافه الحاكم وملاحقته قضائيًا لجرائم فساد عديدة وإخفاقاته في السابع من أكتوبر، وكما هي عاداتهم في إرتكابهم للمجازر وتدميرهم لكل ما يرتبط للإنسان من مقومات للحياة وبدمًا بارد وفي ممارستهم لمختلف انواع وأبشع الانتهاكات الإنسانية غير آبهين بالقوانين الدولية ولا بمنظمات حقوق الإنسان ولا بمختلف المعاهدت والمواثيق العالمية الهادفة الى حماية السكان جراء الحروب، بل أخذوا من فرضهم الجبان للتجويع ومنعهم للمساعدات للدخول لسكان غزة أوراق ضاغطه قد تحقق له مكاسب عجزوا بقوة السلاح على مد 600 يوم من الحرب الخبيثة الإجرامية ملحقين بذلك أكبر كارثة إنسانية في القطاع لم يسبق لها مثيل في تاريخ العصر الحديث والمعاصر.

بمرور 600 يوم على حرب غزة أشتد الخناق والضغط الدولي على كيان الإحتلال وخرجت مواقف قوية ومن دول كبرى غربية كانت من أكبر داعمي الكيان والمؤيدة له في حربه مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا والمانيا في توجيهها للاتهامات المباشرة بإرتكاب الإحتلال المجازر المروعة في قتله للأطفال واستهدافه للمدنيين وطلبها بوقف فوري للحرب على غزة وادخال المساعدات الغذائية، وتلك الدول التي زادت من حدة إستهجانها وارتفات حدة نبرتها في إدانتها بممارسة الكيان الوحشية مثل اسبانيا وبولندا والدنمارك وبلجيكا وغيرها واتخاذها لفرض لعقوبات على كيان الإحتلال ومنع بيع السلاح له وتدهور العلاقات الأمريكية الصهيونية وارتفارع حدة الخلافات والتي تبينت من خلال التجاهل الأمريكي لكيان الإحتلال ودخوله باتفاق لإيقاف اطلاق النار مع اليمنيين والتي اربكت حسابات الصهاينة وأدخلتهم في دوامات ومتاهات متعددة لكيفية استطاعتهم مواجهة اليمن بمفردهم وشعورهم التام بتخلي الأمريكان عنهم واللجوء الأمريكي الى الدخول في مفاوضات حول الملف النووي الإيراني بدون وضع أهمية للكيان وإبعاده عن أي مشاركات لإدخال وجهات نظر أو ملاحظات لوضعها لأغراض لجعلها نصرا طالما كان للكيان الإسرائيلي أخذه من الملف النووي الإيراني هدف هام والاكتفاء الحالي بالتهديدات لضرب منشآت إيران النووية.

شكلت الجبهة اليمنية المساندة لقطاع غزة ضربتها القوية لكيان الاحتلال الإسرائيلي في كافة المجالات والأصعدة و النواحي، وعائقها الكبير في فرضها الكامل للحصار البحري والجوي، وإلحاقها للخسائر الإقتصادية الفضيعة والمروعة، وتاثيراتها الغير مسبوقة في رفعها للمخاوف الداخلية باعترافهم بصعوبة ردع الجبهة اليمنية، وإحداثها للرعب والقلق والهلع الدائم لملايين المستوطنين في كامل الأراضي المحتلة ودخولهم معظم الأحيان لثلاث مرات يوميًا للملاجئ بفعل الاستمرار اليمني في إستهدافه لكيان الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ البالستية الفرط صوتية والطائرات المسيّرة وعجز الأنظمة الدفاعية المتطورة والمتعددة من اعتراضها ونجاحها في كسر قاعدة ومفهوم الردع الإسرائيلي بفشله عند مواجهة الجيش اليمني خصوصًا بعد الفشل الأمريكي في ردع الجيش اليمني واعترافهم بقوة اليمنيين وشجاعتهم وامتلاكهم لقدرات وأسلحة حديثة ومتطورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى