كنوز ميديا – تقرير
تتواصل دعوات المقاومة الإسلامية في العراق والمُطالِبةُ بطرد الاحتلال الامريكي من أراضي البلاد، وتأتي هذه الدعوات في ظل مماطلة وتسويف أمريكي وصمت حكومي وضبابية على الاتفاقيات التي اُبرمت بين بغداد وواشنطن والتي من المفترض أن يتم تطبيقها نهاية العام الجاري، عبر البدء بإنهاء مهمة ما يُعرف بالتحالف الدولي، تمهيداً للانسحاب الكامل، لكن المؤشرات تبين أنه لا انسحاب يلوح في الأفق خلال الفترة القادمة، سيما مع إصرار الولايات المتحدة على بقائها في العراق.
وكانت بغداد وواشنطن قد توصلتا، نهاية أيلول الماضي، إلى تحديد موعد رسمي لإنهاء مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في البلاد، لا يتجاوز نهاية أيلول 2025، بعد جولات حوار امتدت لأشهر بين الجانبين، على إثر تصاعد مطالب المقاومة الإسلامية العراقية بإنهاء وجوده، سيما بعد استهداف القوات الامريكية لمقرات الحشد الشعبي في جرف النصر والقائم، ما أدى الى تصاعد الهجمات العسكرية للمقاومة ضد القواعد الامريكية.
انتهت جولات التفاوض بين العراق وأمريكا واتفق الجانبان على إنهاء التواجد العسكري الأجنبي خلال مدة أقصاها ثلاث سنوات تبدأ نهاية عام 2025، إلا أن واشنطن وكعادتها التفّت على الاتفاقيات وحاولت تأجيل تنفيذها، سيما مع التطورات التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة، وبالتالي أصبحت الاتفاقيات التي اُبرمت مجرد حبر على ورق ولم يُنفذ أي بند من بنودها، بل حتى الاتفاق حول إنهاء مهام التحالف الدولي تم تسويفه من قبل الجانب الأمريكي.
مطالب طرد الاحتلال الأمريكي من العراق تجددت على لسان المسؤول الأمني للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله الحاج أبو علي العسكري، الذي دعا عبر تغريدة على مواقع “أكس” الى الخروج الكامل من العراق.
وقال الحاج العسكري إنه “ننتظر ونراقب عن قرب انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي المجرم من العراق والمواقع المتفق عليها مع الحكومة العراقية، وأولها الخروج الكامل من العمليات المشتركة، وقاعدة عين الأسد، ومعسكر فيكتوريا (المطار)، وإخراج طائراتهم التجسسية والحربية من سماء العراق”.
ودعا الحاج العسكري الى “تحمل الجميع مسؤولياتهم، والعمل على إنهاء تسويفات العدو الأمريكي؛ وإلا ستوجه لهم ضربات شديدة تخرجهم تحت النار مجبرين، مطالباً الحكومة بكشف الحقائق أمام المجتمع والضغط على الجانب الأمريكي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.
ومنذ بدء المفاوضات بين العراق وواشنطن حول الانسحاب العسكري أكدت قوى المقاومة الإسلامية في البلاد أنها لا تثق بالحوار مع الامريكان لأنهم لا يعرفون سوى منطق القوة، ولن يخرجوا من العراق إلا عبر الاستهداف العسكري، مضيفة أن المفاوضات ستكون آخر فرصة لواشنطن للانسحاب عبر الطرق الدبلوماسية، وفي حال عودة المماطلة والتسويف فأن الصواريخ ستستهدف قواعدها من جميع الجهات.
وبحسب مراقبين فأن الحكومة ملزمة أيضاً بكشف بنود الاتفاقيات بين الطرفين، لماذا لم تُنفذ بنودها لغاية اليوم، وهل هناك ضغوط من واشنطن على بغداد من أجل تسويف ملف الانسحاب؟، سيما أن المقاومة أكدت سابقاً أنها قبلت بهدنة مع الامريكان والتفاوض معهم حتى لا تحرج الحكومة، وبالتالي عليها أن تتعامل بنفس الشفافية وتكشف أمام الرأي العام ما توصلت اليه مع الامريكان، إضافة الى أسباب تأخير تنفيذ بنود التفاهمات.
وحول هذا الموضوع يقول المحلل السياسي أثير الشرع إن “العراق وأمريكا اتفقا على انسحاب القوات العسكرية من البلاد نهاية العام الجاري، لكن يبدو أن هناك عدم جدية من جانب واشنطن بالخروج من أراضي العراق”.
وأضاف الشرع أن “هناك حديثا من بعض الأطراف داخل العملية السياسية يدعو واشنطن الى عدم الانسحاب والبقاء بحجة التهديدات الإرهابية خاصة من جانب سوريا، وبالتالي اتخذته واشنطن ذريعة للبقاء في العراق تحت ذريعة الحرب ضد الإرهاب”.
وأشار الى أن “الانسحاب الأمريكي من الأراضي السورية والاستقرار في العراق يثير الريبة والشك حول نوايا واشنطن، وهذا مؤشر خطير على أنه لا نية حقيقية للانسحاب من العراق رغم الاتفاق بين الطرفين”.
وطالب الشرع الحكومة والبرلمان بالتحرك لتفعيل بنود الاتفاقيات بين الجانبين، وكشف الحقائق أمام الرأي العام”.
وعانى العراق على مدى سنوات طويلة من الاحتلال الأمريكي، المسؤول الأول عن عمليات خرق السيادة، إضافة الى إضعاف قدرات العراق الجوية عبر السيطرة على سماء البلاد، ومنع شراء منظومات دفاع جوي متطورة، كما أن جميع الضربات التي ينفذها صقور الجو تكون تحت إشراف الامريكان، الامر الذي كان بمثابة غطاء وحماية غير مباشرة للعصابات الإجرامية في البلاد.س222