وَسَوْفَ تُسَاْلُوْنَ…!!

بقلم _ خلود همدان

بين منعطفات التاريخ والأحداث نمضي سويًا نُقلب صفحاته لِنستنبط مِنَهُ الدُروس والعبر ونستكشف معًا نقاط الضعف ونبحث عن سبب وجود المُعظلة، ومن زوايا هذه المُجريات الحادة نقف في أعلى القمم لِنَنَظُر بشكلً أوضح ورؤية أعمق وأقرب ساحة المُتغيرات الكوّنية نُمعن بالنظر جيدًا ثم نُخَاطِبَ الإرادة القلبية لماذا يَحصُلَ كل هذا؟!!

في واقع الصراع مع بني إسرائيل تتجلى لنا آيات كثيرة وأحداثً في غاية الأهمية وبالغة الخطورة في ذاتِ السياق ونُدرك حينها أننا أصبحنا فعلاً ومع الأسف الشديد تحت أقدام من “ضُربت عليهم الذِلةُ والمسكنة” نعود من جديد إلى قراءة تاريخ بني إسرائيل عندما منحهم الله سبحانه وتعالى كل المؤهلات والمقومات التي تُساعدهم على حمل وتبليغ رسالات الله تعالى إلى العالمين ثم ماذا كانت نظرتهم إلى دين الله وهديه وأيضاً إلى الدُعاة من رُسُلٌ وأنبياء وأعلامٌ للهدى ورجالٌ مؤمنين كانت نظرة استهزاء وسخرية وتوبيخ واعراض مستمر تمتد هذه الحالة لِتستمر في مراحل وعصورٌ كثيرة ومع سلسةً كبيرة من الأنبياء وأولياءِ الله وكل محاولات هدايتهم كانت تنتهي بعذاب الله لهم لسبب صدهم عن سبيل الله وقتلهُمُ الأنبياء بغيّر الحق واعراضهم المُستمر لكتاب الله والتنكر لكل النِعم التي أودعها الله بين أيديهم وتفضيلهم على العالمين كل هذا في الأخير يُسلب منهم ومن بعدها أصبحوا مذمومون مخذولون ضربت عليهم الذِلة والمسكنة وباءوا بغضبٍ من الله ولعنهم وأعدّ لهم عذابًا أليما.

من هُنا يكمُن السر والجوهر ويأتي دور العرب وفي بحر الهدي تمضي السفينة إما أن تنجو وإما تغرق لاتوجد مُفترقات طُرق ولايوجد جبال تأوي إليه لِيعصمها من طوفان الغرق إن تاهت؛ وبعد أن أتى نور الله ووحيه ليفتح صفحة جديدة من هدي الله مع العرب وتبدأ مرحلة الاختبار الإلهيّ لهم! بعدما أرسل الله نبيه محمد صلوات الله عليه وعلى آله رحمةً للعالمين أحدث متغيرًا تاريخيًا فاصلاً شمل كل الجوانب ونهض بالأمة وجعلها أكثر قوةً وتمكينًا في الأرض وأذل الله على أيديهم امبراطوريات الجور والظلم واستعاد الحقوق وكسر هيمنة الطغاة من اليهود والنصارى إلى ذلك المستوى الذي خلدهُ الله في مُحكم آياته الكريمة ” حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ” وبعد هذا التحول التاريخي ما الذي حدث.

ابتعدت العرب عن دينها وتخلت عن قيمها ومبادئها وتنكرت لكل تلك الجهود التي بذلها رسول الله “صلوات الله عليه وآله ” وأصبحت أمة تلهث خلف الدُينا والسلطة غارقةً في النزاعات وبث التفرقة مُنبهرة بالحضارات الغربية الوهمية وساعيةً للحاق بركاب الغرب المنسلخ والمجرد من كل معاني الإنسانية والحياة الكريمة التي رسمها الله سبحانه وتعالى لنا في كتابه القويم وكان هذا هو السبب الرئيسي لما تعاني منه الأمة اليوم من حروباً وتسليط أعداءها عليها هو ذلك الانحراف الجسيم الذي حصل في أوساط أمتنا الإسلامية الذي فت عضدها وقصم ظهرها وتناهشها شذاذ البشرية من كل صوب.

وبعد أن كانت خير أمة أخرجت للناس أصبحت ونقولها بكل حزنً وألم أسوأ من بني إسرائيل بكثيرًا جدًا جدًا جدًا.

هاهي اليوم تتلقى الضربات القاضية من قبل الله وعلى أيدي أعداءها نتيجةً لتقصيرها واعراضها عن القرآن الكريم وتعاليم الدين السامية التي لو تمسكت بها لكانت “خير أمة” ولما أصبحت تحت أقدام من ضُربت عليهم الذِلةُ والمسكنة ولما أضحت تستباح ليلً ونهارًا ثم لاتجد لنفسها أيُّ مخرج.

إن الحل المخرج الوحيد من هذا المأزق المُظلم هي العودة الجادةِ والمسؤولة نحو الله والتوبة والإنابة إليه والتحرك في مسار العمل وفق منهج الله وتعاليمه الربانية والالتفاف حول راية الحق ورص الصف وتوحيد الكلمة وإعادة تصوب بوصلة العداء باتجاه العدو الحقيقي لهذه الأمة، وجهاد ومقارعة الطاغوت بكل ثقة بالله وتوكلٌ واعتمادًا عليه واليقين الراسخ بتحقيق النصر والظفر على هذا العدو وإزهاق كل أباطيله وإفشال كل مشاريعه والاستجابة العملية حتى تتحقق النتائج الكبرى والمهمة قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ” وَسَوْفَ تُسَاْلُون “عما كنتم تعملون ”

لكن المؤسف أن بعض الأنظمة العربية والإسلامية قد انزلقت في مستنقع التطبيع، وهرولت نحو العدو، متناسيةً دماء الشهداء، ومعاناة الأسرى، وصرخات الأطفال تحت الأنقاض. فأين الغيرة على الدين؟ وأين النصرة للأقصى؟ وأين المواقف المشرفة التي تليق بأمةٍ وصفها الله بأنها “خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ”؟

في المقابل، نجد شعوبًا حرةً أبيةً، لم ترضَ بالذل، ولم تساوم على كرامتها. ففي غزة، يقف رجالٌ ونساءٌ وأطفالٌ، يواجهون آلة الحرب الصهيونية بإيمانٍ راسخ، وعزيمةٍ لا تلين. وفي اليمن، رغم الجراح، يُعلن الشعب موقفه الصريح في دعم القضية الفلسطينية، ويُرسل رسائل واضحةً بأن فلسطين ليست وحدها.

إن الواجب علينا اليوم أن نُعيد تصحيح البوصلة، وأن نُدرك أن الصراع مع بني إسرائيل هو صراعٌ وجوديٌ، لا يقبل الحياد، ولا يحتمل التردد. فإما أن نكون مع الحق، أو نكون مع الباطل. ولا مجال للرمادية في قضايا الأمة المصيرية.

وسوف تُسألون، عن موقفكم من هذا الصراع. وسوف تُسألون، عن دعمكم للمقاومة، أو تخاذلكم عنها. وسوف تُسألون، عن صمتكم أمام جرائم الاحتلال، أو صوتكم في نصرة المظلومين. فأعدوا للسؤال جوابًا، وللجواب صوابًا.

#الحملةالدوليةلفك حصار مطارصنعاء
#اتحاد كاتبات اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى