الشيعة اللبنانيون يشكلون جزءاً مهماً من الجيش اللبناني
بقلم _ إسماعيل النجار
الجزء الثاني
الشيعة اللبنانيون يشكلون جزءاً مهماً من الجيش اللبناني، حيث ازداد عدد الضباط والعناصر الشيعة في الجيش بشكل كبير بعد العام 1990، وكان ولاؤهم للجيش ولحزب الله موضع ثقة، مما يعكس تأثيرهم العسكري في لبنان، لكن الجيش اللبناني هو مؤسسة وطنية تضم جميع الطوائف ويعتبر الأصل والأساس في القوة العسكرية اللبنانية. ومع ذلك هم متمسكون بعقيدتهم وبوطنهم، ويتميزون بالتدين والورع، ويعتبرون الحرية والتعايش من الركائز الأساسية لبقاء لبنان، الشيعه ملتزمون بالتعايش مع باقي الطوائف اللبنانية ويعتبرون لبنان وطنهم وأمانتهم وتجربة تحرير العام 2000 تؤكد عدم إحتضان الكراهية والأحقاد في نفوسهم وأثبتوا أنهم غير إنتقاميين،
أما عن العلاقة التاريخية بين الشيعة اللبنانيين وإيران هي ذات أبعاد دينية وسياسية، لكن ليس كل شيعة لبنان يعتبرون إيران “الأب الروحي” لهم، البعض منهم ينتقدون بعض المظاهر الثقافية الإيرانية، ولا توجد ولاءات مطلقة لديهم لإيران على حساب لبنان، بل هناك حساسية تجاه الثقافة الإيرانية رغم الروابط الدينية والسياسية
الشيعة اللبنانيون يشكلون قوة عسكرية فعالة في لبنان، ويأتي ذلك بشكل رئيسي عبر حزب الله الذي يُعتبَر الجماعة المسلحة الأكثر قدرة وتنظيماً في لبنان والمنطقة. يقدر عدد مقاتليه النشطين بين 60000إلى 125000مقاتل، مع عشرات آلاف الاحتياط، وهو مجهز بأسلحة متطورة ومدرب تدريباً عالياً من قبل الحرس الثوري الإيراني، ويملك ترسانة صاروخية كبيرة ومتنوعة.
حزب الله ليس مجرد ميليشيا بل هو قوة عسكرية منظمة وذات تأثير سياسي واجتماعي عميق في الطائفة الشيعية، وقد مكن طائفته من تجاوز التهميش التاريخي وجعلهم قوة مؤثرة على الساحة اللبنانية والإقليمية، مع ذلك، هناك نقاش حول دور الجيش اللبناني الرسمي الذي يضم عناصر من كل الطوائف، حيث يُنظر إلى حزب الله كقوة عسكرية موازية تفوق قدرة الجيش على المواجهة المباشرة.
بالتالي، يمكن القول إن الشيعة اللبنانيين عبر حزب الله يشكلون قوة عسكرية فعالة وقوية في لبنان، لكنها قوة ذات طبيعة خاصة وموازية للجيش الرسمي.
*صورة الشيعة اللبنانيين كقوة عسكرية، خصوصاً عبر حزب الله،
*تعرض الحزب لخسائر كبيرة في سوريا ولبنان بسبب العمليات الإسرائيلية والحرب السورية، مما أثر بشكل محدود على قدراته القتالية وخلق شكوك داخل المجتمع الشيعي حول مدى قوته، خاصة مع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على قاعدته الشعبية.
*بداية حرب الإسناد حصلَ انقسام داخلي في الطائفة الشيعية حول دوره فيها وتكلفة أعباء الحرب على الطائفة ، كل ذلك أثار انقسامات داخل المجتمع الشيعي، ورُفِع الصوت بأننا أدينا واجبنا وكفانا الله شر القتال إلا في حالات الدفاع عن النفس أو إذا قرر العرب تحرير فلسطين حينها نكون في المقدمة،
يواجه الشيعه داخل لبنان تحديات سياسية وأمنية فبعض القوى السياسية الأخرى في لبنان، خصوصاً اليمين المسيحي المتطرف المدعوم إقليمياً يسعى لكسر هيمنة حزب الله الأمنية والعسكرية، مع مطالب متزايدة بنزع سلاحه أو دمج قدراته ضمن الجيش اللبناني.
وهناك مقترحات لإعادة تأهيل الجيش اللبناني ودمج قدرات حزب الله العسكرية بشكل تدريجي ضمن المؤسسة العسكرية الرسمية، ما قد يغير طبيعة القوة العسكرية الشيعية من ميليشيا مستقلة إلى جزء من جيش وطني وهذا الأمر مستحيل لا بالغ التعقيد،
بعد الحرب تراجع النفوذ السياسي لحزب الله مع تصاعد الضغوط عليه والانتقادات الداخليه، ما ساهم بفتح المجال لقيادات أخرى مثل الرئيس نبيه بري لاستعادة دوره النشط، وهذا قد يساعد المقاومة على تحسين صورة القوة العسكرية الشيعية بشكل عام.
التحديات الإقتصادية والعسكرية للجيش اللبناني كبيرة نتيجة ضعف مقدراته في التسلح والتدريب وهذا يترك فراغاً عسكرياً يضمن أمن البلاد وقد يدفع الحزب الإستمرار بملئ الفراغ، مما يعقد المشهد الأمني في ظل رفض دولي وإقليمي.
واقع لبنان لن يتغير لطالما أن نظام الحكم طائفي ولطالما أنف أمريكا محشور في كل كبيرة وصغيرة.
بيروت في ،،
9/6/2025