من أكون، ومن تكون..؟ 

بقلم_  الشيخ عبدالمنان السنبلي 

لا أحب أن أذم أحداً..

أو أن أسفِّه من آراء وإطروحات أحد،

ومع ذلك هنالك، للاسف الشديد، من يضطرك أحياناً إلى الخروج عن الطور وعن المألوف..

معركتي أصلاً ليست معه..

لكنه، ومع ذلك، يصر على أن يجرك ويشدك إلى ساحة المواجهة معه شدا..

بصراحة، عالم عجيب..

يعني: عمره ما تجرأ يطلق طلقة واحدة على الكيان..

أو حث أو حرض على ذلك

عمره ما تجرأ يقول كلمة واحدة ضد هذا الكيان..

أو حتى أومئ بذلك..

رغم ذلك كله، تجده ما بين فترة وأخرى، لا يتحرج في أن يخرج على الناس بـ«فيديو» أو «منشور» يحاول فيه جاهداً ومتعمداً التشكيك والتشويه والتقليل من أهمية وشأن وصدق نوايا من حملوا على عواتقهم اليوم مهمة إطلاق «الصواريخ البالستية» و«الفرط صوتية» و«المسيرات» على هذا الكيان؛ نصرة ودعماً وإسناداً لأهلنا في «غزة»..!

فمرةٌ يقول: مسرحية..!

ومرة أخرى يقول: مفرقعات..!

ومرة ثالثة يتساءل: كم قتلت إسرائيليين..؟

ومرة رابعة يتباكى على المطار والميناء..

وهكذا هو دائماً..

يعني: يحسسك وكأنه الصادق الأمين مع «غزة»..

وأنت الإنتهازي المزايد الكاذب..

والحقيقة أنه لو كان كذلك..

لو كانت غزة فعلاً قضيته الأساسية ومعركته المصيرية، لوجدته «يبوس» تراب اليد التي تمتد لمساعدتها وإسنادها ولو حتى بشربة ماء أو كسرة خبز، أيَّاً كانت..

حتى لو كانت يد الشيطان نفسه..

فما بالكم بأيادٍ يمنية عربية مسلمة مجاهدة..؟

لكنه ليس كذلك..

مهما تظاهر بالتعاطف معها..

أو ادعى التألم لها..

ومهما اعتقد بصوابية رؤيته..

أو اقتنع بسلامة موقفه..

ليس ذلك، في الحقيقة، معياراً معتمداً أبداً..

غزة وحدها فقط هي المعيار الحقيقي الوحيد المخول باعتماد المواقف والمصادقة عليها..

فإذا أردت أن تعرف أين أنت من «غزة»،

وما طبيعة وحقيقة موقفك منها..

فقط انظر إلى مقاومتها..

استمع إلى قادتها والناطقين باسمها، وأنظر:

من يشكرون، وبمن يشيدون..!

أو من ينتقصون ويحتقرون ويستصغرون..!

عندها فقط ستعرف من أنت..

ومن تكون..

فهلا تركتني وشأني الآن، وذهبت، بدلاً من العراك معي والتشكيك أو الطعن في مواقفي، تصغي وتستمع إلى بيان مقاومي غزة؛ لتعرف من أكون ومن تكون..؟!

أتمنى ذلك..

 

#جبهة_القواصم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى