كنوز ميديا – وكالات
إيران تنشر وثائق سرية تتّهم مدير الوكالة الذرية رافائيل غروسي بتنفيذ أوامر “إسرائيل” لتقويض البرنامج النووي الإيراني السلمي، وتوجيه تقارير الوكالة بما يخدم أجندة الاحتلال.. فماذا تضمنت؟
نشرت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الخميس، أول دفعة من الوثائق السرّية التي حصلت عليها وزارة الأمن الإيرانية، في إطار عملية استخبارية وُصفت بالدقيقة، تكشف عن ما وصفته بـ “تعاون كامل ومباشر” بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، وكيان الاحتلال الإسرائيلي، بهدف استهداف البرنامج النووي الإيراني السلمي.
وبحسب ما نقلته وكالة “فارس” الإيرانية، فإن الوثائق تُظهر أن غروسي لم يكتفِ بالتنسيق مع ممثلي “إسرائيل” داخل الوكالة، بل تبنّى إملاءاتهم، وحرص على توجيه تقارير الوكالة الدولية بما يخدم أهداف الاحتلال، مع تجاهل الأنشطة النووية غير السلمية وغير المُعلنة التي تقوم بها “إسرائيل”.
وتتضمن الوثائق المسربة معطيات مفصلة عن ميراف زافاري-أوديز، التي شغلت منصب المندوبة الرسمية لـ “إسرائيل” لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) في الفترة الممتدة بين عامي 2014 و2016، حيث كانت تُعبّر علناً عن مواقف “إسرائيل” خلال الاجتماعات الرسمية للوكالة ومجلس محافظيها.
وفي تلك المرحلة، ولا سيما خلال تنفيذ الاتفاق النووي (JCPOA)، عبّرت زافاري-أوديز مراراً عن انتقاداتها لتعاون إيران مع الوكالة، ووصفته بـ “البطيء وغير الكافي”، فيما وجّهت اتهامات إلى الإدارة السابقة للوكالة، بقيادة يوكيا أمانو، بتقديم “معلومات خاطئة” عن البرنامج النووي الإيراني.
وبحسب ما ورد في الوثائق، فإن رسائل بريد إلكتروني مسرّبة كشفت عن مهمة خاصة كانت تضطلع بها زافاري-أوديز، تمثّلت في التنسيق المباشر مع غروسي، بهدف توجيه التأثير على موقف الوكالة وتحويل التركيز الدولي بعيداً عن الأنشطة النووية غير السلمية وغير المعلنة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي نحو البرنامج النووي الإيراني السلمي.
وتشير الرسائل الإلكترونية المسرّبة، بحسب الوثائق، إلى أن زافاري-أوديز كانت مكلّفة بمهمة محددة تمثّلت في إبعاد الرأي العام العالمي عن البرنامج النووي الإسرائيلي غير المُراقب، في المقابل التشويش على البرنامج النووي الإيراني السلمي.
غروسي بدأ تعاونه مع الكيان الإسرائيلي منذ تعيينه مديراً عاماً للوكالة الدولية
وبحسب ما نشرته وسائل الإعلام الإيرانية، فإن لحظة تعيين غروسي مديراً عاماً للوكالة الدولية مثّلت “نقطة تحوّل خطيرة”، حيث بدأ غروسي تعاونه مع الكيان منذ عام 2016 وقام بتنسيق التقارير ضد الأنشطة النووية السلمية لإيران. وتُظهر إحدى الوثائق التنسيق بين الكيان وغروسي لإثارة الأجواء ضد إيران بعد 5 أشهر فقط من إبرام الاتفاق النووي.
كما ذكر الإعلام الإيراني أن الوثائق كشفت عن طلب تقدّمت به زافاري-أوديز لعقد اجتماع فوري مع غروسي في 10 أيار/مايو 2016، لمناقشة “مستجدات” لم تحدد طبيعتها، في حين ورد في إيميلات لاحقة – لم تُترجم بعد من اللغة العبرية إلى الفارسية – أن هناك مراسلات جرت بينها وبين شخص يُدعى إلاي ريتّيغ، في سياق التنسيق حول استراتيجية إعلامية وسياسية لمواجهة إيران داخل أروقة الوكالة الدولية.
وتؤكد وزارة الأمن الإيرانية، بحسب الوثائق المنشورة، أن هذا التعاون الممنهج بين غروسي و”إسرائيل” يأتي في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى تقويض أي اعتراف دولي بالطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، وتحويل الوكالة إلى أداة سياسية منحازة.ع666