كنوز ميديا – تقرير
يترقب الشارع العراقي والأوساط السياسية، إجراء انتخابات مجلس النواب نهاية السنة الحالية، والتي يمكن اعتبارها الحدث الأبرز، على اعتبار أنها العمود الفقري للحكومة الجديدة، وهي من ترسم ملامحها وتحدد شخصيات المرحلة المقبلة، من خلال صناديق الاقتراع والمشاركة الفاعلة للمواطنين في منح أصواتهم لمن يرونه الأفضل والأحق.
وتحاول بعض الأطراف الخاسرة سواء سياسياً أو حتى انتخابياً، ضرب هذه المناسبة، من خلال دفع ماكينتها الإعلامية للترويج لفكرة المقاطعة وعدم الذهاب للمشاركة في عملية التصويت، عبر إشاعة بعض الأكاذيب التي يراد منها تشويه صورة الانتخابات، وبث الدعايات عن التزوير والتلاعب بالنتائج، وهذا كله ضرب من الخيال، على اعتبار أن جميع العمليات الانتخابية التي جرت مؤخراً، كانت تحت أشراف أممي ومنظمات مختصة وهو ما أعطاها الشرعية الكاملة.
وتريد جهات سياسية وبدفع من الخارج، أن تفشل هذه العملية وتنشر حالة من عدم الاستقرار الداخلي، خاصة وأن هذه الفترة يراها البعض بأنها الأكثر هدوءاً في تأريخ الدولة العراقية الحديثة، وهو ما لا يروق للبعض، ممن اعتاش على الفوضى والتخريب، خاصة وأن الفترة التي يمر بها البلد ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، تكاد تكون الأكثر خطورة في ظل ما يجري من تطورات وتصعيد غير مسبوق في المنطقة، جراء التوسع الصهيوني وحربه على الدول والذهاب نحو ما يُعرف بالشرق الأوسط الجديد الذي يكون فيه العراق من الدول المستهدفة.
وحول هذا الأمر، يقول عضو مجلس النواب جاسم الموسوي: إن “مسألة الترويج لمقاطعة الانتخابيات تؤثر كثيرا على هذه العملية الديمقراطية التي يتم فيها تقرير مصير البلد لأربع سنوات مقبلة”.
وأضاف الموسوي: ان “الدعوات لتأجيل الانتخابات لا تأتي من الداخل فقط، بل حتى من دول وأجندات خارجية”، لافتا إلى أن “بعض الدول دفعت أموالاً طائلة، لغرض التأثير على الانتخابات وجعل العملية السياسية في العراق عرجاء”.
ودعا الموسوي، “الجميع للمشاركة في هذا العرس السياسي والانتخابي خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تشهد فيها المنطقة، تطورات خطيرة وعدم الانصياع وراء الأصوات النشاز التي تدعو وتروج لقضية عدم الذهاب والمشاركة في الانتخابات”.
هذا ويرى مراقبون، أن الانتخابات هي البوابة الأولى لمحاربة الفساد من خلال تشكيل حكومة قوية قادرة على إدارة شؤون البلد، وتمتلك الشرعية الكاملة والصلاحيات المطلقة، في حين أن الدعوات للمقاطعة يعني افراغ الانتخابات من محتواها ومضمونها الأهم، وهو مشاركة العراقيين في تقرير مصيرهم ومن يحكمهم لدورة كاملة.
هذا وتعد الانتخابات واجباً وطنياً وليست مجرد مناسبة سياسية عابرة، كما ترتبط بالجانب الأخلاقي لكل مواطن حريص على بلده، يسعى لدفع عجلة التقدم والبناء والتنمية، وعدم السماح للفاسدين من الوصول للحكم، عبر استغلال المشاركة الضعيفة في هذه العملية.س222