الحرب الروسية الأوكرانية إستَعَرَت وكأنها بدأت من جديد والمستفيد الأول من هذا التصعيد هو طهران

بقلم _ إسماعيل النجار

الحرب الروسية الأوكرانية إستَعَرَت وكأنها بدأت من جديد والمستفيد الأول من هذا التصعيد هو طهران،
والخامنائي غداً ينتظر توسل بوتين لمساعدته عسكرياً،

~سبحان الله الذي يُسيِّر كل شيء بإرادته، ألله مُذِل الجبابرة ونصير المظلومين والمؤمنين يرُد لبوتين الحجر من حيثُ أتىَ، لأن سوريا لا زالت حاضرة في وجدان الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإحمرار الصفعة التي وجهها بوتين لطهران بتسليم سوريا للإرهابيين لا زالَ ظاهراً على وجنتيها ولَم يُمحىَ أثره،
~وُعِدَ الدب الروسي الأبرص من الفيل الأبرص بعد إن تُسلمنا سوريا نقدم لك أوكرانيا على طبقٍ من ذهب، فعلها بوتين ونكثَ بالوعد دونالد ترامب وبالأمس جاءَهُ الزلزال الآوكراني الذي حفر عميقاً في مطارات روسيا التي تحتوي على أهم القاذفات الإستراتيجية ، فصحىَ بوتين على صدمة وصفعه أميركية أكبر من تلك التي وجهها هو للأسد الفارسي في سوريا،
~الهجوم الأوكراني الأخير على روسيا
كانَ واسعاً ومنسقاً بالطائرات المسيّرة فاستهدف 4 قواعد جوية عميقة داخل البلاد، بما في ذلك قواعد في سيبيريا وشبه جزيرة “كولا” ومناطق قرب العاصمة موسكو، فأسفرَ عن تدمير ما لا يقل عن 40 قاذفة استراتيجية روسية، منها طائرات من طراز A-50 وTu-95 وTu-22 M3، في عملية أطلق عليها اسم “شبكة العنكبوت”، وتسببت في خسائر تقدر من 2 إلى 7 مليار دولار أميركي،
الهجوم “الأوكرأميركي” الصاعق خلق توتراً وصدمة لدى القيادة الروسية العليا وخاصةً بوتين الذي أعلن أن بلاده سترد على الهجوم وبقوة،
المؤشرات الروسية الواضحة تشير إلى أن تصعيداً عسكرياً روسياً كبيراً سيحصل بعد الضربات الأخيرة وأن زيلينسكي سيدفع الثمن، وبالتالي فإن ما حصل سيعيد مفاوضات السلام إلى نقطة الصفر، لأن المشهد يشير إلى تصعيد عسكري واضح كرد فعل على الضربات الأوكرانية، مع تحشيد قوات وهجمات جوية وصاروخية مكثفة، في ظل فشل جهود التهدئة والمفاوضات السياسية،
~التطورات الحاصلة بين موسكو وكييڨ تقلق واشنطن وتُسعِد طهران حيث يمكن للأخيرة الاستفادة من تصاعد حدة الصراع بين الطرفين وتجيِّير مجرياته لصالحها، لأن موسكو اليوم وخصوصاً بعد التصعيد الأخير الذي أخذ الحرب إلى المجهول تحتاج دعم إيران العسكري المفتوح، لذلك نتوقع،، تعميق التعاون العسكري بين روسيا وإيران، وقد تطلب موسكو من طهران تزويدها بذخائر وطائرات من دون طيار، وأيضاً قد تطلب طهران من موسكو تنفيذ إتفاقياتها السابقه التي وقعتها معها والتي يحب بموجبها تزويد الجمهورية الإسلامية بأسلحة متطورة ومقاتلات نفاثه من الجيل الخامس وتكنولوجيا الطيران وإقامة تدريبات مشتركة لتعزيز موقفها في المنطقة،
~أيضاً وأيضاً استثمار طهران تطوُر الخلاف بين روسيا والغرب للضغط على أوروبا وأمريكا عبر تحالفها مع موسكو، خاصة في ملف الاتفاق النووي، إذ أن إيران قد تستخدم دعمها لروسيا كورقة تفاوضية مع الولايات المتحدة الأميركية .
~ أيضاً تستطيع إيران تعزيز تحالفاتها الإقليمية في ظل تباعد تركيا عنها بسبب مواقفها المختلفة من الأزمة الأوكرانية والسورية، مما قد يفتح لها مجالات أكبر للتأثير في العراق وسوريا بوجه أنقرة،
~لن تقتصر الاستفادة الإيرانية على بيع الذخائر والطائرات المسيَّرَة لموسكو وشراء المقاتلات المتطورة فحسب بل أيضاً ستستفيد من تداعيات الأزمة على أسواق الطاقة والتجارة، حيث يمكن لإيران أن تستغل تقلبات إمدادات الغاز والنفط الروسية لأوروبا لتعزيز صادراتها أو توسيع نفوذها الاقتصادي.
~الاستمرار الإيراني في دعم الموقف الروسي سياسياً وعسكرياً قد يدفع واشنطن لتقديم تنازلات في الملف النووي والعقوبات بهدف إغراء إيران مقابل إبعادها عن دعم موسكو والتحالف معها، ، ما يعزز مكانة إيران في النظام العالمي الجديد المتشكل نتيجة للصراع، ويزيد من قدرتها على مواجهة الضغوط الغربية.
~ كما تستطيع إيران توظيف التوترات مع تركيا للضغط على الدول العربية، خاصة السعودية، عبر إظهار نفسها كطرف قادر على مواجهة التوسع العثماني، وبالتالي فتح قنوات تعاون جديدة مع هذه الدول لتقويض النفوذ التركي الإقليمي.
~على مقلب آخر تستطيع الإستفادة من تعزيز التعاون مع روسيا في ملفات استراتيجية مثل سوريا، حيث تتقاسم إيران معها الأدوار في دعم العلويين للقيام بعمليات عسكرية ضد إرهابيي الجولاني كفاتحة لتحرير منطقة الساحل وبوابة لتحرير دمشق مجدداً وفك الطوق عن حزب الله، وايقاف محاولات تركيا لتوسيع نفوذها.

بيروت في ،،
3/6/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى