نبي الله إبراهيم ومعاداة قومه له
بقلم _ بشرى المؤيد
محاضرات السيد القائد في هذه العشر الأواخر من ذي الحجه إنها لمهمة جدا في إستيعاب وربط الأحداث ببعضها البعض فما حدث مع سيدنا إبراهيم ومعاناته مع قومه حين دعاهم لتوحيد الله ووقوفهم ضده وإتخاذهم كل السبل لمؤاذاته والصد عن دعوته مما ادى بهم كيدهم إلى إحراقه لكنها “كانت بردا وسلاما عليه لم تأثر فيه بل جعلته يواصل ويستمر في دعوته لم ييأس ،لم يقنط،لم يدخل في نفسه الإحباط بل جعل طريق الحق دليله في خط سير الدعوه .
والسيد القائد بمحاضراته المهمه يريد منا أن ننتبه لتشابه الأحداث في هذا العصر وكيف أن الإنسان الرسالي يتخذ من سيدنا إبراهيم إسوة له في مواصلة دعوته ولا يتأثر بما يعمله المصدون والمعادون لرسالته. وأنه مهما كان تآمرهم عليه فهم في قبضة و سيطرة الله سبحانه أمورهم بيده لن يضروا أو ينفعوا إلا بأمر الله سبحانه.
أذن الله سبحانه سيدنا إبراهيم بالهجرة إلى الشام لأن إستمرار بقائه في بابل معناه إستمرار معاداة سيدنا إبراهيم برغم وضوح الدلائل والمعجزات والبراهين التي تدل على صدق دعوته فهي كانت بيئة معادية تستهدف حياته و رسالته ومعناه أيضا أنهم سيستمرون في المكائد و المكر وأيضا أن رسالته ستظل مجمدة ولن تصل إلى أصقاع الدنيا فمؤاذاة قومه له جعلت نشاطه محدود و بهجرته إلى الشام “فتحت له آفاق واسعة من العمل المثمر و النتائج الإيجابية التي تتحققت بجهوده و مساعيه و أيضا أكمل وأقام حججه على قومه بعدما فعلوا فعلهم و ذهب إلى بلاد الشام حيث هؤلاء القوم عندهم إستعداد لتقبل دعوة الحق و الإستجابة له “قال إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ” فهو معتمد على هداية الله سبحانه و ثقته بالله أنه سيرعاه و يتولاه ويلطف به في كل أمور و شؤون حياته.
وهذه الهحرة لها إعتبارات متعددة ولها صلة بالعزة و الإنتماءالإيماني وأيضا تتوفر له ظروف و بيئة إيمانية تسانده وتقف معه “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم”.
وبلاد الشام هي “موطن الدين” لعدد من الأنبياء و الرسل وهي من أهم البركات في حياة الناس وفي مختلف شؤون الحياة. إستمر سيدنا إبراهيم في نشاطه و دعوته و إستقر في حياته وبارك الله له في رزقه. فمن يهاجر في سبيل الله يهيئ له الله كل الأسباب في سعة في حياته و عمله وييسر له كل أموره.