الشيعة في لبنان بين الماضي والحاضر ودورهم الإقتصادي والسياسي والعسكري في حماية لبنان
بقلم _ إسماعيل النجار
الجزء الأول
الشيعه لهم جذور تاريخية تمتد لقرون بعيدة، سكنوا وطن الأرز منذ قرون عِدَّة قبل المسيح والمسيحية واعتنقوا الإسلام بعد الدعوة النبوية وتشيعوا واستقروا في عدة مناطق أساسها بلاد جبيل وجبل عامل جنوب لبنان، قسم منهم جاؤا من اليمن بعد طوفان سد مأرِب منذ مئات السنين،
العصر الذهبي للتشيع في لبنان بدأ بعد القرن العاشر الميلادي، مع قيام دويلات شيعية في مناطق مختلفة من بلاد الشام في حلب وغيرها ، وانتشر التشيع في طرابلس وصور والبقاع وجبل لبنان مثل النار في الهشيم،
*في القرن العشرين، وخاصة بعد تأسيس لبنان الكبير ، بدأ الاعتراف بالشيعة كطائفة دينية مستقلة، مع إنشاء المحاكم الجعفرية عام 1926، مما ساهم في اندماجهم في مؤسسات الدولة،
عآنىَ الشيعه في لبنان من التهميش والاضطهاد، إلا أنهم نهضوا وأصبحوا جزءًا أساسياً من المجتمع اللبناني، مع تقدم كبير في نِسَب المتعلمين والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية وشكلوا نسبة كبيرة من اللبنانيين في بلاد الإغتراب كافة، إنخفضت نسبة الأمية بينهم بشكل كبير خلال القرن العشرين حتى بلغت 2٪ فشاركوا في مختلف قطاعات الدولة العليا والمجتمع والاقتصاد والقضاء والتعليم، مما يدل على تمددهم وتأثيرهم في بناء لبنان،
السيد عبدالحسين شرف الدين والإمام السيد موسى الصدر دعوا إلى مشروع “اللبننة” الذي يؤكد على وحدة اللبنانيين كافة وعدم التمييز الطائفي بين المواطنين، مع تركيزهم على الالتزام بالدستور اللبناني والعمل من أجل نهضة الطائفة ضمن إطار الدولة،
رغم الإنجازات التي قاموا بها إلا أنهم واجهوا في لبنان تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة وكثيرة، فالتقارير الدولية تشير إلى محاصرتهم في النظام المصرفي اللبناني، مما أثرَ على قدرتهم الاقتصادية ووضعهم تحت ضغط حصار اقتصادي خانق لدرجة عزلهم مالياً والسيطرة على مقدراتهم عبر مصارف تدين لحساب طوائف أخرى،
العالم اليوم ينظر إلى تاريخ الشيعة في لبنان باعتباره مسارًا معقدًا بدأ من التهميش والحرمان وصولًا إلى بروزهم كقوة سياسية واجتماعية مؤثرة، خاصة بعد وصول الإمام موسى الصدر إلى لبنان الذي أسس لظهور حركة أمل عام 1975، ثم ظهور حزب الله بعد الثورة الإيرانية عام 1979، مما أعطىَ الطائفة الشيعية دورًا بارزًا في السياسة اللبنانية والصراع الإقليمي، كما ذكرنا سابقاً أن الشيعة في لبنان عانوا من تهميش تاريخي مقصود لكنهم تمكنوا من تحقيق تقدم في التعليم والاندماج في مؤسسات الدولة، رغم استمرار التحديات الاقتصادية والاجتماعية،
في الوقت الراهن، الشيعة متمسكين بقيادة حزب الله وحركة أمل رغم التغيرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مع تحذير من أن هذا التمسك قد يعزز عزلتهم في ظل نظام إقليمي جديد بعد حرب أل 66 يوم الأخيرة، بالتالي العالم يسلط الضوء على تحولهم من طائفة مهمشة إلى لاعب رئيسي في لبنان والإقليم، مع إبراز دورهم السياسي والعسكري وتأثيرهم في الصراعات خارج الحدود ، إلى جانب التحديات الداخلية التي تواجههم.
دوائر إستخبارات عالمية معنية تقوم بتُقيّم الصراع بين الشيعة اللبنانيين وإلصهيونية خصوصًا حزب الله ويوصف على أنه صراع شديد التعقيد ومتداخل الأبعاد، يجمع بين عوامل محلية وإقليمية ودولية.
والإعلام بدورهِ يبرز أن الصراع ليس مجرد مواجهة عسكرية بين طرفين، بل هو مرتبط بسياقات إقليمية تشمل النفوذ الإيراني، والتوترات في المنطقة، والضغط الدولي، مما يجعل احتمالات التصعيد مع إسرائيل مستقبلاً ستتكرر ومرتفعة جداً وخطيرة، دوائر إستخبارات عالمية تشير إلى أن حزب الله يرى مقاومة إسرائيل جزءًا من وجوده واستراتيجيته الإقليمية، بينما المجتمع اللبناني نفسه منقسم حول هذه الحرب، بين من يدعم المقاومة ومن يخشى تداعياتها على لبنان. كما تُسلط التقارير الضوء على الأبعاد النفسية والإعلامية للصراع، حيث تستخدم إسرائيل وحزب الله وسائل إعلامية وحملات نفسية لتعزيز مواقفهم، مع وجود انتقادات لتجاوزات إعلامية وربما تزيد من تعقيد المشهد وتعمق الانقسامات الداخلية.الإعلام العالمي يصف الصراع بأنه “مسرحية معقدة” من التهديدات، التوترات السياسية، والحسابات الاستراتيجية التي تجعل من الصعب التنبؤ بمآلاته في المستقبل، مع تحذيرات من أن أي شرارة قد تؤدي إلى انفجار واسع.
بالتالي تقييم المراقبين الدوليين والمحليين للوضع هو أن الصراع بين الشيعة اللبنانيين وإسرائيل في لبنان معقد للغاية، ويتجاوز مجرد نزاع عسكري ليشمل أبعادًا سياسية واجتماعية ونفسية وإقليمية، مما يجعل إدارة الأزمة صعبة للغاية وخطيرة على استقرار لبنان والمنطقة.
بيروت في،،
8/6/2025