عفوا خنساء العصر 

بقلم _ عمر الحار 

 

الغزاوية آلاء النجار ، ابكت العالم واشعلت قلوب احراره بالحزن على فلذات اكبادها ، الذين ارتقوا بالشهادة للسماء في يوم دام على القطاع ، رثاهم نائب برلماني ايطالي بلغة الهبة مشاعر البرلمان وضجت قاعته بالتحية لهذه الام العظيمة التي لم تتعرض ام في حياة البشرية وتاريخها لما تعرضت له ولم تعرف فجعية كفجيعتها  .

ربما نجد معنٍ شعري لها في محاكاة بردون العرب ، على اختلاف المقاصد والغرض . شوطنا فوق احتمال الاحتمال ، فوق صبر  الصبر ، لكن لا نخذال ، نغتلي، نبكي على مَنْ سَقَطوا . إنَّما نمضي لإتمام المَجَالْ .

لاقدرة لي على ترجمة احزانها التي اغرقت العالم بالدموع ، وحركت ضميره  الانساني لدرجة غير مألوفة في تاريخ مأساة فلسطين الماضية في طريق الآلام الاممية المصطنعة لقرابة ثمانية عقود خلت ، لم يتوقف خلالها نزيف دم الفلسطيني ، ولا دموعه لترتوي بلاده من اكسير الحرية ودموعها معا ، تجديدا لعهد الارتباط الازلي بها ، و الولاء لها .

عفوا دكتورة الاء صفقت ، بكيت ، مع برلمان ايطاليا بذرة الفكر و الثورة والاقتصاد في اوربا ، وتمنيت بان للعروبة قلوب مثلهم تطعم مرارة احزان ام مكلومة على فقد ابنائها بضربة واحدة . لتطل على العالم باحزانها من رفاتهم المسجاة على جبين الانسانية جمعا .

عفوا دكتور الاء بكاء العالم الاطفال الشهداء . مذكرا باحزان فلسطين و جراحها الغائرة من سنين طوال . مسترجعا احزان المسيح من اجل الانسان . مخلصه من ظلمهِ لنفسه و للاخرين .

عفوا خنساء العصر . لقد اعادت احزانك رسم خارطة الاحزان من جديد في فلسطين المنكوبة بالاحتلال . واعادة تعريف العالم باوجاعها المتوالدة من رحم الاجيال المنسية من ذاكرة العصر الرقمية على كثرت نزيفها من الدم والارواح . فلسطين تقتل وتغتال ارضا وانسانا كل صبح و عشية . تنام مع احزانها النافرة من قلبها المذبوح من الوريد الى الوريد .

عفوا دكتور الاء ان يستفيق ضمير العالم متاخرا ، افضل من غيابه المخجل من التاريخ .

دكتور الاء .

كل العالم يشاطرك الاحزان و الدموع ، وتقاسم بنو اسرائيل منابع الدمع ، ولا شيء يروي عطشهم للدماء لا لشربة ماء .

دكتورة الاء .

عذرا للعروبة العرجاء ، و الحدباء ، و الجرباء ، المصابة بجفاف منابع الرجولة ، و الاحزان ، و الدموع منها بنجاح اسرائيل في شفطها من اعماق الاعماق .

دكتور الاء .

خلد العرب الاوائل مراثي الخنساء ، و حفظها اجيالهم عن ظهر قلب ، و سط عجز الاحفاد منهم  عن تخليد احزان فلسطين ، مأساة فلسطين المفجوعة بخذلانهم ، تاكيدا لقول بردون العرب مرة اخرى  .

عروبة اليوم أخرى لا ينم على

 

وجودها اسم ولا لون ولا لقبُ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى