إن تخليتم عن صوتكم… عادوا لحكمكم بالنار
بقلم _ ضياء ابو معارج الدراجي
أيها الأحرار، يا أبناء علي وفاطمة، يا من فُطِرتم على الولاء والكرامة، تذكروا أنكم وُلدتم من رحم التضحية، وأن صوتكم في صندوق الاقتراع ليس مجرد خيار… بل هو قسمٌ بأن لا نعود للذل.
2005 قبل عشرين عامًا، وفي خضم القتل والتفخيخ، والأحزمة الناسفة، والسيارات المفخخة، خرج آباؤكم وأمهاتكم وأهلكم في أعظم ملحمة انتخابية شهدها العراق، ليثبتوا أنهم أهل الأرض وأصحاب الحق، ويصوتوا على دستور وُلد من تحت الركام ليحمي حقوقهم.
لم ترهبهم العبوات، ولا فتاوى التكفير، ولا فتاوى التحريم، ولا سكاكين الإعلام الطائفي. حينها قاطع بعضهم الانتخابات، فدفع الثمن، بينما الشيعة والكرد والتركمان والمسيح خرجوا عن بكرة أبيهم، مجاهدين بصناديق الاقتراع، حاملين السلاح لحماية الحرية ليشاركوا بنسبة وصلت الى 80% من الاصوات، حملوا ارواحهم على اصابعهم البنفسجية كما حملوه بعد ذلك السلاح لتحرير الارض والعرض من دنس داعش عام 2014، بفتوى الجهاد الكفائي.
واليوم، في عام 2025، وبعد كل هذا الدم الذي سُفك، والشهداء الذين ارتقوا، هل نتخلى عن صوتنا؟ هل نترك ساحة القرار لعدوٍ خفيٍّ غيّر جلده، وتسلّح بالمال، وتزيّا بلباس السياسة، لكنه ما زال يحمل نفس الحقد، نفس السكين، نفس الفتاوى التي سفكت دماءكم في الأزقة والحسينيات؟
لقد عادوا، ليس بسلاحهم القديم، بل بمكرٍ أشد، يشيطنون رموزكم، يهاجمون أبناءكم، ويقولون لكم: “الفساد شيعي”، ليجعلكم تقاطعون وتنسحبون!
فإن صدّقتم أن الفساد شيعي فقط، وتركتم الساحة، فقد صدّقتم ذات الكذبة التي قالوها يوم اغتالوا الإمام علي عليه السلام في المحراب، حين قالوا: “هل كان عليٌّ يصلي؟!”
نفس الأسلوب! نفس التضليل! يريدون أن يغيبوا قدسية قضيتكم، كما غيّبوا فضل أهل البيت، وكما غُيّب فضل المجاهدين والشرفاء الذين ضحّوا بحياتهم لتحافظوا أنتم على حقكم.
ألا تعلمون أن الساحة إن لم تملؤوها أنتم، ملأها من يريد بيعكم؟ من يريد إعادة العراق إلى ما قبل 2003، بل إلى ما قبل الحق ذاته.
هؤلاء لا ينسون مرارة فقدان السلطة، كما لم ينسَ معاوية وأتباعه عودة الحكم إلى أمير المؤمنين، فحاربوه بالنفاق والغدر والإعلام، وقتلوه غدرا، وبطشوا بشيعته، وقتلوا أولاده وأحفاده وأصحابه.
فلا تكرروا الخطأ. لا تخدعكم الألوان الجديدة ولا العناوين البرّاقة، فالذئب هو الذئب وإن تخفّى بثوب الحمل.
صوتكم هو ثأركم. صوتكم هو سلاحكم. صوتكم هو دمكم ودماء آبائكم وأمهاتكم.
فلا تتخلوا عنه، لا تخونوا دم الشهداء، لا تتراجعوا في وقتٍ يتقدّم فيه الباطل بخطى ثابتة، متسللاً عبر السياسة والمال والإعلام.
كونوا أبناء الثورة البنفسجية كما كنتم أبناء الجهاد، وصانعو النصر، وحماة المبدأ.
شاركوا بقوة… صوّتوا بوعي… واجهوا العدو الخفيّ كما واجهتموه في الميدان.
فمن تخلى عن صوته، سلّم عنقه. ومن باع صوته، باع تاريخه ودينه ومستقبله.