المقاومة الفلسطينية صمود إستراتيجي وتآكل في قدرات الإحتلال
تحليل لمجريات الحرب في غزة
بقلم _ د. محمد حسن الرقيمي
تظهر التطورات الأخيرة في غزة تحولًا استراتيجيًا في ميزان القوى بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي فقد أثبتت المقاومة قدرتها على التصدي للعدوان الإسرائيلي مكبدة العدو خسائر بشرية ومادية جسيمة مما يشير إلى فشل الأهداف العسكرية والسياسية التي سعى الاحتلال لتحقيقها.
تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة حيث قُتل عدد كبير من الجنود وأصيب الآلاف خلال المعارك المتواصلة في قطاع غزة في حين استشهد العديد من الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي الذي يستهدف مناطق مختلفة من القطاع.
وقد اعتمدت المقاومة الفلسطينية على تكتيكات عسكرية متقدمة مثل الكر والفر واستغلال شبكة الأنفاق ونصب الكمائن الذكية مما أربك القوات الإسرائيلية وأفشل خططها الهجومية كما نجحت المقاومة في استهداف الآليات العسكرية بشكل دقيق باستخدام صواريخ متطورة مضادة للدروع أدت إلى تدمير عدد كبير من الدبابات والجرافات الإسرائيلية.
لم يتمكن الإحتلال من تحقيق أهدافه المعلنة مثل القضاء على المقاومة أو استعادة الأسرى مما يعد فشلًا استراتيجيًا أضيف إلى خسائره اليومية كما تزايدت الضغوط الدولية على إسرائيل مع اتساع رقعة التنديد بالعدوان والمطالبة بوقف إطلاق النار ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في غزة مما زاد من عزلتها السياسية.
أظهرت المقاومة الفلسطينية قدرة عالية على الصمود والاستمرار في التصدي وهذا ما يعزز من موقفها في أي مفاوضات قادمة ويمنحها ثقة أكبر بين أبناء الشعب الفلسطيني كما أن قدرة الردع الإسرائيلية تآكلت بشكل واضح حيث لم تعد قادرة على فرض إرادتها بالقوة أو تحقيق تفوق استراتيجي على الأرض.
وإن استمرار المقاومة في تنفيذ عمليات نوعية واستهداف مواقع حساسة وتكبيد الاحتلال خسائر يومية يؤكد أن الكيان الصهيوني يواجه مأزقًا عسكريًا وأمنيًا وأخلاقيًا وأن أيام تفوقه الميداني باتت خلفه وأن شعوب المنطقة بدأت تعي أن النصر ليس بعيدًا وأن إرادة الشعوب قادرة على تغيير المعادلة.
في الختام تؤكد الوقائع أن المقاومة نجحت في إحباط العدوان الإسرائيلي وأثبتت للعالم أنها قادرة على فرض معادلات جديدة في الميدان وأن العدو بات يتخبط في قراراته ويخسر هيبته التي طالما روّج لها.