هل سينجح نتنياهو بتنصيب نفسه ملكاً على أورشليم

بقلم _  إسماعيل النجار

 

هل سينجح نتنياهو بتنصيب نفسه ملكاً على أورشليم أم أنَّ إجرامه وطموحاته سيرسمآن نهايته السياسية ونهاية مشاريعه في المنطقة؟،

يسير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط الدمار والدم يدوسُ على جثث الأطفال والنساء في غزة كما دآسَ على كرامات العرب شعوباً وحُكَّام،

يسير واثقاً منتشياً بما حققه بالدعم الأميركي على مستوى الداخل الفلسطيني ولبنان وسوريا، ولا زالَ مستمراِ يَجِدّ السير بدباباته آملاً التمركز على أبواب العراق لجهة سوريا!

مشاريعه التوسعية في المنطقة تعتمد على تنفيذ خِطَطِهِ الواحدة تلو الأُخرىَ على عدة محاور لتشمل السيطرة على غزة، وضم الضفة الغربية، وتوسيع المستوطنات، وإضعاف حزب الله في لبنان، واستغلال الأوضاع في سوريا لتوسيع نفوذه حتى حدود الأردن الشمالية، مع إبقاء فكرة إقامة دولة درزية تحت حماية إسرائيل قائمة، وذلك تكريماً لدروز فلسطين المحتلة الذين قاتلوا معه في غزة ولم يخذلوه، أيضاً لدى نتنياهو مشاريع توسعية في مناطق مثل الجولان وشرق سوريا وصولاً إلى الحدود مع العراق كما ذكرت أعلاه، فهو يركز على توسيع السيطرة الإسرائيلية خارج حدود فلسطين لإضعاف محور المقاومة، وإعادة رسم خرائط جديدة تحمي كيانه بدويلات متناحرة وضعيفه، والعمل على تعميق الإنقسامات والتأثير على البيئة الأمنية الإقليمية،

هذا المشروع الذي ينفذه مجرم غزة يتكئ على الدعم الأميركي والضعف العربي وتباين مواقف القوى الكبرى، لكنه يواجه تحديات كبيرة بسبب ردود فعل المقاومة الإسلامية في لبنان ومحور المقاومة في المنطقة،

والمتضررين من هذا المشروع يتسائلون عن نهايته التي تبدو غير مؤكدة هذه الفترة واقعياً، إذ يعتمد نجاحه على قدرة إسرائيل في إضعاف المحور فعلياً وليسَ إعلامياً، بالإضافة إلى استغلال الدعم الأميركي الكبير حالياً، لكن استمرار المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق إلى جانب التحركات الدولية والإقليمية المعارضة تشكل سبباً رئيسياً بعرقلة تحقيق هذا المخطط بشكل كامل،

لحزب الله دور كبير في إفشال مشاريع أميركا وإسرائيل يتمثل في مقاومته العسكرية والسياسية التي تحد من توسع نفوذ الكيان في لبنان، ويدعم محور المقاومة في مواجهة الضغوط الإسرائيلية والأميركية، مما يضعف تنفيذ الخطط التوسعية الإسرائيلية ويجعلها أكثر تكلفة وخطورة،

أما إيران واليمن والعراق، فهم يشكلون جزءاً من محور المقاومة الذي يواجه المشروع الأميركي الصهيوني التوسعي، حيث تدعم إيران حزب الله وحركات المقاومة في فلسطين واليمن وتلعب دوراً في تأجيج المقاومة ضد إسرائيل، بينما العراق يشهد تحركات سياسية وشعبية ضد النفوذ الأميركي والإسرائيلي في المنطقة، مما يساهم في إفشال المشروع التوسعي عبر دعم المقاومة وخلق جبهات متعددة أمام إسرائيل،

لذلك يواجه مشروع نتنياهو التوسعي مقاومة قوية من محور المقاومة بقيادة حزب الله وإيران وحلفائهم في اليمن والعراق، مما يجعل نجاحه محدوداً ومهدداً بالفشل في ظل استمرار الصراعات والتحديات الإقليمية والدولية،

واحدة من أضرار مشاريع نتنياهو التوسعية أنها ستؤدي إلى اختلال كبير في توازن القوى في المنطقة،

لذلك يمكن لإيران واليمن والعراق عرقلة التوسع الإسرائيلي من خلال عدة آليات استراتيجية،، تستهدف عبرها المنشآت العسكرية والاقتصادية الإسرائيلية مباشرةً أو بالوكالة، مما يزعزع الأمن الإسرائيلي ويجبرها على الإنشغال بالدفاع عن نفسها.

اليمنيون اليوم يشكلون جبهة ضغط مهمة على الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل عبر شن هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على أهداف أميركية بحرية وإسرائيلية، ما يربك الدفاعات الإسرائيلية ويزيد من تكلفة التوسع الإسرائيلي،

والعراق يشهد وجود ميليشيات مدعومة من إيران تنسق عملياتها العسكرية ضد المصالح الإسرائيلية والأميركية، مما يخلق جبهة مواجهة إضافية تشتت القدرات الإسرائيلية وتحد من حرية تحركها في المنطقة، وحزب الله في لبنان لا زال قوياً وقادر على شَل حركة الجيش الإسرائيلي في المنطقة، هذه الاستراتيجية تعتمد على التصعيد التدريجي والردع غير المباشر، حيث تحاول إيران ومحورها تجنب حرب شاملة مع إسرائيل تفادياً لتدخل أميركي مباشر، لكنها تستخدم الهجمات المحدودة والضغوط الاقتصادية لتعطيل توسع نتنياهو،

إيران تسعى أيضاً إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع دول عربية لتقليل الدعم الإقليمي لإسرائيل، مما يحد من فرص نجاح مشاريعها التوسعيه ولكن تبقى العبرة في الموقف الأميركي هل سيردع نتنياهو أم سيستمر في الدعم وتشتعل المنطقة مجدداً،

 

بيروت في،  30/5/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى