سلسلة مقالات غرب اسيا (اليمن)حلقة ٥٩

كنوز ميديا _ متابعة 

 

قصف البحرية “الإسرائيلية” لموانئ اليمن.. تفاصيل الهجوم وأهدافه

❖ تصعيد نوعي في المواجهة الإقليمية

في تطور لافت في الصراع الإقليمي، نفذت البحرية “الإسرائيلية”، فجر الثلاثاء 10 يونيو 2025، أولى ضرباتها المباشرة على موانئ يمنية تحت سيطرة الحوثيين، شملت ميناء الحديدة ورأس عيسى والصليف، مستخدمة سفن الصواريخ المتطورة من طراز “ساعر 6” ووحدة “شاييطت 3″ الخاصة بسلاح البحرية” الإسرائيلية”، هذه العملية جاءت بعد تحذيرات “إسرائيلية” واضحة طالبت بإخلاء الموانئ من المدنيين والعاملين، بزعم أن” أنصار الله يستغلون هذه الموانئ لتلقي أسلحة وتنفيذ عمليات عسكرية في البحر الأحمر”.

❖ تفاصيل الهجوم وأهدافه

أطلقت السفن”الإسرائيلية”صواريخ بعيدة المدى استهدفت رصيفين رئيسيين في ميناء الحديدة، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية الحيوية للميناء، في محاولة لتقليص قدرة القوات المسلحة اليمنيةعلى إطلاق الصواريخ باتجاه “اسرائيل .

لكن اللافت في الامر أن الجميع يعلم أن تلك الاماكن هي عبارة عن مرافق إقتصادية يمنية.

❖ ردود الفعل والواقع على الأرض

أكدت الجهات الرسمية في صنعاء وقوع الغارات، لكنها لم تصدر بيانات تفصيلية، ولا تزال بعض العمليات اللوجستية مستمرة بشكل محدود، رغم الضربات، أعلنت القوات المسلحة اليمنية مراراً وتكراراً إستمرارها في إطلاق صواريخ باليستية باتجاه الكيان الصهيوني، مما يشير إلى أن القدرات الصاروخية لم تتأثر.

هذا يؤكد أن الهجمات البحرية”الإسرائيلية” ،ليست كافية لردع القوات المسلحة اليمنية بشكل كامل بسبب ترسانتهم الاستراتيجية المنشأة وانتشارها في تضاريس يمنية معقدة

❖ الدلالات الاستراتيجية.. توقعات مستقبلية..مواجهة متجدد

• هذه الضربات الصهيونية التي توسعت تعكس محاولة يائسة من الاحتلال لكسر شوكة المقاومة اليمنية، لكنها في المقابل تؤكد قدرة صنعاء على إعادة تشكيل قواعد الاشتباك وتحدي الهيمنة الصهيونية.

• لجوء الاحتلال لاستخدام البحرية كسلاح رئيسي في اليمن يكشف عن محدودية خياراته في مواجهة اليمن، حيث تعجز الضربات الجوية التقليدية عن تحقيق أهدافها، ما يدفع تل أبيب إلى اللجوء إلى استراتيجيات هجومية متعددة الأبعاد لإحداث تأثير أكبر.

• تأثير طويل الأمد على موازين القوى البحرية، نجاح اليمن في تحدي القوات البحرية “الإسرائيلية” يشير إلى احتمال إعادة ترتيب موازين القوى البحرية في المنطقة، حيث يمكن أن تؤدي هذه المواجهات إلى تسريع جهود تطوير القدرات البحرية والتكتيكية لدى القوات المسلحة اليمنية.

• من المتوقع أن تُكثّف إسرائيل اعتمادها على منظومتي “حيتس” و”ثاد” إلى جانب الدعم الاستخباراتي الأمريكي، خصوصًا في البحر الأحمر.

• ستسعى تل أبيب إلى توسيع بنك أهدافها في اليمن، رغم التحديات الميدانية المعقدة التي عجزت عنها واشنطن سابقًا.

• قد تزداد محاولات “إسرائيل” لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار بين صنعاء وواشنطن، باعتباره تهديدًا لرؤيتها الاستراتيجية.

حيث يُرجّح أن تتصاعد حملات الضغط الصهيونية على الإدارة الأمريكية، لإعادة تصعيد المعركة مع اليمن ضمن أجندة الأمن الإقليمي الإسرائيلي ولكن جميع الشواهد تؤكد أنها لن تنجح  كون الكيان الصهيوني مُجبرًابمراعاة المصالح الأمريكية في الخليج، خاصة في سياق اتفاقيات التطبيع.

مركز بدر للدراسات الاستراتيجية

٢٠٢٥/٦/١١

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى