غربة امريكا في مجلس الامن وانتصار الرواية الفلسطينية

محمود الهاشمي
مدير مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية

لم تستطع الولايات المتحدة ان تخرج عن المشروع الصهيوني
فقد جاء (الفيتو )الذي رفعته
يوم امس الاربعاء بوجه قرار في لمجلس الامن قدمته الجزائر
يدعو إلى الرفع الفوري وغير المشروط لجميع القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كما تضمن دعوة إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن دون قيد أو شرط، وضمان إيصال
وصوتت عليه (١٤)دولة من اصل (١٥) دولة من مختلف القارات والتوجهات .
مندوبة امريكا (دوروثي شيا)
نقلت نفس اراء حكومة نتنياهو الصهيونية بان القرار لم يصنف خركة حماس كـ”منظمة إرهابية”،و أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها.
في المقابل، وصف السفير الإسرائيلي دانون مشروع القرار بأنه كان بمثابة “هدية لحماس”، شاكرا الولايات المتحدة على (وأده).
وألقى منسق مجموعة الدول العشر المنتخبة، سفير سلوفينيا صاموئيل زبوغار، كلمة باسم الدول الراعية للمشروع قبيل التصويت، أكد فيها أن النص خضع لمناقشات مع جميع الأعضاء، وأنه متوازن في مضمونه،رغم ذلك رفضته الولايات المتحدة .!
يشار إلى أن “فيتو” يوم الأربعاء، هو المرة السادسة منذ 7 تشرين الأول 2023، التي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض لإفشال مساعي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تبني قرارا لوقف إطلاق النار.
وفي حين استخدمت إدارة الرئيس السابق جو بايدن حق النقض لإفشال مساعي مجلس الأمن خمس مرات، هذه هي المرة الأولى الذي تستخدم فيها إدارة الرئيس دونالد ترمب الفيتو .
الاجماع الذي حظي به مشروع
القرار الاخير عبّر عن تفهم عالمي للقضية الفلسطينية
فالمملكة المتحدة التي طالما انحازت لاسرائيل دون النظر الى مواقفها الاجرامية هذه المرة
قالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودورد إنها صوتت لصالح مشروع القرار لأن “الوضع الذي لا يُحتمل في غزة يجب أن ينتهي”.
السؤال الذي يردده العالم الان باسره وشعوب منطقة الشرق الاوسط وخاصة العرب والمسلمون ؛-لماذا هذا الدعم لامريكا من قبل دول مثل الامارات وقطر والمملكة العربية السعودية في ظل هذه المواقف لامريكا ضد القضايا العربية والانسانية ؟
باتت الامور لاتحتاج الى المزيد من الحقائق للتاكيد ان امريكا منخرطة (تماما)مع المشروع الصهيوني وانها لاتحترم حتى من فتح خزائنه لها ،حيث فيما
ارقام الترليونات تتصاعد وتغدق على ترامب خلال زيارته لدول الخليج كانت (غزة )تحت وابل الرصاص والموت والجوع والعطش،ولم تستطع الترليونات ان توقف رصاصة واحدة او على الاقل الاعلان عن (هدنة مؤقتة )خلال فترة زيارة ترامب .
نحن نعلم ان الولايات المتحدة مهما تغير حكامها لاتستطيع ان
تتنازل عن المشروع الصهيوني
بالمنطقة والعالم ، وهذا يذكرنا بعام ١٩٧٥ حيث جاء
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 3379، الذي اعتمد في 10 نوفمبر«أن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري». وطالب القرار جميع دول العالم بمقاومة الأيدولجية الصهيونية التي حسب القرار تشكل خطرًا على الأمن والسلم العالميين.
هذا القرار عبّر يومها عن موقف دولي واضح وجلي على عنصرية العقيدة الصهيونية
ولكن بعد تفرد الولايات المتحدة بالعالم وانهيار الاتحاد السوفيتي، عاجلت امريكا على الغائه في ديسمبر 1991 بقرار صدر ايضا عن الجمعية .
العالم (الان )يعود بقوة ليكتشف امرين الاول حقيقة عنصرية الصهيونية وثانيا
تبني امريكا لهذه العنصرية
حيث التطابق التام بين خطاب
اسرائيل ومشاريعها وبين اراء المسؤولين الاميركان ..

لم يعد العالم كما كان، فان صبر اهالي غزة وصمودهم وبسالة المقاومة فرض الرواية الفلسطينية وقضيتها العادلة على الرواية الصهيونية الكاذبة المفتراة ،وجعل امريكا اللاتينية
التي تسمى
(الفناء الخلفي)للولايات المتحدة في سياقات العلوم السياسية كاحدى مناطق هيمنتها التقليدية،يصعد فيها (اليسار المناهض لامريكا )وينتصر لفلسطين وقضيتها العادلة ،
وهذا رئيس اكبر دولة في اميركا اللاتينية والجنوبية
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بعد الفيتو الامريكي امس يقول :-
إذا سكتتُ على إبادة الفلسطينيين فلا أستحق أن أكون رئيسا للبرازيل)!
ومعظم قادة هذه القارة وقارات اخر لهم نفس المواقف
كما تغير الموقف الاوربي كثيرا
وباتت جنوب افريقيا عنوانا لهذه القارة في الانتصار لفلسطين ،ناهيك للتحولات الاخيرة في شرق اسيا الى الحد الذي باتت فيه (غزة )عنوانا للتغيير في بنغلادش.
بعد ثلاثة اشهر من معركة طوفان الاقصى سألني مسؤول دبلوماسي (متى تنتهي معركة طوفان الاقصى )؟
اجبته يومها بان موعد انطلاق هذه المعركة يصب لصالح فلسطين حيث انطلقت مع تحولات كبيرة بالعالم وفي صدارتها (تعدد القطبية )وانزياح اوربا عن امريكا وانحسار النفوذ الغربي بافريقيا وصعود اليسار بامريكا اللاتينية وبداية ضعف الولايات المتحدة بالاضافة الى مايحدث في جنوب وشرق اسيا وغربها بالضد من النفوذ الاميركي ..
وقلت له (هذه المعركة انتهت عسكريا وليس للجيش الصهيوني ان يفعل اكثر من هذا سوى استهداف المدنيين وهدم المباني ).
الان وبعد (٦٠٠)يوم على معركة (طوفان الاقصى) مازالت معادلة المعركة على حالها ومازالت المقاومة بغزة تفاوض بنفس شروطها الاولى ..
ختاما نقول (حسنا فعلت اميركا برفعها الفيتو ضد قرار انساني لوقف الحرب ودخول المساعدات )حيث اكدت امرين الاول انها جزء مهم وداعم لمجازر العدو الصهيوني وثانيا
انها اصبحت (وحيدةً)ليس كما كانت عندما يرفع مندوبها اصبعه ترتفع معه اصابع كثيرة
دون ان يسألوا (لماذا وكيف )! ع666

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى