السيد روح الله الخميني مصلحاً

بقلم _  علي الازيرجاوي

تصدي السيد الامام الخميني ” رضوان الله عليه ” للإصلاح، ليس ظرفاً طارئاً أجبره على المواجهة في زمن الدكتاتورية، إنما يمثل منهجاً عقائدياً لدى العالِم العامل بعلمه، ويحمل مسؤولية نيابة الإمام المعصوم حقاً وحقيقة في أي زمان ومكان.
لذلك نرى أن المواقف العظيمة التي بدرت منه ” قدس سره ” ليست أفكاراً تبناها ولا نظريات طرحها، بل هي مواقف طبيعية للعالم العارف بزمانه، من قبيل دعم القضية الفلسطينية، ونصرة المستضعفين، فهي تنطلق من صميم قلب ولاية الفقيه الذي لا تأخذه في الله لومة لائم او تهديد عدو!

الولي الفقيه ينظر إلى الأمور العامة نظرةً قرآنية إصلاحية، لا نظرةً شخصية أو مصلحية، كما هو حال أغلب القادة في العالم؛ فقد نَفَرَ لينذر قومه، أصلح مجتمعاً وصنع أمة قادرة على النهوض والثورة، رافعاً راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فكانت الثورة الإسلامية العظيمة، وكانت الجمهورية الإسلامية المنيعة ﴿الَّذينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَروا بِالمَعروفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ﴾ [الحج: 41].

لذلك لا نستغرب من مواقف السيد الامام الخميني ” رحمه الله ” الاستراتيجية مع الشعب وبناء جيل مؤمن مقاوم، ومع العالم المحيط والمتأزم سياسياً واقتصادياً وأمنياً وثقافياً.
كان ” رضوان الله عليه ” حازماً في العلاقات الدولية، مع الاتحاد السوفييتي في ضعفه وتوقع انهياره، ومع الغرب ومقاومة سياساته الظالمة المستمرة، ومع الجيران في ترسيخ مفهوم الأخوّة وحسن الجوار، ومع المظلومين في الدعم والنصرة، كما حصل في أحداث البوسنة والهرسك مثلاً.

مثل هذه السيرة النموذجية، لا تروق لجنود الشيطان الذين يشيعون الظلم والفساد في الأرض، فكانت الهجمة عليه ” قدس سره ” بقدر همته ورساليته على مستويين:
داخلي، من إتهامه في مرجعيته من قبل ما أسماهم ( المتحجرين والمتقدسين الحمقى) الذين حاولوا النيل من مرجعيته وقيادته من داخل الحوزة نفسها ( الحواشي).
وخارجي، من دوائر الاستكبار العالمي، تمثلت في حرب وجودية شرسة، أرادت استئصال الثورة والدولة باستخدام رعونة ازلام البعث وأموال البترو دولار، لكن بحكمته وتوكله على الله تعالى أفسدت تلك الهجمة.
ولم يتوقف الغرب يوماً عن افتعال الأزمات وتكرار المحاولات إلى يومنا هذا، من اجل الإطاحة بالدولة والقيادة المرجعية للأمة، وإعادتها إلى دروس في غرف الحوزة وروزخونيات بعيدة عن هموم الأمة ومواكبة العصر.
ولكن هيهات لهم ذلك مادام منهج ولاية الفقيه باقٍ وفقه المشاركة في السلطة يتجدد … حتى ظهور المهدي… أرواحنا لمقدمه الفداء…

رحم الله الخميني الكبير.. وحفظ الله الخامنئي العزيز ومراجعنا العاملين، ونصرهم على أعدائهم الداخليين والخارجيين.. انه ولي النعم..

4-6-2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى