الى الاخوة التربويين مع الود

بقلم _ عبد الكاظم حسن الجابري 

لا شك ان للأخوة التربويين (معلمين ومدرسين) مكانة متميزة في النفوس, ولهم الحظوة من التقدير العالي في المجتمع, فهم الذي تحملوا عناء التصدي لتعليم الاجيال, وصناعة كفاءات المستقبل, وانهم المنارة التي نستنير بها لسلوك طريق العلم.

من يعرفني شخصيا يعلم ان الغالبية العظمى من اصدقائي هم من السلك التعليمي, وان اصدقائي الخواص هم من هذا المسلك, كما ان ام اولادي وبعض اخواتي هن من السلك التعليمي, لذلك فانا اعيش وسط هذا الجو التربوي, واقدر الجهود المبذولة من قبلهم في اداء واجباتهم ومهامهم الانسانية والاخلاقية, وبذل الوسع في تعليم ابنائنا وتربيتهم.

ما دعاني اليوم لكتابة هذه الرسالة هو عتب بعض الاخوة التربويين عليَّ بسبب الاختلاف في وجهات النظر مع بعضهم بشأن موضوع الاضراب الذي نفذته الكوادر التربوية في شهر نيسان الماضي, لذلك احببت ان انوه وابين ما جرى وما الذي اعتقده بشان الموضوع.

بداية انا مع اعطاء الحقوق للأخوة التربويين, ولا خلاف على انهم يستحقون الاعلى والاكمل والافضل, سواء في مسألة السكن او الخدمات او الرواتب, كما واني قد كتبت سابقا وذكرت لبعض الاخوة اني اتمنى ان يكون راتب المعلم والمدرس لا يقل خمسة ملايين دينار, ولا ضير عليهم في ذلك فهم يستحقون, وهذا كما قلت مما لا خلاف عليه.

ثانيا انا مع المطالبة بالحقوق, وبكل الوسائل المشروعة شرعا وقانونا, ومؤيد لكل خطوة في ذلك, وانا داعم لها على المستوى الشخصي, وارى ان من واجب الحكومة ان تبادر لإنصاف التربويين قبل ان يبادروا بالمطالبة, وان عليها واجبا قانونيا هو صيانة حرمة المعلم من ان يتعرض للعوز والحاجة والاعتداء, فصلاح حال الاجيال الناشئة من صلاح المعلم.

ثالثا فيما يخص الاضراب كانت رؤيتي انه مورد لا شرعي ولا قانوني, وكل من يقول ان الدستور والقانون اباح الاضراب فهو اما واهم او مشتبه, ولا يعرف من القانون شيئا, وايضا موقفي هو بسبب الطبيعة الحساسة لوضع المعلم, اذ ان الامر مستغرب من ان معلم الاجيال والساعي لرفعتهم يعمد الى ايقاف عجلة التعليم بحجة المطالبة بالحقوق رغم ان هناك بدائل اخرى يمكن من خلالها الضغط على الحكومة لانتزاع الحقوق منها.

وايضا كان اعتراضي عن طبيعة الجهات الخفية التي دعت للإضراب, وكذلك الافراد والقنوات والمدونين الذين دعموا هذا الاضراب, اذ كان معظمهم من الادوات التي لا تريد الخير لبلدنا, وهم من الجهات المعادية لتجربة العراق بعد 2003, وكذلك كان وجه الاعتراض هو لماذا اعلنت محافظات عراقية انها لن تلتزم بالأضراب ولن تشترك به كالموصل والرمادي وتكريت وكركوك وديالي وجانب الكرخ من بغداد, بينما عملت القنوات والمدونين من تلك المحافظات على دعم الاضراب والتحشيد له في محافظات الوسط والجنوب, ثم كذلك لماذا التشدد في ذي قار على وجه الخصوص دون غيرها من المحافظات.

ختاما كانت خشيتنا ان يستخدم هذا الاضراب لضرب الاستقرار في مناطقنا, واشعال محافظات الوسط والجنوب بصدامات لا يحمد عقباها -وليس بالضد من حقوق المعلمين كما ظنه بعض الاخوة- خصوصا وان العدو متربص بنا ونحن نعيش اجواء ساخنة في المنطقة بعد احداث فلسطين ولبنان وسوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى