إرادة الله تجسدها اليمن: من الثبات إلى المفاجآت العسكرية
بقلم _ بشير ربيع الصانع
حين يؤمن القلب بوعد الله، تمتلئ النفوس يقينًا أن النصر ليس بكثرة العدد والعدة، بل بصدق التوكل عليه، والثقة بأنه ناصر عباده المستضعفين. وفي زمنٍ تعصف فيه قوى الطغيان بالعالم، وتُسلط فيه أمريكا وإسرائيل جيوشها وأسلحتها على الشعوب المستضعفة، يخرج اليمن، من بين ركام الحرب، ومن بين الألم والجراح، رافعًا راية الحق، مستمسكًا بكتاب الله، متوكلًا عليه وحده، لا يرى في كثرة العدو رعبًا، ولا في قوته عائقًا، بل يرى فيها ميدانًا للثبات والابتلاء والتمكين.
ما كان لليمن أن يصمد كل هذه السنوات، وما كان له أن يُبهر العالم بمواقفه وصموده، لولا عناية الله، ورعايته، وتسديده لعباده المؤمنين الذين جعلوا قضيتهم نصرة المستضعفين في الأرض، وعلى رأسهم فلسطين والقدس، ورفع كلمة الحق، ومواجهة الظالمين. كان اليمن وسيظل حاضرًا في معركة الأمة الكبرى، يرى في الدفاع عن غزة شرفًا، وفي الوقوف مع فلسطين واجبًا، وفي التصدي للعدو الصهيوني مسؤوليةً لا يتخلى عنها، ولهذا كان من أسرار التوفيق الإلهي لهذا الشعب أنه يحمل قضايا الأمة في قلبه، وينصر المظلومين حيثما كانوا، فتتجلى عليه آيات النصر والتمكين.
ها هو اليمن اليوم، لا يقف متفرجًا، بل يتقدم الصفوف بثقة المؤمنين، حاملًا بشائر النصر، وهو يعلن أن القادم أعظم، وأن المعركة لم تنتهِ بعد، وأن مفاجآت اليمن لم تُكشف كلها، وأنه ما زال يحمل في جعبته الكثير مما سيُذهل الصديق قبل العدو.
القيادة اليمنية، بتوكلها على الله، وبحكمتها القرآنية، تعلن للعالم أجمع أن القادم يحمل في طياته مفاجآت عسكرية كبرى. الدفاعات الجوية اليمنية، التي صارت شوكة في حلق الطغاة، تتجهز لإسقاط أحدث الطائرات الشبحية المتطورة التي يتباهى بها العدو في سماء العرب والمسلمين. الصواريخ الفرط صوتية متعددة الرؤوس، والتي كشفت عنها وزارة الدفاع، هي الأخرى تدخل الخدمة، لتكون سيفًا مسلطًا على أعداء الله، ورسالة واضحة أن اليمن ليس بلدًا يُستضعف أو يُبتلع، بل بلدٌ يفرض إرادته، ويُعيد صياغة المعادلات.
أي مشهد هذا الذي نراه اليوم؟!
حاملة طائرات بريطانية، رمز الاستكبار والهيمنة، تطلب الإذن من القوات المسلحة اليمنية للمرور!
أية قوة هذه التي جعلت من كان بالأمس يهدد ويتوعد، ينحني اليوم طالبًا الأمان؟
أي زمن هذا الذي تتحول فيه البوارج والغطرسة إلى ذلٍ واستكانة أمام إرادة اليمنيين؟
إنها إرادة الله، وسنته في التمكين لعباده المؤمنين، حين قال: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم. وإنها بركة الصدق مع الله، حين يعلم الله صدق النوايا في نصرة دينه، وفي رفع كلمته، وفي الدفاع عن المظلومين، فيكون التوفيق والتأييد والرعاية، حتى تصبح المفاجآت تتوالى، والإنجازات تتراكم، والنصر أقرب من كل تصور.
هذا هو الإسلام الحق، الإسلام الذي أراده الله ليكون هو السيد، لا التابع. هذا هو القرآن الكريم، الذي جعله الله هدىً ونورًا وسبيلًا للتمكين، وليس مجرد كتاب يُتلى دون عمل. إنه القرآن الذي يحيا به اليمن اليوم، فتُبنى عليه المعادلات، وتُرسم به الخطط، وتُواجه به قوى الاستكبار.
وحين قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفضه الله: لدينا مفاجآت لم تخطر على بال صديق ولا عدو، لم يكن حديثه رجما بالغيب، بل حديث المؤمن الواثق بربه، الموقن بوعد الله، الذي يرى بنور القرآن ما غفل عنه الآخرون، ويدرك بصدق الإيمان ما لا تدركه العيون ولا تحيط به العقول.
هذا هو اليمن، وهذا هو شعبه.
شعبٌ لا يُقهر، لأنه يستمد قوته من الله.
شعبٌ لا يُهزم، لأنه يُقاتل تحت راية الحق.
شعبٌ لا يساوم، لأنه يؤمن أن الكرامة لا تُشترى، وأن العزة لا تُهدى، بل تُنتزع انتزاعًا بالصبر والثبات والجهاد.
شعبٌ لا ينكسر، لأنه يعلم أن كل قطرة دم هي قربانٌ في سبيل الله، وكل ألمٍ هو جسرٌ إلى النصر، وكل تضحيةٍ هي لبنةٌ في بناء الأمة.
اليمن اليوم يصنع مرحلة جديدة، مرحلةً عنوانها: “من هنا يبدأ التغيير، من هنا تُفرض المعادلات، من هنا يُصاغ مستقبل الأمة”.
فيا قوى الطغيان، من كان يظن أن اليمن سيتهاوى، فليراجع حساباته.
ومن كان يظن أن اليمن سيركع، فلينظر جيدًا إلى المشهد.
هذا هو اليمن، وهذه هي قيادته، وهذه هي عزيمته، وهذا هو وعد الله: ولينصرن الله من ينصره.