‏من عظيم الأمريكان ترامب إلى الشيخ مصطفى 

بقلم _ الدكتور ياسر صابر

بغض النظر عن صحة هذه الرسالة من عدمه ولكن فيها افكار تتحدث عن واقع المسلمين بصدق وكيف أصبحوا غثاء كغثاء السيل مصداقا للحديث الشريف :

رد ترامب على الشيخ مصطفى

‏من عظيم الأمريكان ترامب إلى الشيخ مصطفى

لقد وصلتنى رسالتك المرئية التى تدعونى فيها للإسلام، وجاءت على نسق تلك الرسائل التى بعث بها نبيكم محمد إلى عظماء العالم: هرقل عظيم الروم وكسرى كبير الفرس والمقوقس عظيم مصر.

فأثار فضولى أن أعرف من أى قصر من قصور الحكم توجه مثل هذه الرسائل، فقيل لى إنك تسكن على ضفاف النيل، فى إحدى قرى دلتا مصر، ولست من رجال الحكم أو السلطة، بل تُفتى الناس فى مسائل الزواج والطلاق والزكاة وغيرها.

ومع ذلك سأفاجئك بأنى تلقيت رسالتك بجدية، ونظرت فى الأمر بتعمق فلم أجد أى سبب يدفعنى للإستجابة لدعوتك.

فكيف تدعونى إلى الإسلام، وأنا بإشارة واحدة منى، يأتى كل حكام المسلمين صاغرين طائعين؟ أليس من الأولى أن تدعوهم هم للإسلام ؟

كيف تدعونى للإسلام وإسلامك نفسه لم يحركك من مكانك بإتجاه غزة التى تُذبح بأسلحتنا، ولم تتوجه قائداً خلفك الجموع، يذود عن المستضعفين هناك؟ أليسوا إخوانك فى الدين ؟

كيف تدعونى للإسلام وأنت لم يدفعك إسلامك لأن تقول كلمة حق واحدة فى وجه حكامكم الذين يتآمرون على إخوانكم فى غزة، بل ويشاركون فى تجويعهم وحصارهم ؟

كنت بالأمس فى زيارة لثلاث دول خليجية هى السعودية وقطر والإمارات وقد عدت إلى بلادى وفى جعبتى أربعة تريليونات دولار من أموال المسلمين.

ولو مكثت أطول، لعادلتها أضعافا، فهل إسلامك الذى تدعونى إليه ياشيخ مصطفى يبيح هذا ؟

أو هل يسمح إسلامك بأن تسكت أنت عن هذا دون أن تنكر؟

بدل أن تنكر عليهم صنيعهم، وجهت دعوتك إلى، لأعود من بلادكم بالإسلام، فلم أجد عند حكامكم سوى المال والطاعة العمياء لى، فعدت من عندهم بالمال، ولم أجد عندهم عزة الإسلام التى تدعونى إليها.

كيف تدعونى للإسلام وبلادكم ممزقة إلى ست وخمسين كياناً تتناحر فيما بينها، دون أن نسمع منكم يوماً دعوة صادقة لإزالة هذه الحدود وتوحيد الأمة تحت حكم إمام عادل يعيد لكم عزكم ؟

كيف تدعونى للإسلام وأنتم أمام حكامكم جبناء لاترفعون صوتاً رغم ماسبق وقلته لك أن هؤلاء الحكام بإشارة واحدة منى يأتونى ملبين ؟

ياشيخ مصطفى المظاهرات التى تخرج نصرة لغزة، تملأ شوارع نيويورك وفلوريدا وكاليفورنيا ومعظم الولايات، ولم نرى مظاهرة واحدة أنتم على رأسها، بل رأيناكم تحرمون التظاهر بسبب الإختلاط !

خسرنا فى سلاح الجو طياراً ماهراً، أنفقنا عليه الملايين، أضرم النار فى جسده حزناً وكمداً لما يحدث فى غزة! وأنت منعم فى بيتك تأكل وتشرب مثل باقى أقرانك من الشيوخ، وربما أفتيتم بأن هذا الطيار فى جهنم لأنه أحرق نفسه.

إنى أتساءل ما الذى دفعك لتوجيه هذه الدعوة إلىّ وأنتم لاتحملون أى أمارات فى أنفسكم، تجذب غيركم لإعتناق دينكم؟ بل إنى لأتساءل هل أنتم حقاً مسلمون ؟

ياشيخ مصطفى دعنى

أصحح لك بوصلتك.

نبيك محمد لم يرسل أى رسالة للملوك والأمراء وهو فى مكة قبل الهجرة ، فلو أرسلها فماذا يقول لهم ؟

أيقول لهم إننا مستضعفون، ومحاصرون، ونُعذَّب من قريش، ونربط الصخر على بطوننا من شدة الجوع ؟

لذلك نبيك محمد أرسل رسائله التى إبتدأها ب “أسلم تسلم”، فكانت رسالة قوة فيها دعوة وتهديد ولايفعل ذلك إلا من بيده قوة حقيقية، وقد كان بعد هجرته وتطبيقه للإسلام الحقيقى بهذه القوة التى تجعله يخاطب كل ملوك الدنيا مطالباً إياهم بالإسلام، وهناك نموذجٌ مطبقٌ على الأرض يراه القاصى والدانى وشهد له أعداؤه.

ياشيخ مصطفى هذه هى الدعوة الحقيقية للإسلام التى توجه للملوك وليست تلك الدعوة التى وجهتها إلى، وأنت تجلس فى بيتك، أو أمام شاشات التلفاز تفتى الناس فى أحكام الحيض والنفاس.

ياشيخ مصطفى إياك أن تظن أننا سعداء، لقد أنهكنا نظامنا الرأسمالى، مزق أسرنا، ودمر مجتماعتنا، وحوّلنا إلى وحوش تتصارع على الحياة! ليس هذا فحسب ، بل وصلنا لحالة لاتتقبلها الأنعام، حيث يتزوج الرجل الرجل، وتتزوج المرأة المرأة، فى مجتمع تجرد من كل مظاهر الفطرة السليمة، وهاأنا أحاول بكل قوتى منع هذه المظاهر المنافية لطبيعة الإنسان، ولكنى أصاب بالقرف حين أرى هذه الدعوات تنتشر فى نخبة مجتماعتكم أيضاً! فأين أنتم وأين إسلامكم الذى تدعونى إليه ؟

أقسم لك بشرف إيفانكا وأمها، لو طبقتم الإسلام كما طبقه نبيكم، وكما سار عليه الخلفاء من بعده، لكنا أول من يقبله، فنحن بحاجة لهذا الدين، لا ليزيدنا طقوساً، بل لينقذنا من وحل الرأسمالية وقذارتها، لكن ماذا نفعل وأنتم جبنتم عن تطبيقه؟

وفى الختام أذكرك بالعز بن عبد السلام، يوم قال كلمته فزلزل بها عروش الظالمين، ولم يبال.

أدعوك لتنهج نهجه فتقول الحق لاتخشى فى الله لومة لائم، كونوا رجالاً كما أمركم ربكم، وغيروا واقعكم كما غيره نبيكم، أزيلوا الحدود التى صنعناها بينكم، أسقطوا العروش التى نصبناها فوق رقابكم، وعلى أنقاضها طبقوا إسلامكم ، فإن فعلتم ذلك فلن ننتظر دعوة منكم، بل سأكون على رأس قومى ، مهاجرين لبلادكم

🌴🌴🌴🌴🌴🌴

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى