الرئيس نبيه برِّي بعيون واشنطن والدُوَل العربية والغربية، ونبيه بِرِّي بعيون المقاومة الإسلامية،
بقلم _ إسماعيل النجار
نبيه مصطفى بِرِّي رجُل المهمات الصعبة وسفينة النجاة في المَلِمَّات، المحامي المخضرم، السياسي المُحَنَّك، القائد الشجاع، الرئيس الجامع، الصخرة الصلبة، الشاعر، خفيف الظل، الحازم، الأمين المؤتمَن، ثقة الأمين على الدماء الشهيد الأقدس السيد حسن نصرالله،
84 عام قضى منها أكثر من خمسة وستين سنة في السياسة والجهاد تنَقَلَ من المحاماة إلى الإستشارات في المجلس الإسلامي الشيعي، إلى رئاسة حركة أمل، وثمَ إلى الندوة البرلمانية، والحكومة اللبنانية، ثُمَ رئيساً لمجلس النواب،
واجَهَ الإنعزاليين والمُطبعين وأسقطَ إتفاق 17 أيار وواجَهَ الأميركيين عام 1982 و 1983 وطردهم من بيروت وواجَهَ كل موجات الإلغاء التي حاولَ القيام بها “الفقيد” اليسار اللبناني،
اليوم يواجه نبيه بري مع حليفه حزب الله الكرة الأرضية بما إتسعت من صهاينة ومُدلسين ومُطَبِّعين ومُساومين في الداخل اللبناني أكثر من الخارج، لدرجة أن التحريض عليه من قِبَل جهات سياسية “تحمل” الهوية الوطنية اللبنانية، والجميع يريد رأسه للنَيل منه، حتى بدآ لنا المشهد غير صافي بين عين التينة والبيت الأبيض، فهل تنوي الولايات المتحدة الأميركية في عهد ترامب الإطاحة به قبل الانتخابات البرلمانية القادمة في لبنان؟
سؤال مطروح والجواب أن كافة المعطيات الحالية لا تشير إلى وجود خطة أميركية مباشرة أو معلنة للإطاحة به من رئاسة مجلس النواب اللبناني بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة. لأن السياسة الأميركية تجاه لبنان، سواء في عهد دونالد ترامب أو قبله، تركز بشكل أساسي على تقليص نفوذ إيران وحزب الله في لبنان، وليس على استهداف شخصيات بعينها بالإطاحة الفورية. الضغوط الأميركية على الرئيس بري تتركز حول دفعه لتسهيل مطالب خصومه السياسيين داخل البرلمان ولا يعملون على إسقاطه من رئاسته بشكلٍ مباشر،
مع العِلم أن واشنطن ودول القرار الغربي تتهمه بشكل واضح بأنه كانَ “عقبة رئيسية” أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، ويحملونه مسؤولية تعطيل تلك العملية وعرقلة فتح البرلمان لهذا الاستحقاق الدستوري قبل إنتخاب الرئيس عون. وكانت هناك دعوات في الكونغرس الأميركي لفرض عقوبات عليه “بسبب” ما إتهموه بعرقلة انتخاب رئيس للبلاد”، وصدرت دعوات وكانت هناك مطالب لتجميد أصوله وأصول المعرقلين الآخرين حسب وصفهم إذا استمر في هذا النهج، إذ تعتبرهُ تلك الجهات أنه كان السبب في استمرار الفراغ الرئاسي لمدة عامين الأمر الذي صَبَّ في مصلحة حزب الله وإيران، وأضر بمستقبل لبنان واستقراره حسب إدعائهم،
الرئيس بري لا ينصاع للضغوط الأميركية. وكانَ يعمد إلى تأجيل جلسات انتخاب الرئيس، من أجل الحفاظ على التوافق الوطني وإبعاد شبح أي حرب أهليه. ويشترط غالباً توافق داخلي قبل الدعوة لأي جلسة حاسمة. كما أن دعوته الأخيرة لجلسة انتخاب رئيس جاءت بعد وقف إطلاق النار، ما يعكس حسابات دقيقة مرتبطة بمصالح لبنان وليسَ المحور الإيراني كما يدعون،
واشنطن تتهم نبيه بري بأنه عقبة أساسية أمام الإصلاح السياسي الداخلي، وتلوح بعقوبات ضده وضد المعرقلين، بسبب ضبط توقيت قراراته وفق مصلحة لبنان المقاوم وليس لبنان المساوم،
بقي الرئيس بري يُظهر تمسكًا بمواقفه ولا ينصاع للضغوط الأميركية بشكل كامل، بل يميل إلى المفاوضات لتحقيق مصالح تياره وحلفائه. فقد أكد مِراراً أن محاولات التأثير والضغط عليه لن تنجح،
كما أنه يرفض الانصياع الكامل للضغوط من أي مكان أتت، فهو الرئيس المقاوم الذي لا يساوم ولا يبدو مستعدًا لفك ارتباطه بحزب الله أو التراجع أمام الضغوط الصهيوأميركية بتاتاً،
العلاقة بين بري وحزب الله تاريخية ومعقدة؛ رغم بعض الاختلافات في الماضي، لكنه يُعتبر الزعيم السياسي الأوحَد للطائفة الشيعية بعد غياب السيد نصرالله وتربطه علاقة وثيقة مع قيادة حزب الله الجديدة ، حيث تم بناء جسر تفاهم بينهما لا زال قائماً بعد غيابه مع خليفته الشيخ نعيم قاسم،
وهوَ يؤكد دائماً رفضه عزل حزب الله أو استهدافه، ويعتبر أن المقاومة جزء لا يتجزأ من المشهد اللبناني والشيعي، معتبراً أن وجود الحزب على الأرض مرتبط بوجود الله في السماء، في إشارة إلى تمسكه بالدور السياسي والمقاوم للحزب. كما أن الرئيس بري هوَ مَن قادَ جهوداً دبلوماسية بالتنسيق مع قيادة الحزب لوقف إطلاق النار والتعامل مع الأزمات، ما يدل على استمرار التحالف والتفاهم بين الطرفين في مواجهة البلطجة الصهيوأميركية،
لذلك نؤكد من باب معرفتنا بالرئيس نبيه بري بأنه ليس كالزيتون المُر إللي بيحلى على الرَص، لا بَل بالعكس يزداد مرارة وشراسة ويقاتل في أحلك الظروف وخلدة تشهد،
بيروت في،، 31/5/2025