{ لا مجاعهْ في الزراعهْ }

بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

للشاعر أ/ حميد الغزالي ٠

 

ياليتني في الريفِ كنتُ فلاحْ

لا في المدَائِنْ والقصورِ سوَّاحْ

 

مَحْلى ضياء الصبحِ في قُرَاها

والخِلِّ جنبي بالخدودْ مصباحْ

 

مَحَلى الرُّبَى والزهرُ فيه نفَّاحْ

بالعطرِ، والكاذي يُطيبَ الارواحْ

 

والبُنُّ في طلِّ النسيمْ عرفُهْ

بين الكؤوسِ المدهقاتِ فواحْ

 

والطيرُ ما بين الحقولِ صدَّاحْ

يُطَرِّحَ اللحنَ الشجيَّ طِرَّاحْ

 

السُّعدُ لكْ ياساكنَ البوادي

تزرعْ وتجنيها وأنتَ مرتاحْ

 

ومأكلَكْ كلهْ جهيشْ أخضرْ

والموزُ والعَنْبَ الطريّ وتفاحْ

 

وسَمْنَكَ الأصفرْ ومشرَبكْ دَرّْ

صافي وتتلذذْ بشُهْدَ الاجباحْ

 

سالي خَلِيّ تعيشْ في حياتكْ

ولا يهمّكْ مَن يَجِي ومَن راحْ

 

ما يقدروشْ يحاصروا غذاءَكْ

مادامْ كفَّكْ للجِرابِ نصَّاحْ !!

 

وعَرَقَكْ يروي غلولْ أرضكْ

وفوقها تاجُ السبولِ أوشاحْ

 

ياليتني رَعْوِي وفي جِرَابِي

مثلكْ وُشَتْهنَّا الثِّمارْ ياصاحْ

 

مَن يَصْلَبَ الجِرْبَهْ ووكَّلَ الغَرْبْ

واستوردَ اللَّقْمَهْ وثوبَ الافراحْ

 

لابدِّ ما يندمْ ويطعمَ الآحْ

ويشربُهْ في كلِّ يومْ أقداحْ

 

شِجْوَعْ وشِتْعَرَّى على حصارُهْ

مع العِيَالْ، والرَّاحْ تضربُ الرَّاحْ

 

مهْمَا اشتَكَى ولو بكى وإنْ ناحْ

ما شنفعوشْ بالجوعْ ألفُ جرَّاحْ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى