في مثل هذا اليوم المبارك الجمعة ١٣ حزيران الجهاد الكفائي يتكرر: إيران تواجه العدوان الإسرائيلي بفتوى الرد الحاسم
بقلم _ ضياء أبو معارج الدراجي
في مثل هذا اليوم الجمعة، الثالث عشر من حزيران، تعود الذاكرة إلى عام 2014 حين أطلق المرجع الأعلى في النجف الأشرف، سماحة السيد علي السيستاني، فتوى الجهاد الكفائي، التي أعادت للعراق سيادته وأذلت فلول الإرهاب الداعشي المدعوم دوليًا. واليوم، بعد أحد عشر عامًا في يوم الجمعة الثالث عشر من حزيران ٢٠٢٥، تتكرر الصورة ولكن بأبعاد أوسع وأخطر، حيث شهدنا عدوانًا إسرائيليًا غير مسبوق على إيران، استهدف قيادات بارزة ومنشآت استراتيجية داخل الجمهورية الإسلامية.
ردّ إيران لن يأتِ عاطفيًا كما تحب بعض القوى تصويره، بل سيكون كما هو معروف عنها: حاسما انتقاميا محسوبًا، منظمًا، وردًا ضمن استراتيجية شاملة. ما صدر اليوم من قائد الثورة الإسلامية، سماحة السيد علي الخامنئي، لا يمكن فهمه إلا ضمن سياق “فتوى جهاد” إيرانية شاملة، تضع الكيان الصهيوني في دائرة الاستهداف، وتعيد خلط أوراق الإقليم، بل والعالم بأسره.
إسرائيل تخسر… وأمريكا تتبرأ
بيان وزارة الخارجية الأمريكية الصادر اليوم يكشف عمق المأزق: توسل مبطن لطهران بعدم استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، وصمت مشين عن العدوان الإسرائيلي، بل وتخلي واضح عن الحليف المدلل الذي طالما ابتز الإدارات الأمريكية المتعاقبة. إسرائيل التي طالما تفاخر قادتها بـ”الردع المطلق”، أصبحت الآن عاجزة أمام قرار إيراني بالرد… ينتظر فقط لحظة التنفيذ.
روسيا تدخل على الخط: دعم مفتوح للجمهورية الإسلامية
وفي مشهد يغيّر موازين القوى، أعلنت روسيا الاتحادية دعمها الصريح لإيران في حربها ضد إسرائيل، واضعةً بذلك حجر الأساس لتحالف دولي جديد قد يعيد تشكيل النظام العالمي على أنقاض تحالفات مهترئة كانت تحكم المنطقة منذ عقود.
القيادة الإيرانية: لا فراغ في منظومة الثورة
استهداف القادة لا يُنهك إيران، بل يكشف قوتها. فكما صرّح مصدر في الحرس الثوري اليوم: “البدائل موجودة، والقيادة لا تُصاب بالشلل، بل تتجدد”. وهذا ما عجزت إسرائيل عن استيعابه: الجمهورية الإسلامية بُنيت على قاعدة أيديولوجية متماسكة، ومؤسساتها الدفاعية والعلمية ليست رهينة أفراد. حتى العلماء النوويين الذين ارتقوا شهداء في هذا العدوان، لهم تلاميذ ناهضون، يُتقنون ما أتقنه أساتذتهم، وربما أكثر.
الداخل الإسرائيلي ينهار: النتن ياهو يلعب آخر أوراقه
نتنياهو، العالق في مستنقع سياسي داخلي لم يسبق له مثيل، قرر الهروب إلى الأمام، وأعلن الحرب على إيران في محاولة يائسة لحماية كرسيه المهتز. لكن الحسابات كانت خاطئة. فالصواريخ لا تعيد الشرعية، ولا الحرب تنقذ الزعامات المهترئة. والشعب الإسرائيلي، الممزق بين الفشل الأمني والانقسام السياسي، يدرك اليوم أن قادته جرّوه إلى مغامرة خاسرة.
القادم أعظم
ما يحدث اليوم ليس نهاية المعركة، بل بدايتها. وساحات الرد قد لا تقتصر على الجغرافيا الإيرانية والإسرائيلية فقط. قواعد الاحتلال الأمريكي، حلفاء إسرائيل في المنطقة، وحتى خطوط الملاحة الدولية… كلها قد تصبح ضمن حسابات الرد الاستراتيجي الإيراني.
اليوم، يقف الشرق الأوسط على عتبة تحوّل تاريخي، والإرادة الشعبية في محور المقاومة تستعيد ثقتها، فيما يتهاوى المشروع الصهيوني، ويبدأ الحلف الأطلسي مراجعة حساباته. أما إسرائيل، فقد دخلت النفق… ولا ضوء في نهايته.
ضياء ابو معارج الدراجي