لعبة الامم .. لعبة المصالح
بقلم ـ قاسم الغراوي
رئيس مركز انكيدو للدراسات
هناك عدة نظريات وكتب تُحلِّل فكرة “لعبة الأمم” وتكشف استراتيجيات القوى العظمى في السيطرة على العالم، سواء من منظور تاريخي أو استخباراتي أو جيوسياسي. وأبرز هذه الكتب هي :
1. كتاب “لعبة الأمم” (The Game of Nations) – مايلز كوبلاند (1969)
– المؤلف: ضابط سابق في المخابرات الأمريكية (CIA)، وكان مشاركًا في عمليات خلال الحرب الباردة.
– المحتوى: يكشف كيف تُدار الصراعات بين الدول كـ”لعبة شطرنج” باستخدام:
– الانقلابات (مثل انقلاب إيران 1953 ضد مصدق).
– التلاعب بالحكومات المحلية عبر الدبلوماسية السرية.
– صناعة “الأعداء” لخدمة مصالح القوى الكبرى.
– مثال شهير : كيف استخدمت الولايات المتحدة (إسرائيل) كورقة ضغط في الشرق الأوسط.
2. نظرية “الواقعية الجيوسياسية” (Realpolitik)
– المفكرون : هنري كيسنجر، نيكولو مكيافيلي (في “الأمير”)، كارل فون كلاوزفيتز.
– الفكرة : الدول تتبع مصالحها فقط بغض النظر عن الأخلاق، عبر:
– مبدأ “فرق تسد” : إضعاف الخصوم عبر تفكيك تحالفاتهم.
– توازن القوى: منع أي دولة من الهيمنة المطلقة (مثل سياسات أمريكا تجاه الصين اليوم).
– كتاب مميز : “الدبلوماسية” لهنري كيسنجر
– يشرح كيف تُدار العلاقات الدولية كلعبة قوة.
3. كتاب “صدام الحضارات” (صامويل هنتنغتون – 1996)
– الفكرة : الصراع المستقبلي سيكون بين ثقافات كبرى (إسلامية، غربية، صينية…) وليس بين دول.
– علاقته بـ”لعبة الأمم”: القوى الكبرى تستخدم هذا الصراع لتبرير تدخلها (مثل “الحرب على الإرهاب”).
4. نظرية “الإمبراطورية” (هاردت ونيغري – 2000)
– الفكرة: الهيمنة الحديثة ليست عبر الاحتلال العسكري، بل عبر:
– الشركات متعددة الجنسيات(مثل أمازون، جوجل).
– المؤسسات المالية (صندوق النقد الدولي).
– مثال : شروط القروض التي تفرضها المؤسسات الدولية على الدول الفقيرة.
5. كتب أخرى تكشف “القواعد الخفية” للعبة:
– “أبطال وشهداء” (لورانس رايت) : يكشف لعبة المخابرات في صناعة التنظيمات المتطرفة.
– “مزرعة الحيوانات” (جورج أورويل): رواية رمزية عن كيف تخدع النخبُ الشعوبَ.
– “صدام الإمبراطوريات” (إدوارد لوتواك) : الصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين.
كيف تُطبَّق هذه النظريات اليوم؟
– أوكرانيا : صراع بين الناتو وروسيا على النفوذ.
– إفريقيا : التنافس الصيني-الأمريكي على المعادن النادرة.
– الشرق الأوسط: استخدام “المحاور” الاقليمية كأدوات في الصراع.
ولازالت المؤامرات مستمرة تحت عناوين شتى للحفاظ على مصالح الدول القوية على حساب دول اخرى .