أمريكا تلعب بالنار وتتحرك لاشعال فتيل الحرب في المنطقة عبر الذراع الصهيوني
كنوز ميديا _ بغداد
رفعت أمريكا حدة التوتر في المنطقة عقب اتخاذها جملة من الإجراءات التي من شانها سحب رعاياها والبعثات الدبلوماسية من بعض الدول ومن بينها العراق بعد اعلان تخفيض التمثيل الدبلوماسي لسفارتها في بغداد، وذلك بحجة ارتفاع حجم التهديدات بين واشنطن وطهران وترجيح احتمالية نشوب حرب بين ايران والولايات المتحدة مع تعثر المفاوضات النووية غير المباشرة بين البلدين، في وقت هددت فيه ايران بالرد على أي تهور قد تقدم عليه الإدارة الامريكية، او حليفها الصهيوني الذي يسعى لتوجيه ضربة في العمق الإيراني غير محسوبة النتائج، وهو ماسيشعل الفتيل في المنطقة ويقودها نحو حرب كبيرة على المستوى العسكري والاقتصادي.
ويقول المحلل السياسي في ايران محمد علي الحكيم، ان “كل ما يجري اليوم من تصعيد وتخفيض دبلوماسي أمريكي في المنطقة بالمجمل يمكن وضعه في خانة الحرب والضغط النفسي والضغط على إيران، لا اكثر وامريكا رغم عظمتها من حيث القدرة العسكرية، فأنها لم ولن تتمكن أن تهاجم إيران وتوجه ضربة عسكرية لها بصورة مباشرة، ويأتي بسبب موقع (إسرائيل) الجغرافي من إيران مما يجعل أن تكون عرضة للصواريخ الإيرانية، والولايات المتحدة ستفكر مليون مرة قبل أن تدخل في صراع مباشر مع إيران، إضافة الى ان هناك ٦٩ قاعدة عسكرية في أنحاء الدول المجاورة لأيران، وفي حال وصول الأمور للي الاذرع وكسر العظم، فإن جميع القواعد الأمريكية ومصالحها ستكون عرضة للصواريخ الإيرانية وكذلك لصواريخ محور المقاومة الذي لازال حاضرا ولديه القدرة لتغيير المعادلات”.
ولفت الى ان “الورقة الثالثة التي تمتلكها إيران لكي تناور بها، وهي اغلاق مضيق هرمز، وبما أن ثلثي النفط العالمي يخرج من الشرق الأوسط و ٤٠ بالمئة منه يمر عبر مضيق هرمز، فمن المستبعد أن تقوم امريكا بضربة عسكرية في العمق الإيراني لأن أي ضربة غير مدروسة مما لا يقبل الشك فأنها ستجعل المنطقة على صفيح ساخن ويستبعد ان يبقى حجر على حجر في أنحاء المنطقة”.
من جانب اخر، اكد النائب باسم نغيمش ، ان “ما ورد في بيان الخارجية الأمريكية بشأن تقليص بعثتها الدبلوماسية في العراق بسبب عدم الاستقرار الامني يُفهم على أنه تهديد مبطن للعراق، ويتعارض مع مبادئ السيادة والاحترام المتبادل بين الدول، مشدداً على أن الوضع الأمني في البلاد “لم يشهد خلال الفترة الأخيرة أي تصعيد أو اعتداء يمكن أن يبرر هذه الخطوة من قبل واشنطن”.
وأضاف أن “العراق اليوم يعيش حالة من الترقب، وهناك التزام عام بالتهدئة، ولم تسجل أية هجمات أو خروقات في محيط السفارة الأمريكية، ما يدعو للتساؤل عن دوافع التصعيد الأمريكي في هذا التوقيت”.
وعلى صعيد متصل فقد نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر أن “السفارات والقواعد العسكرية الأميركية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وُضعت في حالة تأهب قصوى تحسبا لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران، التي ردت عبر أحد مسؤوليها بأن ما تفعله واشنطن “جزء من تكتيكات تفاوضية”.
في المقابل، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني كبير قوله إن دولة صديقة في المنطقة حذرت طهران من هجوم إسرائيلي محتمل، مشيرا إلى أن التوتر الإقليمي المتصاعد حرب نفسية للتأثير على محادثات طهران النووية مع أميركا.
بدورها نقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤول إيراني أن طهران وضعت خطة رد تتضمن هجوما مضادا فوريا على إسرائيل بمئات الصواريخ الباليستية، وأن مسؤولين عسكريين إيرانيين اجتمعوا لمناقشة الرد على ضربة إسرائيلية محتملة.م333